العربي نيوز - عواصم:
يتأهب تحالف عسكري دولي كبير، للانضمام الى التحالف العربي وتحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني وتحالف "اسبيدس" الاوروبي، لتأمين عبور السفن عبر البحرين العربي والاحمر، والتصدي لهجمات جماعة الحوثي، التي تواصل تنفيذها بزعم "دعم فلسطين وغزة وإسناد مقاومتها".
كشف هذا، موقع (Dryad Global) المتخصص في إدارة مخاطر الأمن البحري، موضحا إن "أنشطة الحوثيين ضد الشحن البحري، والتي تتضمن نشر الألغام والطائرات بدون طيار والمركبات البحرية غير المأهولة والضربات الصاروخية، تشكل تهديدات كبيرة لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو)".
وقال الموقع: إن "تجاهل تصرفات هذا المحور المعادي للغرب قد يقوض بشدة المصالح الاستراتيجية والاقتصادية الغربية، ويتعين على حلف شمال الأطلسي تعزيز الأمن البحري والابتكار التكنولوجي وتبني استراتيجيات شاملة للحفاظ على الأمن والاستقرار العالميين في ظل هذه التهديدات المتطورة".
مضيفا في تحليل نشره الاثنين (5 اغسطس): إن "هذه الهجمات تعرض الطرق البحرية الحيوية للتجارة العالمية وإمدادات الطاقة للخطر، ما يسلط الضوء على دور الحوثيين في الحرب غير النظامية والمنافسة الاستراتيجية المتأثرة بالصين وروسيا وإيران، ويتعين على حلف الناتو ان يتصدى لهذه التهديدات".
وتابع الموقع: إن "سيطرة الحوثيين على ساحل البحر الأحمر في اليمن تسمح لهم بتعطيل مضيق باب المندب، وهو نقطة اختناق بحرية بالغة الأهمية تربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب". وأردف: إن هذا المضيق حيوي لنقل النفط والغاز الطبيعي والسلع التجارية بين أوروبا وآسيا والأمريكيتين".
كاشفا عن توجهات لتدخل حلف (الناتو) أمام اخفاق حلف "حارس الرخاء" في انهاء التهديدات الحوثية لسفن الكيان الاسرائيلي والدول الداعمة له، بقوله: "على الرغم من كونه خارج الحدود الجغرافية التقليدية لحلف شمال الأطلسي، فإن الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة للتجارة العالمية وأمن الطاقة لا يمكن إنكارها".
مضيفا: إن "أكثر من 50 هجومًا على السفن من قبل الحوثيين تؤكد على التهديد الذي تتعرض له هذه الطرق البحرية، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن وأقساط التأمين، وبالتالي التأثير على التجارة العالمية". وأردف: إن "دعم روسيا والصين للحوثيين هو جزء من استراتيجية أوسع لتحدي الناتو والنفوذ الغربي".
وتابع: "إن "روسيا تهدف إلى إضعاف تماسك الناتو وتشتيت انتباهه عن الأمن الأوروبي، والاستفادة من عدم الاستقرار للحصول على مزايا استراتيجية في مناطق مثل السودان. وبالمثل، تستفيد الصين من الاضطرابات في الطرق البحرية المحاذية للغرب، والتي تعيق منافسيها الاستراتيجيين وتدعم مبادرة الحزام والطريق".
شاهد .. كشف توجهات لتدخل الناتو ضد الحوثيين
يأتي هذا في وقت تلتزم كل من روسيا والصين موقفاها المعلنان منذ بداية الهجمات البحرية الحوثية، واعتبرها "مرتبطة بالحرب في غزة"، وادانة العمليات العسكرية الامريكية البريطانية على اليمن بوصفها "انتهاك لسيادة الدول وتنفذ دون تفويض من مجلس الامن الدولي وتتسبب في مضاعفة التهديدات للملاحة الدولية".
والاحد (4 اغسطس)، صدرت ثلاثة اعلانات امريكية بريطانية اوروبية متزامنة، غير متوقعة، بشأن اليمن وما تشهده مياهه الاقليمية في هذه الاثناء، أكدت تعذر تدمير القدرات العسكرية لجماعة الحوثي واستمرار هجماتها على الكيان الاسرائيلي وسفنه وسفن الدول الداعمة له وشركات الشحن المتجهة اليه.
تفاصيل: اعلان امريكي اوروبي مفاجئ بشأن اليمن
من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي، الأحد (4 اغسطس) "إسقاط طائرة أمريكية جديدة من نوع (MQ_9) في سماء محافظة صعدة، واستهداف سفينة Groton في خليج عدن بصواريخ باليستية، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وردًا على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن".
شاهد .. الحوثيون يعلنون اسقاط طائرة واستهداف سفينة (فيديو)
كما بث ما يسمى "الإعلام الحربي" التابع للحوثيين، مشاهد فيديو قال إنها "لحطام الطائرة الأمريكي نوع MQ_9 التي تم إسقاطها الأحد، في محافظة صعدة"، وأظهرت مشاهد الفيديو بقايا هيكل طائرة الدرون الامريكية المقاتلة، وحطامها المتناثر في موقع اسقاطها بمحافظة صعدة.
شاهد .. الحوثيون يبثون مشاهد اسقاط طائرة امريكية (فيديو)
وتواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب تأكيد ناطق جيش الكيان، بالتزامن مع هجمات بحرية تنفذها بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".
تفاصيل: روسيا تكشف خفايا اختراق اليمن "تل ابيب" (فيديو)
تفاصيل: "اسرائيل" تشتعل بهجوم يمني والاحتلال يؤكد (فيديو)
بالمقابل، تواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.
تفاصيل: عدوان جديد على الحديدة (مواقع ومحصلة)
تفاصيل: اميركا تبدأ حربا شاملة في اليمن (محصلة)
تفاصيل: شاهد أثار اعنف قصف امريكي لصنعاء (فيديو+صور)
تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.
وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".
شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة
كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.
شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)
في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.
تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)
وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.
تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)
عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق لغزة وتوسيع عدوانه إلى رفح.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "39400 قتيلا فلسطينيا (بينهم 26500 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 90996، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.