العربي نيوز:
كسرت جمهورية روسيا الاتحادية الحظر المفروض على جماعة الحوثي الانقلابية، عبر تسيير ثلاث سفن شحن كبرى الى الموانئ اليمنية الخاضعة لسيطرة سلطات الجماعة على ساحل البحر الاحمر، في تحد للولايات المتحدة الامريكية وعقوباتها، وكذا العقوبات الاوروبية على روسيا بشأن اوكرانيا.
كشف عن هذا، تحقيق نفذته منصة "بيلينغكات" الأوروبية، تحدث عن رصد ثلاث سفن (ناقلات بضائع سائبة) تحمل العلم الروسي في رحلة ابحارها الى موانئ الحديدة الخاضعة للحوثيين، وعلى متنها كميات من القمح الاوكراني، واعتبرته "تحديا للعقوبات الغربية بتصدير الحبوب من شبه جزيرة القرم".
وقال إنه "تم رصد ناقلة بضائع سائبة أخرى تحمل العلم الروسي، تُدعى إيرتيش (رقم المنظمة البحرية الدولية: 9664976)، عطّلت نظام تتبع موقعها في طريقها من وإلى ميناء سيفاستوبول. وتوقفت في جيبوتي إجباريًا للتفتيش من آلية الأمم المتحدة (UNVIM) للتحقق وتفتيش السفن المتجهة إلى اليمن.
مضيفة: إن التحقيق الذي رسم خريطة رحلة السفينة إرتيش "من خلال الجمع بين بيانات نظام التعريف الآلي (AIS) من شركة ‘لويدز ليست إنتليجنس‘ وتحليلات الأقمار الصناعية، أكد وصول سفينة إيرتيش إلى ميناء الصليف على ساحل البحر الاحمر الخاضع لسلطات جماعة الحوثي، وتسليم الشحنة.
وتابع: "وخلال التحقيق، تم تحديد سفينتين إضافيتين عطلتا أنظمة التتبع الخاصة بهما (نظام التعريف الآلي: AIS) أثناء تحميل الحبوب في سيفاستوبول، هما: ماتروس بوزينيتش (IMO: 9573816) وزفر (IMO: 9720263)". وأكد ان السفينة ماتروس خضعت للتفتيش الاممي ووصلت الصليف (8 اكتوبر).
موضحا أن آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) ردت بقولها: "بصفتها هيئة مُفوضة من الأمم المتحدة، لا تملك (UNVIM) سلطة منع الشحنات بناءً على عقوبات وطنية أو إقليمية أحادية الجانب". وأردفت: "ينحصر تفويض آلية (UNVIM) في التحقق من الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة باليمن".
وفي هذا السياق، ذكر التحقيق: إن "خبراء سبق أن سلطوا الضوء لموقع بيلينغكات، على أنه حتى مع قيود هذا التفويض (آلية الامم المتحدة (UNVIM) للتحقق وتفتيش السفن المتجهة الى اليمن)؛ فإن مرور شحنات الحبوب من الأراضي الأوكرانية المحتلة عبر آلية التفتيش التابعة للأمم المتحدة يُشكل وضعًا حرجًا".
مشيرا إلى أن "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أفادت بأن عشرات الآلاف من الناس في اليمن يعيشون في ظروف أشبه بالمجاعة، مع معاناة خمسة ملايين شخص آخرين من انعدام الأمن الغذائي، بعد عشر سنوات من الحرب" المتواصلة في اليمن، متسببة في "اسوأ ازمة انسانية عالميا" حسب الامم المتحدة.
وتدعم روسيا، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وعينت مطلع اكتوبر 2025م القائم باعمال سفارتها سفيرا مفوضا لدى اليمن، وبحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافوف مع الرئيس رشاد العليمي، في لقاء على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، "القضايا الملحّة في سياق علاقات البلدين".
لكن روسيا، تسعى في الوقت نفسه، إلى الوقوف على مسافة متساوية من مختلف الاطراف في اليمن، وسبق أن استقبلت رسميا، أكثر من مرة، رئيس وفد جماعة الحوثي الانقلابية، محمد عبدالسلام، وطارق عفاش، ورئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات عيدروس الزُبيدي، واخرها زيارته لموسكو الثلاثاء (21 اكتوبر 2025م).
يشار إلى أن جمهورية روسيا الاتحادية تلتزم موقفا ثابتا حيال الازمة في اليمن، يرفض دعم الخيار العسكري لحسم الحرب في اليمن، و"يدعم جهود الامم المتحدة ومبعوثها الخاص الرامية إلى انهاء الحرب في اليمن واحلال السلام من خلال التوصل الى تسوية سياسية عبر حوار يمني-يمني، بين جميع القوى والمكونات اليمنية".
