العربي نيوز - عدن:
كشف رئيس ما يسمى "برلمان الجنوب" عضو مجلس النواب، الدكتور عبد الرحمن الوالي عن سر خطير، بشأن ما يجري حاليا في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، بالتزامن مع اعلان "المجلس الانتقالي" انفصال الجنوب في ما سماه "الدولة الجنوبية الفيدرالية" و"الاصطفاف الجنوبي ضد الاحتلال اليمني".
جاء هذا في سياق حديث النائب البرلماني عبد الرحمن الوالي، وهو احد ابرز المطالبين بانفصال جنوب اليمن، عن تصاعد الفوضى الامنية والخدمية والادارية التي تجتاح عدن والمحافظات الجنوبية، منذ سنوات، رغم سيطرة "المجلس الانتقالي" على زمام السلطة منذ انقلاب مليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م.
وقال الدكتور الوالي في تغريدة على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر" قبل ساعات: "حياة عدن بائسه، الكهرباء العشوائي الرشوه البلطجه واللصوصيه منتشره، الفوضى في الجنوب عمل مبرمج ومتعمد وسبب انتشارها هو تعمد الاجهزه المعنيه عدم محاسبة احد، لن نستقر ابدا الا بتطبيق شعار (من اين لك هذا؟)".
مضيفا في تشخيص طبيعة الاوضاع المتردية التي تعيشها عدن والمحافظات الجنوبية: "اصبحت مراكز الامن تثير خوف المواطن". وأردف كاشفا المتهم الاول في هذه الاوضاع بجانب فشل وفساد سلطات "الانتقالي" لاعتمادها المناطقية والعنصرية في التعيينات لكوادرها، قائلا: "مازال عفاش يحكمنا: ادفع زلط وامشي غلط".
شاهد .. رئيس "برلمان الجنوب" يكشف مصدر الفوضى
ورد على مهاجمة ناشطي "الانتقالي" له بقوله: "المشكله التي يعاني منها الشرفاء في كل زمان هو انهم لا يجيدون النفاق والتطبيل، والمشكله التي تعاني منها البلد فلا تتطور هي ان قيادات تظهر لا تقرأ تاريخ المتسلقين الذين يجيدون التلون والقفز من سفينه الى سفينه فترفعهم هذه القيادات فيكونون نكبه على البلد، نصيحه افحصوا تاريخ المتسلقين".
شاهد .. رئيس "برلمان الجنوب" يحذر من كوادر عفاش
يأتي هذا، عقب ايام على إعلان "المجلس الانتقالي"، باسم ما سماها "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، رغم إعلان معظم هذه المكونات مقاطعة اللقاء، انفصال الجنوب بدولة جنوبية فيدرالية، داعيا "الدول العربية الشقيقة والمجتمعين الإقليمي والدولي الى احترام تطلعات شعب الجنوب وحقّه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته الجنوبية المستقلة". حسب تعبيره.
تفاصيل: "الانتقالي" يصدر بيان الانفصال رقم (1)
وأكدت مخرجات حوار "الانتقالي" مع نفسه، ما ذهب اليه مراقبون للشأن اليمني في أنه تفوق على نظام الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، في اعمال نهج الاخير وكلوساته لإنشاء المؤتمر الشعبي". وأن "الانتقالي في مساعيه لتنصيب نفسه ممثلا وحاكما وحيدا لجنوب اليمن، يطبق حرفيا نهج عفاش في الاستحواذ على القرار والسلطة واحتواء ثم اقصاء منافسيه ومعارضيه، عبر شق صفوف المكونات الجنوبية ودعم كيانات منشقة عنها".
تفاصيل: "الانتقالي" يطبق نهج "عفاش" حرفيا
سعى "المجلس الانتقالي" من تنظيم "لقائه التشاوري" في عدن، إلى فرض "ميثاق جنوبي" و"رؤية جنوبية" كان صاغها ما يسمى "فريق الحوار الجنوبي" داخل المجلس الانتقالي، واضفاء طابع شرعي شكلي على الميثاق والرؤية التي سيصدرها عن اللقا، تثبت تقديم نفسه منذ انشائه بتمويل اماراتي في العام 2017م، الممثل الوحيد لجنوب البلاد والحاكم السياسي والعسكري له، وهو ما حدث باعلانه ادماج مكوني الحراك الثوري والحراك الجنوبي.
