الخميس 2024/09/19 الساعة 03:17 ص

الحوثيون ينتزعون تأييدا اماراتيا مفاجئا !

العربي نيوز - ابوظبي:

استطاعت جماعة الحوثي الانقلابية، اخيرا، انتزاع تأييد اماراتي مفاجئ ينذر بتحولات كبرى في المواقف والتوجهات الاماراتية، خلال الايام وربما الاسابيع المقبلة، حسب تأكيد مراقبين لتطورات الاحداث المتسارعة في اليمن ومنطقة الشرق الاوسط، مرجحين ان تشهد في الحد الادنى تأزم العلاقات بين الامارات وكيان الاحتلال الاسرائيلي.

جاء هذا في اعلان اصدره احد ابرز المستشارين السياسيين لرئيس الامارات، محمد بن زايد، استاذ العلوم السياسية في الجامعات الاماراتية، عبد الخالق عبدالله، تعليقا على الهجوم الصاروخي الجديد لجماعة الحوثي على الكيان الاسرائيلي بصاروخ باليستي جديد فاجأ الجميع باختراق منظومات الدفاع الجوي الامريكية والاسرائيلية.

وقال المستشار السياسي الاماراتي عبدالخالق عبدالله في تصريحه المنشور على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا) مساء الاحد (15 سبتمبر) والمثير للجدل: "بحق السماء كيف استطاع صاروخ حوثي قطع مسافة 2000 كم وتجاوز مدمرتين أمريكيتين وفرقاطة فرنسية ودفاعات اسرائيلية ليصل إلى مطار بن غورين في تل ابيب؟".

مضيفا، في موقف مفاجئ وغير متوقع بالنظر الى العلاقات الوثيقة بين الامارات والكيان الاسرائيلي: "هجوم افرح قلوب الملايين من الكارهين لما ترتكبه اسرائيل من مذابح وجرائم حرب ابادة في غزة. إسرائيل تستحق ان تدفع ثمن توحشها بأقوى الأثمان". ما فجر جدلا واسعا بين منتقد لما سموه "فرط الحماسة" ومؤيد لـ "واقعية مجردة".

شاهد .. مستشار اماراتي يشيد بقصف الحوثي اسرائيل !

وكشفت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عن طبيعة واهمية الموقع المستهدف بالهجوم الصاروخي الذي شنته جماعة الحوثي صباح الاحد (15 سبتمبر) على عاصمة كيان الاحتلال الاسرائيلي بصاروخ باليستي جديد، فاجأ الدفاعات الجوية للقوات الامريكية في البحر الاحمر، وتجاوز منظومات الدفاع الجوي للكيان، ليسقط ويصيب هدفه بالقرب من مطار اللد (بنغوريون).

تفاصيل: "حماس" تكشف هدف الصاروخ اليمني

جاء هذا عقب ساعات على كشف جماعة الحوثي، في بيان لمتحدثها العسكري، يحيى سريع، تفاصيل جديدة وصادمة لقصفها تل ابيب (مدينة يافا) بـ "صاروخ باليستي جديد فرط صوتي قطع مسافة تقدر بـ 2040 كم في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، ونجح في الوصول إلى هدفه، وأخفقت دفاعات العدو (البحرية الامريكية والكيان الإسرائيلي) في اعتراضه والتصدي له".

تفاصيل : الحوثيون يكشفون خفايا مفاجئة لقصفهم الكيان (فيديو)

بالمقابل، بدأ كيان الاحتلال الاسرائيلي رسميا، الرد على تنفيذ جماعة الحوثي هجوما جديدا على عاصمة الكيان، بصاروخ باليستي جديد، وأعلن رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اجتماع مع حكومته، مساء الأحد (15 سبتمبر)، صدور الاوامر لقوات جيش الاحتلال الاسرائيلي الجوية والبحرية للرد على الهجوم الحوثي الصاروخي.

تفاصيل: "اسرائيل" تبدأ الرد على صاروخ الحوثي

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأحد (15 سبتمبر)، إن "صاروخاً ‘أرض - أرض‘ أطلق على وسط إسرائيل من اليمن وسقط في منطقة غير مأهولة دون أن يتسبب في إصابات". زاعما أنه "تم رصد الصاورخ وانطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل، ما دفع السكان للتدافع الى الملاجئ واصابة 9 مواطنين".

بدورها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن "الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة وسط إسرائيل على بعد 6 كيلومترات من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب (يافا)". وذكرت أنه "أصيب 9 مواطنين بجروح طفيفة في مناطق مختلفة بوسط إسرائيل لدى تدافعهم نحو الملاجئ لحظة دوي صفارات الإنذار وتم نقلهم إلى عدة مستشفيات للعلاج".

