العربي نيوز - حضرموت:
احبطت السعودية عسكريا، محاولات لتفجير الوضع في محافظة حضرموت بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي للمحافظة، واستعدادات تدشين استئناف تصدير النفط اليمني، بموجب الاتفاق الاخير مع جماعة الحوثي مقابل استئناف صرف رواتب جميع موظفي الدولة بعموم المحافظات.
وكشفت مصادر رئاسية وأمنية، أن التحالف بقيادة السعودية نشر قوات "درع الوطن" في محيط القصر الرئاسي في مدينة المكلا، عقب معلومات عن مساع لاحكام حصار على القصر بغطاء احتجاجات شعبية على تدهور الخدمات وفي مقدمها الكهرباء وانهيار قيمة العملة المحلية وغلاء المعيشة.
موضحة أن السعودية وعبر قيادة القوات المشتركة للتحالف في حضرموت ابلغت قيادات مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت بأن "يلزموا منازلهم ويوققوا جميع اتصالاتهم حتى ترتيب لقاء يجمعهم برئيس مجلس القيادة الرئاسي وسفير المملكة لدى اليمن لتسوية عوامل التصعيد من جانبهم".
وأفادت المصادر الرئاسية والأمنية نفسها أن "رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش على رأس من تم اخضاعهم للإقامة الجبرية بمنازلهم وصدرت لهم توجيهات بوقف اي تصعيد" وسط تحذيرات بالاعتقال والمساءلة، في حال حدوث اي مظاهر تصعيد ومحاولات تفجير الوضع بالمحافظة.
منوهة بأن اجتماع رئيس الحكومة بقيادة وزارة الدفاع وهيئة الاركان العامة "جاء لتدارس مواجهة اي تصعيد عسكري في محافظة حضرموت من جانب مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المسماة النخبة الحضرمية، الممولة من الامارات، عبر الدفع بقيادات موالية له في مؤتمر حضرموت الجامع للتصعيد".
مشيرة إلى أن ابن مبارك شدد على "بناء جيش قوي وفق أسس مؤسسية ومهنية، وتحييد مؤسستي الجيش والامن عن الصراعات السياسية، ومعالجة أوضاع منتسبيها بما في ذلك انتظام صرف المرتبات وتوفير احتياجات الجبهات حتى الانتصار في معركة استعادة الدولة وانهاء الانقلاب وحفظ الأمن والاستقرار".
شاهد .. اجتماع رئيس الحكومة بقيادة وزارة الدفاع
ولفتت الى ان هذه التطورات استدعت أيضا، عقد رئيس الحكومة، الاحد، اجتماعا مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية بهيئة التشاور والمصالحة، وتأكيده أن "المسؤولية تكاملية للدولة والحكومة في التعامل برؤية حاكمة وموحدة لمعالجة التحديات الاقتصادية بطريقة موضوعية وواقعية تراعي التعقيدات الراهنة وترتيب الأولويات".
مبررا الاتفاق مع الحوثيين عبر "وضع نواب هيئة التشاور واللجنة الاقتصادية والاجتماعية، امام صورة شاملة عن التحديات القائمة في الجانب الاقتصادي والتي ضاعفتها الهجمات الإرهابية لمليشيا الحوثي على منشآت تصدير النفط الخام، واولويات ورؤية الحكومة للتعاطي مع ذلك وما اتخذته من إجراءات لتقليل التداعيات".
وشدد على "الدور المعول على اللجنة وهيئة التشاور في دعم وإسناد جهود الحكومة لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمرتكزة على تعزيز الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد". وموجها "الوزارات والجهات الحكومية المعنية بالتنسيق مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لتوحيد الجهود وتكاملها باتجاه تنفيذ خطة انقاذ اقتصادية شاملة".
شاهد .. اجتماع رئيس الحكومة باللجنة الاقتصادية
الى ذلك، كشفت صحيفة "العربي الجديد" الصادرة في لندن، الاحد (28 يوليو)، نقلا عن مصادر حكومية أن "رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد العليمي، وصل مساء السبت، إلى مدينة المكلا في محافظة حضرموت قادما من الرياض، للإشراف على تصدير اول شحنة من النفط الخام بعد توقف دام عامين".
