العربي نيوز - حضرموت:
نجا قائد عسكري بارز في قوات الجيش الوطني بمحافظة حضرموت، يجاهر "المجلس الانتقالي" التابع للامارات بمناصبته العداء والتحريض ضده، من الموت بحادث مفاجئ يُرجح أنه "حادث جنائي مدبر"، تعرض له وهو في طريقه الى مقر عمله بمدينة سيئون.
وأفادت مصادر محلية وعسكرية متطابقة، بأن "قائد اللواء ١٣٥ مشاه اركان المنطقة العسكرية الاولى العميد ركن يحيى محمد ابو عوجاء، تعرض لاصابات بالغة نقل على اثرها للمستشفى، إثر حادث مروري صباح الثلاثاء، وهو في طريقه لمقر عمله في سيئون".
موضحة أن "سيارة العميد ابو عوجاء انقلبت فجأة دون سبب معروف في عقبة تنهالة، وهو في طريقه الى سيئون قادما من المهرة، وجرى نقله إلى مستشفى الغيضة المركزي، لتلقي العلاج من اصابات بالغة تعرض لها، بينها اصابة في الرأس، تستدعي العلاج خارج اليمن".
ورجح مراقبون للشأن اليمني أن "يكون الحادث المروري مدبرا"، ولم يستبعدوا أن يكون الحادث "محاولة اغتيال". لافتين إلى "تعرض العميد يحيى ابو عوجاء، لمحاولات اغتيال عدة، اثر حملات التحريض المباشر ضده التي تشنها قيادات المجلس الانتقالي".
مشيرين إلى أن "العميد يحيى ابو عوجاء قاد معركة حاسمة مع تنظيمات الارهاب بالمحافظة منذ نهاية 2014م، وتعرض لمحاولات اغتيال عدة، ليس ابرزها الكمين المسلح الذي تعرض له بمديرة القطن في 20 يناير 2015م، وقتل فيه خمسة من مرافيقه".
كما تداول سياسيون وناشطون في "المجلس الانتقالي" تغريدات على منصات التواصل الاجتماعي، يغلب على معظمها التشفي، وتتضمن عدد منها اشارات صريحة لما تسميه "المقاومة الجنوبية" وأنها "نصبت كمينا للعميد يحيى ابو عوجاء أثناء عودته من المهرة".
شاهد .. ناشطون في "الانتقالي" يؤكدون استهداف ابو عوجاء
يأتي هذا بالتزامن مع إطلاق رئيس "المجلس الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، تهديدا علنيا باجتياح حضرموت واخضاعها بالقوة لسيطرة مليشياته الممولة من ابوظبي، في اجتماعه الأحد عبر الاتصال المرئي من ابوظبي مع قيادات مليشياته في العاصمة المؤقتة عدن.
وسجلت السعودية، اول رد على تهديدات عيدروس الزُبيدي واعلان نائبه اللواء احمد بن بريك عن "رد الصاع بصاعين"، على لسان عدد من كبار كتابها ومحلليها السياسيين، بينهم الكاتب والمحلل السياسي السعودي علي العريشي، الذي أكد لقادة "الانتقالي" امكانية سحق مليشياتهم بالطيران.
تفاصيل: تهديد سعودي صريح للانتقالي بسحق مليشياته (وثيقة)
جاء هذا، بعدما تبنت الامارات، علنيا ولأول مرة، دعم اخضاع "المجلس الانتقالي" التابع لها، محافظة حضرموت لسيطرته بالقوة، وشنت تحريضا مباشرا ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي ومجلس حضرموت الوطني، بكيل اتهامات خطيرة لكليهما، ابرزها التآمر مع السعودية على "الانتقالي".
تفاصيل: الامارات تتبنى اخضاع الانتقالي حضرموت (وثيقة)
وعزز هذا الموقف الاماراتي ظهور علم الامارات في تظاهرات "المجلس الانتقالي" التي دعا اليها اتباعه وحشد لها طوال ثلاثة ايام في ست من مديريات حضرموت، ردا على رفض حضرموت مساعيه لضمها الى سيطرته وهيمنة مليشياته، واعلانها تشكيل مجلسها الوطني، ممثلا سياسيا وحيدا لها، ومسؤولا عن ادارة شؤونها.
تفاصيل: رفع علم غريب بتظاهرات الانتقالي بحضرموت
لكن "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، مُني بانتكاسة كبرى لم يتوقعها، وأظهرت تظاهرات اتباعه في ست من مديريات حضرموت، نتائج صادمة لجميع قياداته وقاصمة لثقله في الساحة، تمنى سياسيوه وناشطوه لو لم يستعجل المجلس وقوعها ولم توثقها كاميرات التصوير علنا، امام المجتمع المحلي والمجتمعين الاقليمي والدولي في آن معا.
تفاصيل: "الانتقالي" يمنى بانتكاسة كبرى تنهي مستقبله (وثائق)
وبدأ "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، منذ الاثنين الفائت، تحشيدا واسعا، هو الاكبر، لاتباعه ومليشياته من عدن والضالع وابين ولحج وشبوة إلى محافظة حضرموت، على متن شاحنات وباصات نقل، مع تأمين سكن جماعي لهم في خيام وكونتيرات، وتخصيص مبالغ طائلة تجاوزت 200 مليون ريال لمصروفات تغذيتهم وقاتهم".
تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ اكبر تحشيد لهذه المغامرة الجديدة
ويتواصل تصعيد "المجلس الانتقالي" بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلامه ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وتمكنها من محاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.
تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.