العربي نيوز - لحج:
باركت المليشيا الانقلابية رسميا، نتائج حملتها المتواصلة لاعتقال كبار المشايخ المؤثرين مجتمعيا، وكشفت عن "خطة مُعدة" لقمع جميع المشايخ واخضاعهم، منعا لاندلاع ثورة شعبية أكدت تقاريرها الامنية والاستخباراتية أنها باتت وشيكة، وسيؤدي اندلاعها إلى الاطاحة بانقلابها على الشرعية اليمنية.
وسارع القائد العام لألوية "العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الشيخ السلفي عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) إلى انقاذ اثنين من ابرز قيادات الويته، بعدما اصطدما مع مشايخ يافع والصبيحة واشتبكا معهم، مباركا حملة اعتقال مشايخ الجنوب المتواصلة ومعلنا دعمها حتى اخضاع الجميع بلا هوادة.
جاء هذا في لقاء عقده المحرمي في عدن، مع قائد اللواء ثاني "عمالقة جنوبية" العميد حمدي شكري، وأركان مليشيا ما يسمى "الحزام الامني" التابعة لـ "المجلس الانتقالي" العميد جلال الربيعي، في مسعى لدعمهما على اثر تداعيات تنفيذهما حملات مداهمة واقتحام قرى يافع ولحج واعتقال عدد من مشايخهم.
ونقلت إعلام "الانتقالي" عن اللقاء أن المحرمي "استمع إلى شرح مفصل حول الحملات الأمنية الناجحة التي نفذتها الأجهزة الأمنية بمساندة قوات العمالقة في منطقة الصبيحة، والتي هدفت للحد من عمليات التهريب، وإلقاء القبض على عدد من المطلوبين أمنياً، والمساهمة في ترسيخ الأمن والسلم الاجتماعي".
مضيفة أنه "في ذات السياق، وقف المحرمي، أمام نتائج الحملة الأمنية في مديرية الحد يافع، والتي كللتْ بالتوقيع على وثيقة أنهت الفتنة والاقتتال في المديرية وضبط المطلوبين، وبسط سلطة القانون والعدالة وإعادة الحياة والأوضاع الأمنية إلى طبيعتها. مؤكدا على أهمية استمرار الجهود (الحملات القمعية)".
وتابعت: إن نائب رئيس "المجلس الانتقالي" عبدالرحمن المحرمي "جدد دعم ومساندة المجلس للأجهزة الأمنية بما يمكنها من أداء مهامها، موجهاً بمضاعفة الجهود لتنفيذ تلك المهام وفق الخطة المُعدة لترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز السكينة العامة". حسب تعبيره، في اول تصريح بخطة قمع مشايخ الجنوب.
شاهد .. المحرمي يبارك قمع مشايخ الجنوب بقوة
جاء هذا عقب اسبوع على انفجر الموقف عسكريا في مديرية الحد يافع بمحافظة لحج، بين مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" وألوية "العمالقة الجنوبية" التابعة للامارات، مع قبائل ومشايخ المديرية، عقب رفض اهالي المنطقة اقتحام المليشيا قراهم وانتهاك حرمات منازلهم من جانب مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: انفجار الموقف عسكريا في يافع (محصلة اولية)
كما تواصل مليشيات الامارات الانقلابية، حملة اعتقالات واسعة طالت حتى الان، ثلاثة من ابرز رجال الاعمال ومشايخ الجنوب المؤثرين مجتمعيا في محاولة لمنع اندلاع ثورة شعبية أكدت تقاريرها الامنية والاستخباراتية أنها باتت وشيكة، وسيؤدي اندلاعها إلى الاطاحة بانقلابها على الشرعية اليمنية.
تفاصيل: حملة اعتقال المشايخ تطال هؤلاء (اسماء)
بالتوازي، أصدر رئيس "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، السبت (11 مايو)، توجيهات علنية إلى قيادة مليشياته في محافظة ابين بالضرب بيد من حديد و"وشدد الرئيس القائد على أهمية اليقظة، والتعامل بكل حزم مع أي محاولات لتهديد السلم المجتمعي والإخلال بالأمن والاستقرار".
شاهد .. الزُبيدي يصدر توجيهات مليشياته في ابين
وعمَّدت مليشيا "المجلس الانتقالي" ومليشيات الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، تعاني انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
يأتي هذا بالتزامن مع ذكرى تنفيذ الامارات، اكبر انقلاب على الشرعية اليمنية وحليفتها المملكة العربية السعودية في تحالف "عاصفة الحزم" في العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن نفوذ اليمن، باتجاه فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها بجزر اليمن وسواحله وثرواته ايضا.
وتتواصل تداعيات تمويل الامارات انشاء ذراع سياسي وعسكري لها في جنوب اليمن، باسم "المجلس الانتقالي الجنوبي" في الرابع من مايو 2017م، واخراج آلاف من المتطرفين الانفصاليين لساحة العروض بعدن تحت شعار "فوضناك" في محاولة لاضفاء طابع "شرعي" للمجلس.
تزامن تمويل الامارات انشاء هذا الكيان وبهذا الاسم الانقلابي "المجلس الانتقالي" لحكم جنوب اليمن، مع استكمالها تمويل انشاء وتجنيد وتسليح قرابة 50 لواء عسكريا من الانفصاليين في جنوب اليمن، تحت شعار "دعم المقاومة لمليشيا انقلاب جماعة الحوثي وعلي عفاش".
لكن الامارات سرعان ما دعمت بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ثم شبوة.
وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
في السياق، شرع رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، في تنفيذ اعلانه الانفصالي الذي القاه مساء السبت (4 مايو) بمناسبة الذكرى السابعة لتمويل الامارات انشاء مجلسه، وأعلن فيه ما سماه "نفاد الصبر" ورفض "تقسيط الحل"، عبر إصداره قرارات عسكرية وسياسية انفصالية.
تفاصيل: الزُبيدي يبدأ الانفصال بإصدار 15 قرارا (وثائق)
يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية".
وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه العسكري على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.
مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي‘ على الشرعية وسيطرته على مؤسسات الدولة واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".
وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.