العربي نيوز:
فجر الشعار الرسمي المعتمد من الشرعية اليمنية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، للذكرى الحادية والستين لثورة 14 اكتوبر المجيدة، جدلا واسعا بين اوساط اليمنيين، في تأويل ما تضمنه من رموز، فيما اعتبرها سياسيون "خطأ فنيا فادحا".
وعممت وسائل الاعلام الحكومية، الشعار الرسمي المعتمد لفعاليات الاحتفال بالعيد الحادي والستين لثورة "14 اكتوبر"، متضمنا بجانب مشعل الثورة وعلم وخريطة اليمن وسنبلة قمح، 13 نجمة وليس 14 للدلالة على ثورة اكتوبر، ما فتح المجال لتأؤيل دلالات العدد 13 نجمة.
رجح سياسيون أن تكون الدلالة المقصودة من تضمين الشعار 13 نجمة "قد يكون دلالة لتاريخ بدء الاحتلال البريطاني لعدن وجنوب اليمن او عدد سنوات الاحتلال". ورد اخرون أن بريطانيا احتلت عدن بهجوم بحري وبري فجر 19 يناير 1839 ودام الاحتلال 129 عاما".
وعلق سياسيون "لا تعرف بالضبط الدلالة المرادة بالنجمات، فهي لا تغطي عدد محافظات البلاد الثلاث والعشرين". بينما علق ناشطون ساخرين بقولهم: إن "النجمات لا ترمز حتى لعدد اركان الاسلام ولا اركان الايمان". ورد اخرون "ولا حتى اركان الصلاة فعددها 14 ركنا".
في المقابل، ذهب محللون سياسيون، في تعليقاتهم، إلى أن "المقصود من النجمات الثلاث عشر ربما عدد اقاليم اليمن الاتحادي ومضاعفتها من 6 اقاليم إلى 13 اقليما". لكن حتى هذا التأويل لم يبد مقنعا للمهتمين بدلالات الشعار الرسمي للعيد الحادي والستين لثورة "14 اكتوبر".
وشهدت ذكرى "ثورة 14" اكتوبر، هذا العام، تداول ثلاثة شعارات لفعاليات الاحتفاء بها. وبجانب الشعار الرسمي المعتمد من الشرعية، عممت سلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي شعارا يتضمن خريطة وراية علم الجمهورية اليمنية ويد ترفع البندقية وجبال ردفان واغصان البن.
في المقابل، عمم "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، شعارا للمناسبة، يتضمن العلم التشطيري لما كان يعرف "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" والتي تأسست عقب انتزاع ثورة "14 اكتوبر" الاستقلال بدحر الاحتلال البريطاني، وعبارة "اكتوبر مجيد.. هويتنا جنوبية".
واستفز "الانتقالي الجنوبي" اليمنيين كافة وفي المحافظات الجنوبية خاصة، باعلان مفاجئ ينتقص من اهمية وتضحيات ثورة "14 اكتوبر" بالغاء دوافع وأهداف الثورة وفي مقدمها انهاء الاحتلال البريطاني واعادة توحيد شطري اليمن، وتجاهل الاحتلال البريطاني، بوصفه "شريكا تاريخيا".
تفاصيل: "الانتقالي" يلغي اهداف ثورة "14 اكتوبر" !
وجدد هذا الموقف، اعلانا صادما، سبق أن اطلقه رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزبيدي، من لندن لدى زيارته لها مطلع مارس 2019م، امتدح فيه الاحتلال البريطاني لعدن وجنوب اليمن طوال 129 عاما، ووصفه بأنه "شريك للجنوب" وحقبة احتلاله عدن وجنوب اليمن "شراكة تاريخية".
قال الزُبيدي في تصريح مصور من احد فنادق لندن: إن "بريطانيا لها تأثير إيجابي على شعب الجنوب، وبحكم الشراكة القديمة والوجود البريطاني في السابق وما حققه من إرث ثقافي وحضاري وتقدم في النظام والقانون، أردنا أن تكون أول زيارة لبريطانيا باعتبارها كانت شريكا، والشعب الجنوبي له إرث طويل معها".