وبدأت المليشيا الانقلابية والمتمردة، التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممول من الامارات، فور إعلان البيان الختامي للقاء "الانتقالي" التشاوري الذي زعم انه مع "المكونات الجنوبية" رغم اعلان معظم وأبرز هذه المكونات مقاطعتها له؛ أول اجراءات تنفيذ اعلان انفصال جنوب اليمن الصادر في البيان الختامي لهذا اللقاء وإقرار مضامين ما سماه "الميثاق الجنوبي" و"وثيقة "اسس الدولة الجنوبية الفيدرالية". حسب تعبيره.
تفاصيل: المليشيا تباشر اجراءات تنفيذ اعلان الانفصال (صور)
وسجلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أول تعليق رسمي لها، على "اللقاء التشاوري" الذي اطلقه الخميس "المجلس الانتقالي" في العاصمة المؤقتة عدن، رغم اعلان معظم وأكبر المكونات الجنوبية، الفاعلة، مقاطعته رفضا "لهيمنة الانتقالي ووصايته"؛ وكشفت اهداف "اللقاء" وتكلفة تنظيمه، وكذا جهة تمويله. مؤكدة أن اللقاء يسعى إلى اصباغ صفة شرعية مزيفة على مساعي "الانتقالي" وتوجهاته بشأن جنوب البلاد بدعم اماراتي.
تفاصيل: الحكومة تعلق على حوار "الانتقالي" وتكلفته (وثيقة)
وأعلن 25 مكونا جنوبيا، سياسيا ومدنيا وقبليا، رسميا، مقاطعة حوار "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، واتفقت في رفض "ادعاء الانتقالي تمثيل الجنوب" وفي اعتبار حواره "حوارا مع اعضاء المجلس الانتقالي لتنصيب نفسه وصيا على الجنوب بقوة السلاح والمليشيا". حسب ما رصده "العربي نيوز" وأكده المتحدث الرسمي باسم "المجلس الثوري الاعلى للحراك الثوري الجنوبي".
وضعت المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لجنوب البلاد، "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، في موقف محرج جدا، بإعلان معظم هذه المكونات رفضها تلبية دعوته إلى المشاركة في حواره أو ما سماه "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية"، وحدد موعدا لانعقاده يجسد هيمنته باختياره يوم ذكرى زعم "تفويضه الشعبي"، مرجعة مقاطعتها إلى "رفض وصاية الانتقالي على الجنوب".
تفاصيل: 25 مكونا جنوبيا تقاطع حوار "الانتقالي" (وثائق)
وكشفت صور ومقاطع فيديو، خاصة، من داخل قاعة ما سمي "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" المنعقد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن؛ مشاهد مخزية احرجت "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أظهرت حقيقة تضاؤل حجم "الانتقالي" والقبول الشعبي له في جنوب البلاد، ورفض الجنوب له وهيمنته لولا ترسانة مليشياته المسلحة، الممولة من التحالف وبخاصة الامارات.
تفاصيل: مشاهد فاضحة من "حوار الانتقالي" (صور+ فيديو)
في المقابل، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" استغناءه عن مكونات الجنوب الرافضة المشاركة في حواره، وأكد في وقت سابق لبدء انعقاد حواره الخميس، مضيه في ما سماه "الحوار الجنوبي" وعقد "اللقاء التشاوري للمكونات الجنوبية" مستخدما حيلة اقصائية حاذقة، للتحايل على إعلان معظم هذه المكونات مقاطعتها الحوار، لأسباب عزتها إلى "رفض الالحاق والضم والالتفاف على حق المشاركة والندية".
تفاصيل: الانتقالي يستغني عن مكونات الجنوب بهذه الحيلة
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ينتهج نهجا شموليا مستبدا بالقرار، على غرار نهج الحزب الاشتراكي اليمني، إبان حكمه لجنوب اليمن، ويعمد إلى قمع كل المعارضين وتصفية المنافسين عبر دمجهم وتذويب كياناتهم دون اشراكهم بالسلطة والقرار، أو عبر الاعتقالات والاغتيالات الدموية التي شهدها الجنوب منذ إنشاء الامارات "المجلس الانتقالي" في جنوب اليمن.