الخميس 2024/03/28 الساعة 08:27 م

خروج الوضع في حضرموت عن السيطرة (تفاصيل)

العربي نيوز -حضرموت:

خرج الوضع في محافظة حضرموت، عن السيطرة، وفقد "المجلس الانتقالي" ومليشياته الواصلة للمحافظة برفقة رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي وقياداته مساء الخميس الى مدينة المكلا؛ بعدما اتخذت المكونات والشخصيات السياسية والقبلية والمجتمعية الحضرمية حزمة قرارات، مثلت مفاجأة غير متوقعة صدمت "الانتقالي" ومن ورائه الامارات، الراعية والمشرفة على اختيار حضرموت مقرا لانعقاد اجتماع عمومية "الانتقالي".

وتعرض رئيس "المجلس الانتقالي" الجنوبي التابع للامارات، وقيادات المجلس، فور وصولهم إلى مدينة المكلا، قبل ساعات، لمفاجأة صادمة، اعدتها له المكونات والشخصيات السياسية والقبلية والمجتمعية في حضرموت، تضمنت اجراءات غير متوقعة، ليس أقلها إعلانها أنه "غير مرحب به"، وتلويحها بمواجهة مليشياته، وتأكيد رفضها وصياته ومساعيه للهيمنة على حضرموت، ونهب ثرواتها، واستهانته بمحدودية سكانها.

جاء هذا بختام لقاء تشاوري موسع للمكونات والشخصيات السياسية والقبلية الحضرمية، انعقد اليوم الخميس، بمدينة سيئون تحت شعار "حضرموت الشراكة والندية"، اعلانا، أكد رفض حضرموت محاولات الضم والالحاق من جانب "المجلس الانتقالي" وفرض هيمنته على المحافظة بقوة السلاح ومليشياته، مؤكدأ أن حضرموت تملك المقدرة الكاملة لمواجهتها وفرض ما سمته استقلال حضرموت بإدارة شؤونها الادارية والمالية والامنية.

وجدد المشاركون في اللقاء "رفضهم القاطع لمحاولة استفزاز أبناء حضرموت من قبل بعض الكيانات غير الحضرمية (يقصد المجلس الانتقالي) ومن ذلك دخول قوات من خارج حضرموت تحت ستار تأمين اجتماعاتها مما ينبئ عن عدم ثقة تلك الكيانات بالنخبة الحضرمية وقدراتها العسكرية، وعدم جديتها بالشراكة مع حضرموت". واتهمت "الانتقالي" ومليشياته بـ "السعي إلى "نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في حضرموت".

مشددين على "إن أبناء حضرموت لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام من يسعى لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في حضرموت". ما يلوح بلجوء قوى حضرموت إلى خيار المواجهة المسلحة لرفض مساعي "الانتقالي" فرض سيطرته على محافظة حضرموت بواسطة مليشياته ونشرها في مديريات المحافظة بالقوة ورغم رفض المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية الحضرمية لها، في اعلاناتها المتلاحقة، وبخاصة منذ بداية 2021م.

وأكدو في البيان الختامي للقائهم التشاوري "أن حضرموت تمتلك مقومات الدولة ولها الحق في قيام دولتها متى ما كانت التسوية على شكل دول مستقلة، وإقليما مستقلا متى ما تحددت التسوية بالأقاليم، وغير ذلك فإن لحضرموت الحق في إعادة تشكيل التحالفات بما يخدم قضيتها". وشددوا على "رفض حضرموت القاطع أي محاولات للضم والالحاق والإقصاء". وحقها في "المشاركة الندية" المتكافئة في السلطة والثروة والقرار.

في المقابل، طالبت المكونات والشخصيات السياسية والقبلية والمجتمعية الحضرمية المشاركة في اللقاء التشاوري في مدينة سيئون بـ "ضرورة التحرك السريع من قبل المكونات الحضرمية لتوحيد الجهود ومواجهة التحديات". في رسالة واضحة وصريحة، بتصعيد حضرمي مرتقب على مختلف المستويات، بما فيها المواجهة المسلحة، في حال قوبلت المواقف والتحركات السياسية بالتعنت والصلف من جانب "المجلس الانتقالي".

