الجمعة 2025/12/05 الساعة 09:11 ص

اعلان صادم من طارق عفاش!

العربي نيوز:

ورد للتو، اعلان صادم اطلقه طارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، في ظل التطورات المتسارعة للاحداث في اليمن، أكد تأييده سقوط محافظتي حضرموت والمهرة بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي".

جاء هذا في كلمة القاها طارق عفاش، خلال لقائه الخميس (4 ديسمبر) مع عدد من امناء عموم وممثلي الاحزاب السياسية في مدينة المخا، مقر القيادة المركزية لقواته والتشكيلات العسكرية الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن. ونقلت وسائل اعلام طارق عن كلمته، اشادته بالمجلس الانتقالي الجنوبي ودوره.

وقال طارق عفاش: "إن التباينات في الرؤى بين القوى الوطنية موجودة، لكنّ هناك هدفًا يجمعنا، بمن في ذلك المجلس الانتقالي، هو قتال الحوثي وتحرير العاصمة صنعاء واستعادة الدولة". وأردف قائلا: "المجلس الانتقالي الجنوبي شريك مع القوى الوطنية في معركتنا ضد مليشيا الحوثي واستعادة الدولة”.

يأتي هذا بالتوازي مع سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء ومديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الاولى من مواقعها.

تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !

كما يتزامن مع مواصلة مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.

تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!

جاء اعلان طارق ضمن فعاليات احياء ذكرى ما يسمى "ثورة 2 ديسمبر"، في اشارة الى انفجار الصراع بين شريكي انقلاب سبتمبر 2014م، جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش، على تقاسم غنائم الانقلاب، ودعوة عفاش الى "الانتفاضة على الحوثيين"، ومصرعه في ثاني ايام اشتباك قوات الجانبين، وتمكن طارق من الفرار.

وتلقت اسرة علي عفاش، مجددا، فاجعة جديدة بالتزامن مع حلول الذكرى الثامنة لمصرع عفاش في ثاني ايام دعوته اليمنيين عبر خطاب مصور الى "الانتفاضة على الحوثيين"، أثناء فراره من منزله في حي الثنية جنوبي العاصمة صنعاء باتجاه قريته في مديرية سنحان، حسب تأكيد نجله مدين بفيلم وثائقي لقناة "العربية".

تفاصيل: اسرة صالح تفجع مجددا بديسمبر!

تحالف علي عفاش، مع جماعة الحوثي، للانتقام من ثورة الشباب الشعبية السلمية (فبراير 2011م) التي اطاحت بنظامه العائلي الفاسد، بتسليم الجماعة معسكرات ومخازن اسلحة جيشه العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) ومؤسسات الدولة ظنا انه سيستطيع استعادة الحكم واقصاء الحوثيين كما فعل مع حلفائه طوال 33 عاما.

لكن صراع شريكي انقلاب 21 سبتمبر 2014م على الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني، على غنائم الانقلاب في السلطة والثروة، سرعان ما تصاعد ليصل ذروته بانفجار المواجهات المسلحة بين الجانبين في المربع الجنوبي للعاصمة صنعاء، في الثاني من ديسمبر 2014م، قبل ان يحسمه الحوثيون بمقتل عفاش خارج صنعاء.

واعلنت جماعة الحوثي على لسان ناطقها، محمد عبدالسلام، أن "علي عفاش اختار المواجهة على التهدئة والصلح وقاتل حتى قتل"، معلنا "دفنه بحضور عدد من افراد اسرته وقيادات في المؤتمر الشعبي". ونفى "غتياله او أسره، بقوله: "إن عفاش اختار نهايته بنفسه واشعل المواجهة المسلحة بالتنسيق مع التحالف وقاتل حتى قتل".

لكن طارق عفاش قائد قوات وحراسة عمه علي عفاش، ومعسكر "الملصي" لتدريب القناصة؛ سرعان ما تخلى عن عمه وتركه يواجه مصيره، بعدما أشاع  مقتله و"أداء الزعيم صلاة الجنازة عليه"، واستطاع الفرار "متخفيا بزي امرأة" حسب تأكيد جنود بحراسة عفاش، إلى شبوة ومنها إلى عدن، قبل تنصيبه وكيلا للامارات بالساحل الغربي.

يُعد طارق عفاش، متمردا على الدولة والشرعية اليمنية، منذ تمرده في (ابريل 2012) على قرار الرئيس عبدربه منصور هادي باقالته من قيادة "الوية الحرس الخاص" التابعة لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، مرورا بمشاركته في انقلاب سبتمبر 2014م على الرئيس هادي وتحالفه مع الحوثيين، وحتى بعد التحاقه بالتحالف بعد فراره من صنعاء.

وشارك طارق عفاش وشقيقه عمار وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش ومؤسسات الدولة (قبل اعلان شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م)، وجاهر طوال عامين بمشاركة كتائب قناصته في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز 

شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش 

تبنت الامارات تمويل تجميع طارق عفاش ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم نقلهم الى الساحل الغربي، بعدما استطاعت المقاومة التهامية والعمالقة الجنوبية بدعم من طيران التحالف، تحرير ذوباب والمخا والخوخة، ليتم تنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.

استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، استغلال تضحيات المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضمها لقواته، بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيالات، التي طالت العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.

ومع انه رفع شعار "تجاوز خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت نقيض شعاره، فأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.

استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة بمواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بالتحالف بداية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.

ومطلع ابريل 2022م توج التحالف، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) و(عبدالرحمن المحرمي).

تسيطر قوات طارق عفاش، على مديريات بمحافظة الحديدة ابرزها الخوخة وحيس، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية بمحافظة تعز، ويُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، بالسعي إلى السيطرة على تعز، عبر زعزعة امنها بواسطة خلايا اغتيالات وعصابات مسلحة لنشر الفوضى وشن حملات اعلامية متواصلة لتأجيج السخط الشعبي في تعز.

تفاصيل: احباط اكبر مخططات عمار عفاش!

وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.

يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي"، عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.