مؤكدة أن "الاضرار كانت ناتجة عن سقوط صاروخ" وتسبب "القصف الصاروخي في اثارة خوف عارم غير مسبوق بين اوساط السكان في الشوارع وتدافعا مريعا للاحتماء بالملاجئ". في حين ارجعته قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي إلى "صاروخ دفاعي اخفق في اعتراض ما وصفته بالصاروخ اليمني وسقط وسط العاصمة تل ابيب (يافا)".

شاهد .. تحليق الصاروخ الحوثي وسقوطه بالكيان (فيديو)

وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، صورا فوتوغرافية ومقاطع فيديو، توثق لحظة عبور الصاروخ الحوثي بسرعة فائقة (تفوق سرعة الصوت)، وسقوطه وسط عاصمة الكيان الإسرائيلي وانفجاره، وجانبا من أضرار القصف الصاروخي، بينها آثار واسعة ظهرت في مصنع للاسمنت ومحطة المترو، ومرافق مجاورة لمطار بنغوريون.

شاهد .. اضرار قصف الكيان بصاروخ يمني (فيديو)

والخميس (13 سبتمبر)، فكت اجهزة مخابرات الكيان الاسرائيلي شفرة "وجع البر" الواردة في اعلان زعيم جماعة الحوثي في خطابه قبل الاخير عن "الاعداد لجعل العدو يتوجع في البر كما اوجعناه في البحر"، وأعلنت عن رصد مؤشرات اشتباك بري مع الحوثيين الذين قالت أنهم "بدأوا يتدفقون إلى سوريا والعراق".

تفاصيل: الموساد يفك شفرة خطاب الحوثي الاخير (صادم)

يأتي هذا بعدما المح زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، في خطابه المتلفز، الخميس (5 سبتمبر)، إلى عمليات برية لجماعته بجانب العمليات البحرية، ضد الكيان الاسرائيلي، وقال: "منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة كنا نتلهف لو أمكن شعبنا التحرك بمئات الآلاف للالتحام المباشر في المعركة البرية". حسب زعمه.

شاهد .. الحوثي يطالب العالم باختبار جماعته (فيديو)

مضيفا: "لكن حالت بيننا وبين المواجهة المباشرة مع العدو الجغرافيا الواسعة لأنظمة عربية، الكثير منها يتواطأ مع العدو الإسرائيلي". وأردف: "كنا نتمنى لو يختبرونا، أو يكرهونا ويهدفون للتخلص منا، أن يفتحوا لنا الطريق إلى قطاع غزة لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا". متوعدا: "مستمرون بتطوير قدراتنا، وبما يفاجئ الأعداء، في البر كما تفاجئوا بالبحر بتقنيات جديدة غير مسبوقة".

شاهد .. الحوثي يتعهد بمفاجآت للكيان الاسرائيلي (فيديو)

شاهد .. الحوثي يلمح بهجوم بري على "اسرائيل" (فيديو)

وأقدمت جماعة الحوثي، على خطوة انتحارية جديدة، في ظل تصاعد الغضب الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والاتحاد الاوروبي، جراء هجماتها المتواصلة لمنع عبور سفن الكيان الاسرائيلي والدول الداعمة له وشركات الشحن المتعاونة معه بزعم "دعم فلسطين واسناد مقاومتها".

تفاصيل: الحوثيون يقدمون على خطوة انتحارية

تواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر 2023م، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش) ومنع عبور سفن الكيان والدول الداعمة له والمتعاونة معه، حسب تأكيد بيانات جيش الكيان والبحريتين الامريكية والبريطانية والمتحدث العسكري للجماعة.

تفاصيل: روسيا تكشف خفايا اختراق اليمن "تل ابيب" (فيديو)

تفاصيل: "اسرائيل" تشتعل بهجوم يمني والاحتلال يؤكد (فيديو)

وبالمقابل، تواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.

تفاصيل: عدوان جديد على الحديدة (مواقع ومحصلة)

تفاصيل: اميركا تبدأ حربا شاملة في اليمن (محصلة)

تفاصيل: شاهد أثار اعنف قصف امريكي لصنعاء (فيديو+صور)

تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".

شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة

كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح والضفة.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "41206 قتيلا فلسطينيا (بينهم 28500 طفل وامرأة ومسنا)، و95337 مصابا، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.