وفي هذا السياق، أعلن البيان "إقرار اللقاء برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي بشكل عاجل لوضع إطار تفاوضي خاص بالقضية الحضرمية، والمطالبة بتمثيل حضرموت في وفد الشرعية بمفاوضات التسوية السياسية للأزمة اليمنية، وتشكيل وفد للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده ووزير الدفاع السعودي، لطرح قضية حضرموت والمطالبة بدعم سياسي واضح يحقق تطلعات أبناء حضرموت".

كما شملت مقررات لقاء سيئون التشاوري "قرار تشكيل مجلس تنسيق للمكونات والقوى والشخصيات الاجتماعية بحضرموت على أن يبقى الباب مفتوحا لمن أراد الالتحاق بالمجلس". وتجديد "دعم جهود السلطات المحلية في حضرموت التي تصب في سيادة القرار الحضرمي وتمكين أبنائها عسكريا ومدنيا، ورفض التبعية والتدخلات التي تعرقل عمل سلطاتها". في اشارة إلى تدخلات "المجلس الانتقالي" وقياداته وفصائل مليشياته.

يأتي هذا الاعلان الحضرمي، عقب اعلان رئيس لجنة اعداد ميثاق الشرف الحضرمي الشيخ يحيى جعفر باجري، مساء الثلاثاء، "الانتهاء من إعداد ميثاق الشرف الحضرمي" في حفل الاشهار أكد أن مشروع صياغته "مر على مراحل منذ عامين بدءا بمبادرة الحكم صالح بن علي بن ثابت النهدي، ومرورا بمشاورات ولقاءات متعددة مع المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية ومباركة السلطة المحلية بقيادة المحافظ مبخوت بن ماضي.

وقال الشيخ يحيى باجري في حفل اشهار الميثاق: إن هذه اللقاءات والمشاورات الحضرمية "تمخض عنها إنشاء لجنة لإعداد ميثاق الشرف الحضرمي وكان في عضويتها من ابناء حضرموت الوادي والساحل من مختلف شرائح المجتمع من بينهم علماء وقانونيون واكاديميون وتمخض عنها هذا الميثاق الذي تم الاعلان عنه اليوم (الثلاثاء)، من أجل صون الدماء وحفظ الحقوق وتجنيب المحافظة الفتن والصراعات السياسية والاجتماعية".

مضيفا: إن "ميثاق الشرف الحضرمي المُقر، يتألف من 6 نقاط رئيسية، تم التوافق والاجماع عليها، أكدت النقطة الاولى على الدعوة إلى حل الخلافات بالحوار البناء والاحتكام في حالة الاختلاف إلى الشريعة، والابتعاد عن التخوين والتحريض وسوء الظن، والوقوف على كل معتدي خارجي ضد حضرموت. وأكدت النقطة الثانية على وحدة حضرموت واديا وساحلا وهضبة وصحراء بهويتها العريقة وقبولها الشراكة الندية ورفضها التبعية".

وتابع: وأكدت "النقطة الثالثة أن تكون حضرموت مقدمة على كل التوجيهات السياسية والمصالح الحزبية والقبلية والفئوية والمناطقية. والنقطة الرابعة أن الممثل الوحيد للإرادة الحضرمية هم أبناء حضرموت ولهم السيادة على أرضهم. والنقطة الخامسة أكدت ضرورة نصرة المظلوم والبراءة من الخارجين عن القانون وعدم إيوائهم او نصرتهم. والنقطة السادسة اهمية الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة لأبناء حضرموت ومن يعيشون بينهم".