شاهد .. الزُبيدي يمتدح الاحتلال البريطاني (فيديو)
وترافق هذا الخطاب، مع بدء الامارات، عبر ذراعها السياسي والعسكري "الانتقالي" التحشيد لـ "مليونية" استكمال محافظة حضرموت واخضاعها للاحتلال، تحت غطاء الاحتفال بالذكرى الحادية والستين لثورة "14 اكتوبر" المجيدة ضد الاحتلال الاجنبي (البريطاني)، في مفارقة وصفها مراقبون وسياسيون أنها "من سخريات الحال".
تفاصيل: الامارات تحشد لتعميد احتلال هذه المحافظة!
حدد "الانتقالي" اهداف تحشيده الى حضرموت الوادي (سيئون)، في : "تأكيد هوية أبناء حضرموت الجنوبية وتوحيد صفوفهم". معلنا أن "هذا التجمع الحاشد يأتي في وقت حساس ليبعث برسالة واضحة: حضرموت جزء لا يتجزأ من الجنوب، والمجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل الشرعي لطموحات أبناء الجنوب".
شاهد .. "الانتقالي" يعلن اهداف تحشيده لحضرموت
مؤكدا سعيه الى تفجير الموقف عسكريا مع قوات الجيش الوطني، بإعلانه بين اهداف تحشيده "طرد قوات الاحتلال اليمني"، زاعما أن "أبناء حضرموت لن يهدأ لهم بال حتى يتم تحرير وادي وصحراء حضرموت من قوات الاحتلال اليمني لتعود حضرموت إلى مكانها الطبيعي ضمن الهوية الجنوبية".
شاهد .. "الانتقالي" يصرح بهدف الاشتباك مع الجيش
كما أصدر "الانتقالي" فتوى دينية، غير مسبوقة، فاجأت الجميع ومثلت صدمة لليمنيين بعموم البلاد وفي المحافظات الجنوبية بصورة خاصة، ضد أهداف ثورة 14 اكتوبر 1963م تتماشى مع الغائه اهداف الثورة التحررية ودوافعها الوحدوية، وحرفها باتجاه شرعنة سعيه لفرض انفصال جنوب البلاد.
تفاصيل: صدور فتوى دينية ضد "14 اكتوبر"!!
وليل الاحد (13 اكتوبر) أمر "الانتقالي" مختلف فصائل مليشياته الممولة من الامارات، بالبدء في فرض ما يسميه "الدولة الجنوبية" وانزال جميع رايات علم الجمهورية اليمنية، ورفع رايات العلم الانفصالي في عدن، وتنفيذ انتشار امني وعسكري واسع يحظر حمل السلاح على ما سوى مليشيا المجلس.
تفاصيل: "الانتقالي" يأمر قواته بدء فرض دولة الجنوب!
ويأتي هذا التصعيد بعدما كان مسؤولون حكوميون افصحوا عن ما سموه "اتفاقا تاريخيا بشأن حضرموت"، توصل اليه برعاية السعودية، اجتماع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مع كل من اللواء فرج البحسني والدكتور عبدالله العليمي باوزير، الثلاثاء (17 سبتمبر) بمقر اقامتهما في العاصمة السعودية الرياض.
تفاصيل: اتفاق تاريخي بشأن حضرموت (وثيقة)
جاء الاتفاق لاحتواء تصاعد التوتر بحضرموت، منذ قرابة الشهر، جراء تدهور الاوضاع الخدمية والمعيشية والاقتصادية، ورفع مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت، مطالب رئيسة وإمهالهما الحكومة 30 يوما انتهت دون تنفيذها، وتهديدهما بما سمياه "وضع اليد على الارض والثروة"، والتحشيد شعبيا وقبليا لذلك.