وقالت: إن استئناف تصدير النفط تم وفقاً للاتفاق الاخير بين الحكومة والحوثيين والذي يتضمن سماح الحوثيين للحكومة باستئناف تصدير الخام مقابل إنهاء التصعيد الاقتصادي من الحكومة وإلغاء قرارات البنك المركزي في عدن وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي امام الرحلات من والى الاردن ومصر والهند".
مضيفة: "ووفقا للمصادر نفسها، فإن الاتفاق الأخير ينص على أن تحصل الحكومة المعترف بها دولياً على عائدات النفط بالكامل خلال مدة 6 أشهر قابلة للتمديد، على أن تتولى السعودية دفع فاتورة رواتب موظفي القطاع العام في مناطق الحوثيين وبما يعادل نصف حصة اليمن من عائدات النفط خلال نفس الفترة".
وأشارت الصحيفة، الاحد، إلى أن جماعة الحوثي "قررت استخدام القوة لإجبار الحكومة على تلبية مطالبها بصرف رواتب جميع الموظفين من ايرادات النفط كما كان قبل الحرب"، عبر ايقاف تصدير النفط باستهداف ميناء تصدير النفط في الضبة في محافظة حضرموت بطائرات مسيرة، في 21 نوفمبر 2022.
تفاصيل: اعلان سار من بريطانيا بشأن النفط والرواتب
يأتي هذا بعدما أعلنت الحكومة الشرعية، عن تقديمها تنازلات جديدة بينها "الغاء قرارات البنك المركزي وفتح مطار صنعاء" بضغط من السعودية، ودفع اطراف دولية، على خلفية تصعيد الحوثي لهجماته على الكيان الاسرائيلي وسفنه، وتلويحه بقصف السعودية ومنشآتها الاقتصادية، ردا على ما سماه "حربها الاقتصادية العدوانية".
تفاصيل: الحكومة تعلن تقديم تنازلات كبرى ! (بيان)
وقوبلت زيارة الرئيس رشاد العليمي، الثانية لمدينة المكلا، منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي مطلع ابريل 2022م، بتصعيد من مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت، عبرا عنه بدفع مواطنين الى اتلاف لوحات ترحيب قيادة محافظة حضرموت بزيارة الرئيس العليمي ودفع مواطنين للهتاف ضد الزيارة.
كما أصدر مؤتمر حضرموت الجامع، بيانا، اعلن فيه رفضه الزيارة المرتقبة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى مدينة المكلا، وقال: "أننا نرفض هذه الزيارة ونعبر عن عدم ترحيبنا بها حتى تنفيذ المطالب واعطاء حضرموت المكانة المستحقة". في اشارة للاعلان الصادر عن اجتماعه الاستثنائي السبت (13 يوليو).
شاهد .. مؤتمر حضرموت يرفض زيارة العليمي للمكلا (بيان)
وجاءت زيارة الرئيس العليمي لحضرموت، عقب عشرة ايام على اصدار اجتماع استثنائي لقيادات مؤتمر حضرموت الجامع بيانا، امهل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية لحضرموت 30 يوما لتلبية ستة مطالب رئيسة، لإنهاء ما سماه "الواقع المعيشي والخدمي والاداري المتردي في حضرموت وحالة البؤس والمعاناة الناجمة عنه".
لخص الاعلان المطالب في "حل اشكالية المعلمين وانهاء حرمان ابنائنا من التعليم، وإيقاف التدهور المعيشي، وانهيار قيمة العملة، وإنقاذ المواطنين من المجاعة والفقر، واصلاح الكهرباء بعموم حضرموت، وانهاء التفرد بالسلطة والعمل بالتوافق، والكشف بشفافية عن ايرادات حضرموت وأوجه انفاقها، وتشكيل لجنة مشتركة مع السلطة لإدارتها".".
معلنا "امهال قيادة السلطة المحلية مدة (30) يومًا لتنفيذ ما ذكر باعلاه، وعلى مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إتخاذ ما يلزم لتصحيح الأوضاع المختلة، ما لم سيعلن أبناء حضرموت إجراءات مؤلمة تبدأ ولا تنتهي إلا برفع الظلم عن أبناء حضرموت، ويفرضون فيها حقهم على أرضهم وثرواتهم". في تلويح بإعلان انفصال حضرموت.
