العربي نيوز:
ورد للتو، اعلان مفاجئ وصادم لكثير من المراقبين، بشأن مصير رئيس حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع و"القائد الاعلى" لقوات حماية حضرموت المدعومة من السعودية، الشيخ عمرو بن حبريش العليي، عقب ساعات على مهاجمة مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، قواته في هضبة حضرموت.
جاء هذا في تصريح لنائب رئيس "الانتقالي الجنوبي" وعضو مجلس القيادة الرئاسي، ومحافظ حضرموت الاسبق، اللواء فرج سالمين البحسني، نشره في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، وأكد فيه انباء تصفية الشيخ عمرو بن حبريش في الهجوم على مواقع تمركز قواته بهضبة حضرموت، فجر الخميس (4 ديسمبر).
وقال البحسني في اعلانه: "لقد طُويت صفحة تمرد عمرو بن حبريش داخل الشركات بإرادة دولة لا تتهاون مع العبث، وبحكمة قيادة تدرك أن هيبة المؤسسات لا تُترك للمزايدات ولا تُخضع للمساومات". مضيفا: "إنهاء هذا التمرد لم يكن مجرد إجراء أمني، بل رسالة واضحة بأن حضرموت محصّنة من محاولات فرض أمر واقع".
مضيفا: "أن زمن ابتزاز مؤسسات الدولة قد انتهى إلى غير رجعة". وتابع مشيدا بمليشيا "الانتقالي": إن قوات النخبة الحضرمية، "أثبتت أنها ليست قوة حماية فحسب، بل ركيزة استقرار وصمّام أمان لحضرموت. أدت واجبها بمهنية عالية، وبانضباط يحترمه الجميع، فحمت الممتلكات العامة، ومنعت الانزلاق نحو الفوضى".
وأعلن سيطرة مليشيا "الانتقالي" وأنها "حاضرة في كل شبر من أرض حضرموت". وقال: إن بعض الأطراف أرادت "اختبار صبر الدولة ومتانة مؤسساتها، فجاء الرد هادئًا في ظاهره، صارمًا في جوهره، قانونيًا في أدواته، فحضرموت كانت وستظل أكبر من أن تُدار عبر التمردات، أو تُخضع لإملاءات الخارجين عن النظام".
مختتما اعلانه المثير لكثير من قبائل حلف حضرموت التي نعتها بالتمرد والخروج عن النظام والقانون والابتزاز، بقوله: "الدولة لا تُبتز، وحضرموت لا تُهدد. وكل محاولة عبث أو تمرد، ستتلاشى أمام قوة القانون وصلابة النخبة الحضرمية ووعي أبناء حضرموت. هذه الأرض لا يحكمها إلا النظام.. ولا يحميها إلا رجالها".
وفجر الخميس (4 ديسمبر)، شنت مليشيا "الدعم الامني" التابعة لـ "الانتقالي الجنوبي"، هجوما عسكريا واسعا على مواقع لقوات حماية حضرموت التابعة لحلف قبائل حضرموت بزعامة عمرو بن حبريش، في مناطق حقول النفط بهضبة حضرموت، بعد ساعات على اعلان اتفاق الحلف والسلطة المحلية برعاية السعودية.
وفقا لمصادر محلية في حضرموت، فإن "الانتقالي الجنوبي دفع بلواء لمسلحي مليشياته من الضالع لشن هجوم بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بما فيها طائرات مسيرة على نقاط ومواقع قوات حماية حضرموت التابعة للحلف مع بدء عملية الانسحاب من المواقع النفطية صباحاً، وفقا للاتفاق الموقع بين حبريش ومحافظ حضرموت".
موضحة أن مليشيا الانتقالي الجنوبي باغتت بهجومها المفاجئ قوات حلف قبائل حضرموت خلال إخلائها مواقعها والانسحاب منها بمسافة كيلو، حسب الاتفاق". وذكرت أن مسلحي مليشيا الانتقالي "هاجموا موقعا يدعى نازلة تابع لقوات حماية حضرموت، بهدف الدخول منه والالتفاف على قوات الحلف بهضة حضرموت".
وأفادت المصادر المحلية أن المواجهات اسفرت عن سقوط 13 قتيلا وجرحى اخرين من قوات حماية حضرموت، وعدد من القتلى والجرحى بصفوف الانتقالي بينهم خمسة من أبناء الضالع". مشيرة إلى أن "قائد قوات حماية حضرموت الشيخ عمرو حبريش غادر مواقع تمركز القبائل بهضبة حضرموت إلى جهة غير معلومة".
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام "الانتقالي" أن "قوات النخبة الحضرمية استعادت مواقع حماية الشركات النفطية في حضرموت، وبسطت سيطرتها على جميع النقاط هناك"، وتداول نشطاء مقطع فيديو يظهر فيه عناصر من الانتقالي في هضبة حضرموت يخاطبون مجموعة أسرى جرى تقييد أياديهم من الخلف وبطحهم ارضا.
وأعلن حبريش الاربعاء في كلمة مصورة أثناء زيارته مواقع قوات حلف حضرموت: إن "المقاتلين ثابتين في مواقعهم ولن يتخلوا عنها مهما كان". وقال: أي "قوات تريد تذهب للوادي وغيرها فالطريق قدامهم وتسيطر فليس عندهم أي إشكال". مضيفا: "أما الشركات والمنشآت النفطية بتقع محرقة مقسما يمينا أنه لن يدخلها أحد".
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
ويسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.