حسب رئيس لجنة اعداد ميثاق الشرف الحضرمي،  الشيخ يحيى جعفر باجري، فإن "الميثاق الحضرمي لعله الاول من نوعه في لم شمل ابناء حضرموت عامة في وحدتهم وتقاربهم كالبنيان الواحد في الظروف الراهنة، وقد حظي بتوقيع عدد من الشخصيات والوجاهات الدينية والمجتمعية والقبلية والاكاديمية من مختلف الشرائح الاجتماعية". منوها بأن "الباب مفتوح لكافة المكونات وشرائح المجتمع بحضرموت في التوقيع على ميثاق الشرف".

وأزاح مسؤولون سياسيون ومحليون، الستار عن تفاصيل مخطط اماراتي خطير يستهدف حضرموت، والسعودية ويتحدى امن الاخيرة ومصالحها الاستراتيجية؛ بدأ تنفيذه اليوم عبر سيناريو ما سموه "مسرحية للانتقالي". كاشفين عن ترتيبات وتحركات واسعة بدأتها مليشيات "الانتقالي" بإشراف ضابط المخابرات الاماراتية "ابو خليفة"، لضم حضرموت إلى دائرة سيطرة مليشياته وسلطاتها، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب البلاد، بدعم اماراتي مباشر.

تفاصيل: بدء تنفيذ مخطط اماراتي ضد حضرموت (صور)

وبدورها، عقدت الحكومة اليمنية المعترف بها، لقاء موسعا مع قيادات السلطة المحلية بحضرموت واصدرت حزمة توجيهات، تستبق التصعيد الجديد من جانب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، الذي يعتزم تنفيذه في حضرموت، ضمن مسعاه لتفجير الوضع وفرض انفصال جنوب اليمن، بدعم اماراتي مباشر، وتحديا للسعودية وتوجهاتها الداعمة لاستعادة الدولة وبسط سلطات مؤسساتها بدءا من عدن والمحافظات المحررة جنوبي البلاد.

تفاصيل: الحكومة تستبق تصعيدا خطيرا لـ "الانتقالي" بهذا الاجراء

يأتي هذا التصعيد من جانب "المجلس الانتقالي" عقب اعلانه في البيان الختامي لما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" وعقده في عدن رغم اعلان معظم هذه المكونات مقاطعة اللقاء، "توحيد الصفوف والمكونات الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي ودمج الحراك الثوري الجنوبي والحراك الجنوبي بقوامه" وما سماه "الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني" و"إقرار وثيقة اسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية" حسب وصفه.

تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)

وأعلنت في وقت سابق لحوار الانتقالي، كل من مرجعية قبائل حضرموت وحلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع والهبة الحضرمية، وغيرها من المكونات والشخصيات في محافظة حضرموت، رفضها تفويض "المجلس الانتقالي" كممثل للجنوب، وأعلنت مقاطعتها لقاءه التشاوري، رفضا لما سمته "اتباع حضرموت بنهج الضم والالحاق، وهيمنة المجلس الانتقالي وفرض وصايته على حضرموت والجنوب بقوة السلاح والمليشيا".

تفاصيل: هبة حضرمية عنيفة تلفح "الانتقالي" وتربكه (بيان)

يُعد تصعيد "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبلها كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية وارتفاع الاسعار في عدن وجنوب البلاد.

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "المجلس الانتقالي" ونشر مليشياته في محافظة حضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لتبني تمويل مشاريع خدمية في حضرموت عبارة عن احجار اساس لمشاريع وهمية، تحاول تقديم "الانتقالي" منقذا ومخلصا للمواطنين.

يأتي هذا التوجه الاماراتي اللافت، عقب تصاعد الخلافات وصراع النفوذ في اليمن بين السعودية والامارات، وسعي الاخيرة لبسط نفوذها على المحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، ما تعتبره السعودية مساسا بأمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في هذه المحافظات الواقعة على حدود مشتركة مع السعودية، ما دفعها إلى تبني تمويل إنشاء وتجنيد وتسليح قوات جنوبية موازية لمليشيا "الانتقالي" باسم "قوات درع الوطن".

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى إلى ضمان السيطرة على ثروات المحافظات الشرقية لليمن النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها وتنفيذ اجندة اطماع الامارات في اليمن، ونهب ثرواتها.