الخميس 2024/11/14 الساعة 06:07 ص

هجوم واسع يباغت محافظة محررة !

العربي نيوز:

تعرضت واحدة من اهم المحافظات المحررة، لهجوم واسع ومباغت، كاد يتسبب في اسقاط المحافظة من جديد بيد مليشيا ما يسمى "تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب"، كما حدث في اعقاب انسحاب قوات الجيش العائلي انتقاما من ثورة الشباب (11 فبراير 2022م).

وأكدت مصادر عسكرية متطابقة في محافظة ابين أن "تنظيم القاعدة شن هجوما واسعا على موقع عسكري في نطاق عمليات اللواء الثاني ‘دعم واسناد" التابع للمجلس الانتقالي، بمديرية مودية، وتمكنت قوات الجيش الوطني من صد الهجوم وارغام منفيذه على الفرار".

موضحة أن قوات الجيش الوطني و"الدعم والاسناد" تمكنت من "إحباط هجوم شنته عناصر تنظيم القاعدة على أحد مواقعها العسكرية بمنطقة البغيرة في مديرية مودية بمحافظة أبين. ونجحت القوات المشتركة في التصدي للهجوم وإجبار العناصر المهاجمة على الانسحاب".

ولم تتمكن مختلف فصائل مليشيا "الانتقالي" من حسم المعركة مع عناصر "تنظيم القاعدة" في محافظة ابين، منذ اطلاقها ما سمته عملية "سهام الشرق" في اغسطس 2021م، بزعم مكافحة الارهاب، بينما راحت تحت هذا الشعار توسع سيطرتها بكامل مديريات ابين.

تتابع هذه التطورات، بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجال الامارات في جنوب اليمن"، بعدما اطاحت بأبرز قيادات مليشياتها التابعة إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير

وجاء توجيه الامارات لرئيس الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، بتكليف القائد العام لـ "العمالقة الجنوبية" الشيخ عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) بـ "الاشراف على القوات الامنية ومكافحة الارهاب واعادة هيكلتها" على خلفية فضيحة اختطاف المقدم عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا الانتقالي واغتيالاتها.

دأبت مليشيا "الانتقالي" على تكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات وقمعهم بالقوة وتنفيذ مئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات للآلاف في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها، من السجون الخاصة.

ونهاية اكتوبر الفائت، أضطر رئيس "الدائرة الامنية" في "المجلس الانتقالي الجنوبي" للفرار خارج اليمن، إثر فضح وكيل نيابة الامن والبحث في عدن، القاضي بسام غالب، ارتكابه "مخالفات وتجاوزات للقانون". واتهامه رسميا بـ "إنتهاك حريات المواطنين  وإنشاء سجون ومعتقلات خاصة" غير قانونية.

تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة

وفقا للقاضي غالب، فإن "انتهاكات رئيس امنية الانتقالي احمد المرهبي مثبثة بمحاضر قضائية". و"تم منعه من دخول معسكر بدر في خور مكسر بعدن، للاطلاع على وضع السجناء داخل المعسكر" والذين تفيد مصادر محلية أنهم "معتقلون في هنجر يضم 200 معتقل مضى على معظمهم نحو عام".

تفاصيل: قاضي بالعاصمة يفضح جرائم المليشيا (وثيقة)

تشمل الاتهامات المثبتة قضائيا لرئيس امنية "الانتقالي"، تورطه في "جرائم لم يسبق لها مثيل، باختطاف فتيات عدة في عدن خلال الفترة السابقة"، قالت "منصة عدن": إنها "وصلت إلى بعض أهالي الفتيات لكنهم رفضوا النشر والتعميم بأسمائهم، وطلبوا الستر لأجل السمعة والشرف".

شاهد .. جرائم مروعة لرئيس امنية "الانتقالي"

وتتواصل انتهاكات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" لحرمات المواطنين وحقوقهم، واخرها اقتحامها الاربعاء (16 اكتوبر) منزل الناشطة العدنية حمدة مبروك، نائب رئيس دائرة المرأة في منتدى أبناء عدن والجنوب المهجرين قسرياً، ومحاولة اختطافها، على خلفية انتقادها "الانتقالي".

تفاصيل: المليشيا تقتحم منزل امرأة بالعاصمة (فيديو)

جاء اقتحام مليشيا "الانتقالي" في عدن منزل الناشطة العدنية حمدة مبروك، عقب ايام على اختطاف المليشيا ابرز مشايخ معقل شرارة ثورة "14 اكتوبر" بالتزامن مع ذكراها الـ 61، لانتقاده محاولة "الانتقالي" الغاء اهداف الثورة وتزوير هويتها، لخدمة اجندته الانفصالية.

تفاصيل: اعتقال ابرز مشايخ معقل "14 اكتوبر" !

والسبت (24 اغسطس)، اختطفت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" السياسي بالحراك الجنوبي سامي باوزير، وقبله شيخا اخر من ابرز مشايخ قبائل طوق العاصمة المؤقتة عدن، هوالشيخ هيثم حسين البشيري، على خلفية رسائل صوتية له تدعو إلى تصحيح الأوضاع المعيشية الخدمية والاقتصادية والامنية التي يعاني شعب الجنوب من تدهورها المستمر.

تفاصيل: المليشيا تعتقل شيخا من مشايخ الطوق (اسم)

تزامن اعتقال باوزير والبشيري، مع ظهور سفاح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الابرز، المتهم بجرائم اختطاف وتعذيب واغتيال مواطنين، يسران المقطري، رسميا، في الامارات، متحديا قرارات اللجنة الامنية العليا وأوامر الضبط القهري الصادرة بحقه من امن عدن والنيابة العامة، في جريمة اختطاف واخفاء المقدم علي عبدالله عشال.

تفاصيل: ظهور "يسران" رسميا في هذه الدولة (فيديو)

في المقابل، انطلقت على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، حملة واسعة، حملت وسم #سلم_يسران_يا_بن_زايد ، تطالب دولة الامارات الاسراع في تسليم يسران المقطري وجميع قيادات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الفارين من وجه العدالة على ذمة جرائم اختطاف وتعذيب واغتيال مواطنين يمنيين.

شاهد .. انطلاق حملة تطالب الامارات تسليم مجرمي "الانتقالي"

وعمَّدت مليشيا "الانتقالي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية، إلى التغطية على تصاعد السخط الشعبي من اعتداءاتها وانتهاكاتها لكرامة وحرية المواطنين وتصاعد جرائم اختطافها واخفائها المعتقلين، بالحديث عن "مؤامرة لاسقاط عدن" زعمت ان "جماعتي الحوثي والاخوان تقفان وراءها".

تفاصيل: "الانتقالي" يبرر قتل المواطنين بـ "مؤامرة" (فيديو)

بدورها، أدانت "اللجنة التحضيرية لمليونية عشال"، والمجلس الاعلى للحراك الثوري الجنوبي، ولجنة اعتصام المهرة، في بيانات مستقلة "الاعتداءات والاعتقالات التي شهدتها عدن اثناء مليونية المطالبة بكشف مصير المختطف المقدم علي عشال الجعدني وجميع المختطفين والمخفيين قسرا في سجون المجلس الانتقالي الجنوبي". 

تفاصيل: شاهد .. مجزرة جديدة للمليشيا على الهواء (فيديو)

ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.