السبت 2024/11/23 الساعة 06:59 م

الشرعية تحشد اقليميا ودوليا لهذا القرار المصيري

العربي نيوز - عواصم:

تواصل الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها، جولة اقليمية ودولية، لحشد تأييد ودعم دول التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات، والتحالف الدولي بقيادة اميركا وبريطانيا وفرنسا، لاستئناف الحرب مع جماعة الحوثي بهدف ردع هجماتها البحرية والصاروخية المتصاعدة بزعم "دعم فلسطين واسناد المقاومة في غزة ولبنان".

وعقد وزير الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها، الفريق الركن محسن الداعري، خلال الايام الماضية، لقاءات متلاحقة مع سفراء الدول المرتبطة بملف الحرب في اليمن، تتصدرها السعودية والامارات وسلطنة عمان، وسفراء امريكا وبريطانيا وفرنسا والصين والهند واليابان، شددت على طرح "دعم الشرعية والحكومة اليمنية لبسط نفوذها على كامل الاراضي اليمنية".

لم تخل لقاءات وزير الدفاع من بحث التطورات المتلاحقة في اليمن والمنطقة، وبخاصة "الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن" واستهدافها منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي أو المرتبطة به او المتجهة إلى موانئه، بزعم "الضغط باتجاه ايقاف العدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين منذ عام على قطاع غزة بفلسطين".

أكدت اخبار وكالة الانباء الحكومية (سبأ) عن اللقاءات أنها "ناقشت التعاون العسكري والأمني، ومكافحة الإرهاب والامن البحري، واستمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية، وخطوط الملاحة الدولية"، وأن الفريق الداعري طالب بضرورة دعم قدرات القوات المسلحة اليمنية بما يمكنها من اداء مهامها ومسؤولياتها كشريك فاعل في تحقيق الأمن البحري ومكافحة الإرهاب".

بالتوازي، شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وعضو المجلس عيدروس الزبيدي في كلماتهم ولقاءاتهم على هامش مشاركتهما في اجتماع الدورة 79 لجمعية الامم المتحدة في نيويورك، على ربط السلام باستعادة الحكومة اليمنية نفوذها على كامل الاراضي اليمنية، والمطالبة بدعم الحكومة اليمنية عسكريا واقتصاديا لتأمين الملاحة الدولية ومكافحة الارهاب"

كما تضمنت كلمات وتصريحات العليمي والزُبيدي، التأكيد على أن "العمليات الجوية التي تنفذها القوات الامريكية والبريطانيا على مواقع الحوثيين لا تكفي وحدها" وأن لن تنجح في تقويض القدرات العسكرية للحوثيين كما كانت نتيجة عمليات التحالف العربي طوال 8 سنوات"، والتشديد على أن "تقديم الدعم للجيش التابع للحكومة اليمنية من شأنه التعجيل بحسم المعركة".

وتترافق اللقاءات المكثفة لوزير الدفاع مع سفراء دول المنطقة والدول الكبرى، مع اخفاق تحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني وتحالف "اسبيدس" الاوروبي لتأمين عبور السفن من البحرين العربي والاحمر، في "تقويض القدرات العسكرية للحوثيين وانهاء تهديداتهم للملاحة الدولية" حسب اهداف التحالفين المعلنة، وتنامي قدرات الحوثيين بالمقابل.

بالتزامن، تصاعدت الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي الانقلابية، في البحرين العربي والاحمر وخليج عدن لمنع عبور السفن الاسرائيلية والمرتبطة بالكيان الاسرائيلي وسفن الدول الداعمة له وفي مقدمها امريكا وبريطانيا، وكذا تصاعدت هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة على الكيان الاسرائيلي، بزعم "دعم فلسطين واسناد المقاومة". 

واصدرت جماعة الحوثي الانقلابية، صباح الثلاثاء (1 اكتوبر)، اعلانا عسكريا مفاجئا، كشفت فيه عن تفاصيل هجوم جديد نفذته بعدد كبير من الطائرات المسيرة المخخة متعددة الطرازات على ما وصفته "اهدافا عسكرية" في كيان الاحتلال الاسرائيلي بفلسطين، متوعدة بـ "المزيد من العمليات العسكرية الرادعة للكيان الاسرائيلي المجرم".

تفاصيل: اعلان عسكري حوثي مفاجئ للجميع (فيديو)

كما تحدت جماعة الحوثي الانقلابية، ليل الاحد (29 سبتمبر) التهديدات الاسرائيلية بما سمته "إخفاء اليمن" ومحوها من الخارطة، وبدأت الرد على القصف الاسرائيلي الجديد لخزانات الوقود ومحطات الكهرباء في الحديدة، بتنفيذ هجوم جديد على "تل ابيب" هو الرابع خلال اقل من اسبوعين، حسب ما اعلن متحدث جيش الاحتلال.

تفاصيل: الحوثيون يتحدون اسرائيل بهجوم جديد!

جاء الهجوم بعدما فكت اجهزة مخابرات الكيان الاسرائيلي الخميس (13 سبتمبر)، شفرة "وجع البر" الواردة في اعلان زعيم جماعة الحوثي في خطابه قبل الاخير عن "الاعداد لجعل العدو يتوجع في البر كما اوجعناه في البحر"، وأعلنت عن رصد مؤشرات اشتباك بري مع الحوثيين الذين قالت أنهم "بدأوا يتدفقون إلى سوريا والعراق".

تفاصيل: الموساد يفك شفرة خطاب الحوثي الاخير (صادم)

وتواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر 2023م، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش) ومنع عبور سفن الكيان والدول الداعمة له والمتعاونة معه، حسب تأكيد بيانات جيش الكيان والبحريتين الامريكية والبريطانية والمتحدث العسكري للجماعة.

تفاصيل: روسيا تكشف خفايا اختراق اليمن "تل ابيب" (فيديو)

تفاصيل: "اسرائيل" تشتعل بهجوم يمني والاحتلال يؤكد (فيديو)

في المقابل، تواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.

تفاصيل: عدوان جديد على الحديدة (مواقع ومحصلة)

تفاصيل: اميركا تبدأ حربا شاملة في اليمن (محصلة)

تفاصيل: شاهد أثار اعنف قصف امريكي لصنعاء (فيديو+صور)

وتهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

تسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".

شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة

كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)

وتشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

كما أصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح والضفة.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "41206 قتيلا فلسطينيا (بينهم 28500 طفل وامرأة ومسنا)، و95337 مصابا، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.