العربي نيوز - حضرموت:
وردت للتو معلومات صادمة مدعمة بالصور، تؤكد خسارة الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، واحدة من كبرى واهم المحافظات المحررة، جراء إقدام "حلف قبائل حضرموت" و"مؤتمر حضرموت الجامع" على تنفيذ تهديداتهما، واعلان سيطرة مسلحيهما على خمسة قطاعات نفطية منعت التصرف بها من الحكومة.
أكد هذا عضو رئاسة حلف قبائل حضرموت، عزام أحمد بن غانم، معلنا في تصريح صحفي ادلى به لموقع "المشاهد"، عن أن "القبائل سيطرت على خمسة قطاعات نفطية ومنعت التصرف فيها، في إطار التصعيد الذي أعلنه الحلف على خلفية مطالب حقوقية وخدمية". مشيرا إلى أن" تصعيد الحلف أصبح أكبر بعد أن توافد أبناء حضرموت من كافة المناطق".
وزعم القيادي في "حلف قبائل حضرموت" بن غانم، أن قبائل حضرموت الموالية للحلف ودعواته التصعيدية "أحكمت السيطرة التامة على خمسة قطاعات نفطية هامة، ومنعت التصرف فيها، مضيفاً أن التصعيد سيستمر حتى يتم تحقيق المطالب بشكل عاجل وكامل، كونها مطالب محقة، وليست تعجيزية" حسب تعبيره، في الرد على المجلس الرئاسي والحكومة.
جاء هذا التصعيد، امتدادا لتحشيدات قبلية بدأها حلف قبائل حضرموت، الجمعة الماضية، أمام مقرات الشركات النفطية في محافظة حضرموت، عقب انتهاء مهلة الـ 48 ساعة، التي أعطاها للسلطة المحلية لتنفيذ مطالبه، المتعلقة بالخدمات ونصيب حضرموت من الثروات والشراكة الحقيقية الفاعلة في مناحي الحياة، او ما سماه "السيطرة على الارض والثروة".
والثلاثاء (6 اغسطس) سجل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الاعلى للقوات المسلحة، الدكتور رشاد محمد العليمي، أول رد رسمي له على التصعيد المتواصل في حضرموت وتهديدات "السيطرة على الارض والثروة"، بقوله: لن نقبل. مفندا دعاويه وداعيا المواطنين والمكونات السياسية في محافظة حضرموت إلى الحفاظ على "ميزة الأمن والسلام والداخلي والخارجي".
تفاصيل: اول رد للعليمي على التصعيد بحضرموت
تزامن الرد مع اصدار محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، الاعلان الاول بشأن الوضع العام للمحافظة في الوقت الراهن وعلى المدى المنظور، تضمن تأييد مطالب حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، وباقي مكونات حضرموت، والتأكيد على "روح الشراكة وقانون السلطة المحلية وصون امن حضرموت واستقرارها".
تفاصيل: محافظ حضرموت يصدر الاعلان رقم 1
وجاء بيان قيادة السلطة المحلية لمحافظة حضرموت، ردا على اصدار قيادة "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية، أمرا مباشرا لمليشياتها بالبدء في اسقاط محافظة جديدة، ودعتهم الى أن "يكونوا على قلب رجل واحد" لينتزعوا ما سمته "حقوق الشعب في الجنوب كاملة غير منقوصة". أكد وقوف المجلس وراء تصعيد التوتر بحضرموت.
تفاصيل: المليشيا تتلقى امر البدء باسقاط هذه المحافظة (وثيقة)
ترافق اعلان "الانتقالي" مع بدء مسلحين قبليين، السبت (3 اغسطس) الانتشار في الخشعة وهضبة حضرموت وفرض نقاط تفتيش مسلحة في بعض شوارع المحافظة، تنفيذا لتهديد "حلف قبائل حضرموت" بما سماه "وضع اليد على الارض والثروة"، والتقدم نحو المؤسسات الحكومية في المحافظة بزعم حسم الخلاف بشأن ايرادات النفط.
سبق هذا الانتسار القبلي المسلح، بدء حلف قبائل حضرموت، ليل الجمعة (2 اغسطس) تحشيداته المسلحة وفتح معسكرات لاستقبال المسلحين، استعدادا لتنفيذ تهديده بالسيطرة على منابع ثروات وموارد حضرموت، حال انتهاء مهلة الـ 48 ساعة التي اعلنها لتنفيذ مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، مطالبه ومؤتمر حضرموت الجامع.
تفاصيل: حلف حضرموت يبدأ تحشيداته ضد الرئاسي (صور)
يأتي هذا في سياق استهداف مباشر لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، وعضوي المجلس الدكتور عبدالله العليمي باوزير والشيخ عثمان مجلي، ينفذه كل من مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت، والحراك الثوري الجنوبي، بتصعيد غير مسبوق، يإيعاز من "الانتقالي الجنوبي".