شاهد .. مؤتمر حضرموت يمهل السلطة 30 يوما (بيان)
وتشهد محافظة حضرموت بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.
تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)
جاء هذا عقب اقل من 24 ساعة على اعلان "الانتقالي الجنوبي" عن تمكن مليشياته المسماة "النخبة الحضرمية"، اسقاط مديرية جديدة في المحافظة عسكريا، وانشائها معسكرا جديدا لها، في مواجهة اي قوات تابعة للجيش الوطني او "درع الوطن"، والتي يطالب "الانتقالي" باخراجها من محافظة حضرموت.
تفاصيل: اعلان سقوط مديرية محررة جديدة ! (بيان)
وتزامن هذا التحرك من "الانتقالي الجنوبي"، مع اعلانه عن انقلاب جديد له على الشرعية في حضرموت، برفض تواجد قوات الجيش ودرع الوطن في المحافظة، وسعيه إلى تعميد هذا الانقلاب بطابع شعبي عبر حشد اتباعه الى تظاهرات احتجاجية واعلان دعوته إلى عصيان مدني شامل الاربعاء (5 يونيو).
تفاصيل: الانتقالي يؤجج الشارع لحدث يعمد انقلابه (بيان)
بالتوازي، توالت منذ ليل الاحد (2 يونيو) بيانات اعلان سقوط محافظة حضرموت، واخضاعها لسيطرة مليشيا "المجلس الانتقالي" الانقلابية المتمردة على الشرعية منذ انقلابها العسكري الاول في 19 اغسطس بدعم عسكري مباشر من الامارات، واسقاطها عدن وعدد من مدن جنوب البلاد.
تفاصيل: اعلان اسقاط محافظ محررة جديدة ! (بيان)
وأكد عسكريون وسياسيون، تصاعد نُذر ما وصفوه "معركة حسم استعادة الدولة اليمنية وسيادتها على كامل اراضيها بدءا من المحافظات المحررة"، ورجحوا ان يبدأ "اندلاع نيرانها من محافظة حضرموت، بين قوات الشرعية ومليشيا الانتقالي الجنوبي، مالم يتدخل التحالف بقيادة السعودية".
مشيرين إلى أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".
وتوقعت المصادر العسكرية والسياسية "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".
في السياق، سبق أن حمل الرئيس رشاد العليمي "بشائر كبرى" لمحافظة حضرموت وابنائها، لدى زيارته الاولى منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الى المحافظة، التي بدأها مساء السبت (25 يونيو 2023م) برفقة مسؤولي الحكومة ووفد سعودي رفيع المستوى، معمدا اجهاض مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية.
تفاصيل: العليمي يحمل لحضرموت هذه البشائر
وابهج الرئيس العليمي المواطنين في حضرموت، خلال زيارته، بقرار وصفه مراقبون بالمصيري والتاريخي، على طريق تلبية مطالب المحافظة وابنائها، وقطع الطريق على مساعي "المجلس الانتقالي" الانفصالية. معلنا: "أن حضرموت ستدير نفسها ماليا وإداريا وأمنيا، وإذا نجحت التجربة سنعممها على بقية المحافظات".
تفاصيل: الرئيس العليمي يبهج حضرموت بهذا القرار المصيري
جاءت زيارة الرئيس رشاد العليمي بمعية السفير السعودي لدى اليمن، بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلام الامارت في حضرموت، ومحاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.
تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية
واعلنت المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية في محافظة حضرموت، بختام مشاوراتها السياسية في الرياض، منتصف يونيو 2023م، تشكيل مجلس وطني خاص بها، لإدارة شؤونها وتمثيلها والتصدي لمحاولات "المجلس الانتقالي" ضمها الى وصايته واخضاعها لسيطرته بقوة السلاح ومليشياته الممولة من الامارات.
تفاصيل: حضرموت تعلن تشكيل مجلس خاص بها
كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية عبر مليشياته المسلحة، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة.
تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.