تفاصيل: حلف حضرموت يبدأ تحشيداته ضد الرئاسي (صور)
كما تزامنت هذه التطورات مع إعادة رئيس هيئة الاركان العامة بوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها، الفريق ركن صغير حمود بن عزيز، "الانتقالي الجنوبي" إلى حجمه الطبيعي، برد عملي تدعمه السعودية، على سعيه لتنفيذ انقلاب جديد على التحالف والشرعية اليمنية لاسقاط محافظة حضرموت.
تفاصيل: رئيس الاركان يُحجم "الانتقالي" بهذا الاجراء (صور)
ورد "الانتقالي الجنوبي" على تسليم التحالف بقيادة السعودية منفذ الوديعة لقوات "درع الوطن" بدلا عن مليشياته، بإصدار توجيه لمليشياته المسماة "النخبة الحضرمية" البدء في الانقلاب على التحالف والشرعية اليمنية، والسيطرة على محافظة حضرموت، وركوب موجة احتجاجات الشعبية على تردي خدمة الكهرباء.
تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ انقلابا على التحالف والشرعية (فيديو)
سبق الاعلان الانقلابي الجديد لـ "الانتقالي" امر اصدره مطلع اغسطس الجاري، نائب رئيس المجلس ومحافظ حضرموت سابقا، اللواء الركن احمد سعيد بن بريك، إلى مليشيات "الانتقالي" في حضرموت المسماة "النخبة الحضرمية"، دعاها إلى أن "يكونوا على قلب رجل واحد" لينتزعوا ما سمته "حقوق الشعب في الجنوب كاملة غير منقوصة".
تفاصيل: المليشيا تتلقى امر البدء باسقاط هذه المحافظة (وثيقة)
وتشهد محافظة حضرموت بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.
تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)
بدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، في وقت سابق، تصاعد نُذر ما وصفوه "معركة حسم استعادة الدولة اليمنية وسيادتها على كامل اراضيها بدءا من المحافظات المحررة"، ورجحوا ان يبدأ "اندلاع نيرانها من محافظة حضرموت، بين قوات الشرعية ومليشيا الانتقالي الجنوبي، مالم يتدخل التحالف بقيادة السعودية".
مشيرين إلى أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".
وتوقعت المصادر العسكرية والسياسية "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".
في السياق، سبق أن حمل الرئيس رشاد العليمي "بشائر كبرى" لمحافظة حضرموت وابنائها، لدى زيارته الاولى منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الى المحافظة، التي بدأها مساء السبت (25 يونيو 2023م) برفقة مسؤولي الحكومة ووفد سعودي رفيع المستوى، معمدا اجهاض مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية.
تفاصيل: العليمي يحمل لحضرموت هذه البشائر
وابهج الرئيس العليمي المواطنين في حضرموت، خلال زيارته المكلا، بقرار وصفه مراقبون بالمصيري والتاريخي، على طريق تلبية مطالب المحافظة وابنائها، وقطع الطريق على مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية. معلنا: "أن حضرموت ستدير نفسها ماليا وإداريا وأمنيا، وإذا نجحت التجربة سنعممها على بقية المحافظات".
تفاصيل: الرئيس العليمي يبهج حضرموت بهذا القرار المصيري
جاءت زيارة الرئيس رشاد العليمي بمعية السفير السعودي لدى اليمن، بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام الامارت في حضرموت، ومحاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية
واعلنت المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية في محافظة حضرموت، بختام مشاوراتها السياسية في الرياض، منتصف يونيو 2023م، تشكيل مجلس وطني خاص بها، لإدارة شؤونها وتمثيلها والتصدي لمحاولات "المجلس الانتقالي" ضمها الى وصايته واخضاعها لسيطرته بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات.
تفاصيل: حضرموت تعلن تشكيل مجلس خاص بها
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية عبر مليشياته المسلحة، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء (20 يونيو 2023م) من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة.
تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.