وأنضم حلف قبائل حضرموت، إلى مؤتمر حضرموت الجامع، في التعبير عن "رفض زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي لحضرموت"، وأصدر بيانا شديد اللهجة أمهل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية 48 ساعة، لتنفيذ مطالبه التي ترتكز على ما سماها "شراكة حقيقية فاعلة" قبل ان يسيطر على موارد المحافظة.
شاهد .. حلف قبائل حضرموت يهدد "الرئاسي" (بيان)
وفي حين أهاب بيان حلف قبائل حضرموت، بـ "المجتمع وجميع القوى الوطنية الوقوف إلى جانب موقف حلف قبائل حضرموت ومساندته"، سارع ما يسمى "المجلس الاعلى للحراك الثوري لتحرير الجنوب"، إلى إعلان تأييده لمخرجات الاجتماع الإستثنائي لحلف قبائل حضرموت، ومطالب بيانه وتهديداته.
شاهد .. الحراك الثوري الجنوبي يهدد "الرئاسي" (بيان)
يتزامن التصعيد مع انهاء قوات سعودية، الاثنين (29 يوليو) محاولة حصار القصر الجمهوري في مدينة المكلا، استمرت قرابة 30 ساعة، ومنعت لقاءات رئيس مجلس القيادة الرئاسي المقررة الاحد، لتنعقد الاثنين، بعد استعادت السيطرة على الاوضاع في المدينة، عقب تنفيذ انتشار امني وعسكري واسعين، لاحتواء الموقف في حضرموت.
تفاصيل: انهاء حصار القصر الجمهوري بالمكلا (صور)
كما أحبطت السعودية عسكريا، الاحد (28 يوليو) محاولات لتفجير الوضع في محافظة حضرموت بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي للمحافظة، واستعدادات تدشين استئناف تصدير النفط اليمني، بموجب الاتفاق الاخير مع جماعة الحوثي مقابل استئناف صرف رواتب جميع موظفي الدولة في عموم المحافظات.
تفاصيل: احباط محاولة استهداف العليمي بحضرموت (صور)
وقوبلت زيارة الرئيس رشاد العليمي، الثانية لمدينة المكلا، منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي مطلع ابريل 2022م، بتصعيد من مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت، عبرا عنه بدفع مواطنين الى اتلاف لوحات ترحيب قيادة محافظة حضرموت بزيارة الرئيس العليمي ودفع مواطنين للهتاف ضد الزيارة.
كما أصدر مؤتمر حضرموت الجامع، بيانا، اعلن فيه رفضه الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى مدينة المكلا، وقال: "أننا نرفض هذه الزيارة ونعبر عن عدم ترحيبنا بها حتى تنفيذ المطالب واعطاء حضرموت المكانة المستحقة". في اشارة للاعلان الصادر عن اجتماعه الاستثنائي السبت (13 يوليو).
شاهد .. مؤتمر حضرموت يرفض زيارة العليمي للمكلا (بيان)
وجاءت زيارة الرئيس العليمي لحضرموت، عقب عشرة ايام على اصدار اجتماع استثنائي لقيادات مؤتمر حضرموت الجامع بيانا، امهل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية لحضرموت 30 يوما لتلبية ستة مطالب رئيسة، لإنهاء ما سماه "الواقع المعيشي والخدمي والاداري المتردي في حضرموت وحالة البؤس والمعاناة الناجمة عنه".
لخص الاعلان المطالب في "حل اشكالية المعلمين وانهاء حرمان ابنائنا من التعليم، وإيقاف التدهور المعيشي، وانهيار قيمة العملة، وإنقاذ المواطنين من المجاعة والفقر، واصلاح الكهرباء بعموم حضرموت، وانهاء التفرد بالسلطة والعمل بالتوافق، والكشف بشفافية عن ايرادات حضرموت وأوجه انفاقها، وتشكيل لجنة مشتركة مع السلطة لإدارتها".".
معلنا "امهال قيادة السلطة المحلية مدة (30) يومًا لتنفيذ ما ذكر باعلاه، وعلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إتخاذ ما يلزم لتصحيح الأوضاع المختلة، ما لم سيعلن أبناء حضرموت إجراءات مؤلمة تبدأ ولا تنتهي إلا برفع الظلم عن أبناء حضرموت، ويفرضون فيها حقهم على أرضهم وثرواتهم". في تلويح بإعلان انفصال حضرموت.
شاهد .. مؤتمر حضرموت يمهل السلطة 30 يوما (بيان)
وتشهد محافظة حضرموت بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.
تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.