العربي نيوز:
ورد للتو، اعلان من دولة قطر بشأن اليمن على خلفية التطورات المتسارعة، واجتياح مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" محافظتي حضرموت والمهرة، واسقاط معسكرات الجيش ومؤسسات الدولة فيهما، وانزال علم الجمهورية اليمنية عنها ورفع رايات العلم التشطيري الانفصالي، ونهب الممتلكات العامة ومداهمة ونهب منازل المدنيين.
جاء هذا في كلمة عضو مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور عبدالله العليمي باوزير، لدى مشاركته الاحد (7 ديسمبر) متحدثا رئيسيا في الجلسة العامة الختامية للنسخة الثالثة والعشرين من منتدى الدوحة، والتي حملت عنوان "مستقبل نؤمن به: إعادة بناء الثقة من خلال العمل المشترك". بمشاركة نخبة من الشخصيات الدولية البارزة.
وقال:" بات اليمن يعيش منذ انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة ومؤسساتها ومسارها السياسي مرحلة خطيرة أعادت البلاد من مسار التوافق الوطني وبناء الدولة المدنية واعلاء مبادئ الحكم الرشيد والتوزيع العادل للسلطة والثروة، الذي أقره مؤتمر الحوار الوطني، إلى مرحلة أنهكت الشعب اليمني وباتت تهدد الأمن الإقليمي والدولي".
مضيفا: إن "تحقيق العدالة الحقيقية يبدأ بإنهاء الحرب عبر سلام دائم وشامل يعالج جذور الصراع، ويضمن استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق تطلعات اليمنيين في الأمن والتنمية والاستقرار". وأردف: "نحن مع السلام منذ اليوم الأول، لكننا نريد سلاماً ينهي الانقلاب ويعيد مؤسسات الدولة ويحفظ حق اليمنيين في مستقبل آمن ومستقر".
وتابع الدكتور عبدالله العليمي باوزير: إن "السلام الحقيقي ليس تجميداً للصراع، بل إنهاء لأسبابه". ومضى قائلا: إن "اليمن ليس فقط نموذجًا للصراع، بل يمكن أن يكون نموذجًا للحل، مؤكدًا أهمية تغيير النظرة الإقليمية والدولية تجاه اليمن من كونه تهديدًا إلى كونه فرصة، ومن ملف أمني ضيق إلى مساحة للتكامل والبناء".
مضيفا في توضيح فكرته: "فتصور اليمن مثلا كدولة فاشلة وملاذ للإرهاب وعود كبريت سيجعل المقاربات لها تأتي دوما من زاوية أمنية، واعادة تصور اليمن كفرصة اقتصادية، كسواحل متنوعة، كمناخ معتدل وفرص سياحية، فرص استثمارية، شعب شاب وقوة عاملة أمينة، هذا يجعل الوضع يتغير، والتهديد يتحول الى فرصة".
واستطرد الدكتور عبدالله العليمي في جلسة النقاش المكرسة لتناول التحديات العالمية المتمثلة في تصاعد الصراعات واتساع فجوات عدم المساواة وتراجع الثقة في المؤسسات، قائلا: "يتحول عندها المتصارعون الى شركاء في الاقتصاد والتنمية. ومدخل ذلك كله انهاء الصراع بإنهاء الانقلاب واستعادة المسار السياسي لبناء الدولة".
مضيفا: إن "التحديات التي فرضتها المرحلة الراهنة ليست معوّقًا فقط، بل فرصة أيضًا لإطلاق مسار سلام أكثر واقعية ومصداقية، يرتكز على معالجة جذور النزاع داخليًا، ويأخذ في الحسبان المتغيرات الإقليمية والدولية، ويمكّن الدولة من استعادة دورها الاقتصادي والمؤسسي، وتساعده على الخروج من الصورة النمطية كمنصة للتهديد".
وتابع قائلا: "بالتالي فمقاربة الحلول ينبغي ان تتغير لتتحول لمقاربات اكثر شمولا، سواء في بعدها الدولي او الاقليمي او المحلي، وسواء كانت امنية او عسكرية او اقتصادية تكاملية". وأكد ان "الاقتصاد هو أفضل حليف للسلام". موضحا أن "اليمن اليوم أصبح أكثر تأثرًا بالصراعات الإقليمية والدولية من كونه مؤثرًا فيها". حسب تعبيره.
مجيبا على سؤال حول التغييرات المطلوبة دوليًا تجاه اليمن، بقوله: إن "استمرار الحرب لأكثر من عشر سنوات يعود إلى ضعف الأدوات الدولية في التعاطي مع الملف اليمني". وأردف: "إن وجود مبعوث أممي لا يكفي في ظل غياب دور دولي فاعل". ونوه الى أن "تحول الصراع إلى البحر دفع العالم إلى رؤية خطورته بشكل أوضح".
وشدد على أن "قرارات مجلس الامن الدولي بشأن اليمن "أخفقت حتى هذه اللحظة في انهاء الانقلاب واستعادة الدولة". وقال: إن "الحل في اليمن يتطلب مقاربة محلية إقليمية دولية مشتركة، تستند إلى المرجعيات لتنهي هذا الصراع وتؤسس لسلام شامل ومستدام يضمن أمن اليمن والمنطقة والعالم. فاستقرار اليمن مصلحة وطنية وإقليمية ودولية مشتركة".
برز تأكيد عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله باوزير على ربط الحل للصراع في اليمن واستعادة الدولة وتحقيق امن واستقرار اليمن والمنطقة بـ "المرجعيات الدولية" للحل في اليمن، ردا على انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" الجديد على الشرعية، واسقاطه معسكرات الجيش ومؤسسات الدولة في محافظتي حضرموت والمهرة.
يأتي هذا بالتزامن مع مسارعة الامارات الى اصدار اعلان استفز غضب اليمنيين وسياسيي السعودية ودول الخليج، اشهر اعترافها بما سمته "دولة الجنوب العربي" التي يسعى ذراعها السياسي والعسكري في اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي) الى فرضها بقوة مليشياته، عقب اجتياح الاخيرة محافظتي حضرموت والمهرة.
تفاصيل: الامارات تثير غضب اليمنيين (اعلان)
والسبت (6 ديسمبر)، اعلنت السعودية رسميا، رفضها اجتياح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، المحافظة والسيطرة على معسكراتها ومؤسسات الدولة فيها، وانتهاك اتفاق التهدئة الذي رعته السعودية، واصدرت اعلانا تضمن امرا مباشرا لـ "الانتقالي الجنوبي" بسحب مليشياته من حضرموت، وعودة الاوضاع لما كانت عليه.
تفاصيل: رسميا: أمر سعودي عاجل لـ "الانتقالي"
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.
