العربي نيوز:
سارعت دولة الامارات، إلى اصدار اعلان استفز اليمنيين في الداخل والخارج، وسياسيي السعودية ودول الخليج، تضمن اشهار اعترافها بما يسمى "دولة الجنوب العربي" التي يسعى ذراعها السياسي والعسكري في اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي) الى فرضها بقوة مليشياته، عقب اجتياح الاخيرة محافظتي حضرموت والمهرة.
جاء هذا في تصريح نشره، استاذ العلوم السياسية في الجامعات الاماراتية والمستشار السياسي لرئيس الامارات، الدكتور عبدالخالق عبدالله، على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، رغم التزام بيانات وزارة الخارجية الاماراتية بـ "دعم صون سيادة اليمن ووحدته وامنه واستقراره".
وقال عبدالخالق السبت (6 ديسمبر): "يعيش الجنوب العربي لحظة تاريخيّة فاصلة يؤسس لاستقلاله وبسط سيادته على كل محافظة من محافظاته وكل شبر من مساحته من المهرة إلى باب المندب. حان الوقت لدول الخليج العربي التصالح مع الأمر الواقع والاعتراف بالجنوب العربي دولة شرعية فهي حليف صادق صدوق".
لكن تصريح المستشار السياسي الاماراتي عبدالخالق عبدالله، وجد انتقادات واسعة ودعوات للمراجعة، من اكاديميين وسياسيين سعوديين وخليجيين وعرب، بينهم الباحث السياسي السعودي سلمان الانصاري، والمعتمد محللا سياسيا لدى شبكة (CNN) الاخبارية الامريكية و(BCC) البريطانية و"فرانس24"، وغيرها.
وقال الانصاري: "د.عبد الخالق، البيانات الرسمية الإماراتية أكدت مراراً دعمها لوحدة وسيادة اليمن، ونفت دعمها لأي مشاريع تقسيمية. إلا إذا كنت تشير إلى أن هذه البيانات لا تعكس حقيقة المواقف، فهذه برأيي من أبلغ الإساءات للدول المحترمة التي تقول ما تفعل وتفعل ما تقول. ورجال أبوظبي أعلى مقاماً من ذلك".
كذلك من جانب السياسيين والاعلاميين اليمنيين، تصدر للرد على المستشار الاماراتي، السكرتير الصحفي في مكتب رئاسة الجمهورية، ياسر الحسني، وعلق قائلا: "ستندم يوماً على تحريضك السافر لتقسيم بلد عربي. دعم تمزيق اليمن هو بداية لتفكيك الجزيرة العربية. ما تفعلونه يقودكم إلى كارثة لا تُحمد عواقبها. ????????".
مع ذلك، جدد عبدالخالق الموقف الاماراتي، الاحد (7 ديسمبر)، بتصريح قال فيه: "الجنوب العربي حركة تحرر وطني وليس مشروع تقسيم وانفصال واذا قرر شعب الجنوب العربي استعادة استقلاله سيادته وبناء دولته المستقلة فيجب على كل دول العالم وفي المقدمة دول الخليج العربي دعم خياره الوطني الحر".
والسبت (6 ديسمبر)، اعلنت السعودية رسميا، رفضها اجتياح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، المحافظة والسيطرة على معسكراتها ومؤسسات الدولة فيها، وانتهاك اتفاق التهدئة الذي رعته السعودية، واصدرت اعلانا تضمن امرا مباشرا لـ "الانتقالي الجنوبي" بسحب مليشياته من حضرموت، وعودة الاوضاع لما كانت عليه.
تفاصيل: رسميا: أمر سعودي عاجل لـ "الانتقالي"
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.
