الخميس 2024/12/12 الساعة 08:16 ص

نهاية شنيعة لـ

العربي نيوز - عدن:

تعرضت المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية لفضيحة مدوية، اجبرتها على ادانة سفاحها الابرز في التعذيب العنصري للمواطنين وقتلهم بسجون المليشيا، طوال السنوات التسع الماضية، على خلفية انتماءاتهم المناطقية، وباتهامات كيدية بالانتماء لخلايا ارهابية.

واضطرت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أمام تصاعد غضب قبائل طوق العاصمة المؤقتة عدن، في محافظات ابين ولحج وشبوة، لتسليم عدد من المتورطين في اختطاف المقدم علي عشال الجعدني، بينهم القيادي بالمليشيا يسران  المقطري.

أكدت هذا اللجنة الامنية العليا، في اجتماع عقدته برئاسة وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، الثلاثاء (9 يوليو)، في عدن، وقف امام ملابسات واختطاف مليشيا "الانتقالي" في عدن، المقدم علي عبدالله عشال الجعدني، قائد كتيبة في الدفاع الجوي بأبين.

وذكرت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) أن "اللجنة الأمنية، أدانت في بيان لها جريمة اختطاف المقدم علي عشال وقررت التعميم وضبط كل من: سميح عيدروس النورجي، تمام محمد غالب حسن (البطة)، بكيل مختار محمد سعد، محمود عثمان سعيد الهندي".

مضيفة: "كما قررت اللجنة الامنية ايقاف يسران المقطري عن العمل وإحالته للتحقيق، وقررت تسليم المشتبه بهم الى أمن عدن وتشكيل لجنة تحقيق مشتركة من أمن عدن، وأمن ابين، والبحث الجنائي، والحزام الامني، والاستخبارات، وجهاز مكافحة الارهاب".

وتابعت: إن اللجنة الامنية العليا "قررت ضبط كل من يشتبه به في كل الجرائم والبحث عن الفارين من وجه العدالة، وان يتم مباشرة التحقيق من قبل النيابة العامة وفقا للقانون وحسب الاختصاص، وسرعة استكمال الاجراءات والإحالة الى الجهات القضائية".

موضحة أن "اللجنة جددت التأكيد على أن قطع الطرقات لا يفيد ولا يخدم القضية" وكلفت "وزير الداخلية ومحافظ ابين رئيس اللجنة الامنية في المحافظة ومدير أمن أبين، بالجلوس مع المواطنين لتوضيح ذلك". واحتواء غضب قبائل ابين لاختطاف واخفاء عشال.

شاهد .. سقوط "سفاح" المليشيا بفضيحة مجلجلة

وعُرف ما يسمى "قائد مكافحة الارهاب" يسران المقطري، بمناطقيته وعنصريته، واقتحامه منازل ومحال مئات المواطنين من المحافظات الشمالية، واعتقالهم وتعذيبهم بسجون غير قانونية تابعة لمليشيا "الانتقالي"، واعدام العشرات منهم، علاوة عى تنفيذ اغتيالات عدة. 

جاء قرار اللجنة الامنية العليا، بإحالة يسران المقطري للتحقيق، بعدما اثبتت تورطه، تحريات امن محافظة ابين وتحقيقاتها مع المتهمين باختطاف عشال، واشرافه على الجريمة، لدوافع لم تتبين بعد، غير ان مصادر امنية ارجعت جانبا منها لـ "عنصريته المناطقية".

وقاد مدير امن ابين العميد علي ناصر باعزب الكازمي (ابو مشعمل) عملية مداهمة لوكر يضم عناصر تابعة ليسران المقطري، اعترضت طريق المقدم علي عشال في عدن، واختطفته تحت تهديد السلاح، واخفته طوال 3 اسابيع، ولم تعترف بعد بمكان اعتقالها له حتى الان.

اسفرت عملية امن عدن، عن اشتباكات مع الخاطفين، اصيب على اثرها مرافق العميد الكازمي، وعن ضبط عدد منهم، لتصدر وزارة الداخلية، تعميما لادارات الامن في المحافظات والمطارات والمنافذ بضبط المتهمين الفارين بجريمة اختطاف المقدم علي عشال منذ (12 يونيو).

وجاءت عملية امن ابين، بعدما استأنفت قبائل محافظة ابين، فجر الاربعاء (3 يوليو)، قطع الطريق الدولي بين حضرموت وعدن، بعد فشل الوساطات وتعنت مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، في الافصاح عن مصير المقدم علي عشال وتعمد تمييع قضيته.

تفاصيل: بدء حصار مسلح خانق للعاصمة (الجهات + صور)

يأتي هذا، بعدما فضحت كاميرا مراقبة، مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية ، وأثبتت اعتراضها في حي التقنية بعدن، المقدم علي عشال الجعدني، واقتياده على متن سيارة نوع فوكسي، الى جهة غير معلومة، ورفضها الاستجابة لمطالب اسرته وذويه بإطلاق سراحه.

تفاصيل: كاميرا مراقبة تفضح المليشيا بالجرم (صور)

وتصاعدت حدة التوتر في محافظة ابين، بعدما اعلنت قبائل الجعادنة، الاحد (17 يونيو) قطع الطريق الدولي بمنطقة لحمر شرقي مديرية مودية، وساندتها قبائل المراقشة، بقطع الطريق الرابط بين عدن والمحافظات الشرقية، بمنطقة "خبر المراقشة"، وبالمثل باقي قبائل ابين.

تفاصيل: قبائل الطوق تبدأ حصار العاصمة (الجهات + صور)

يترافق هذا مع مواصلة مليشيا "العمالقة الجنوبية" و"حزام الانتقالي" منذ بداية مايو الفائت، تنفيذ حملة واسعة لكسر شوكة قبائل لحج واخضاعها، عبر مداهمة منازل مشايخها واعتقال عدد منهم ومصادرة ممتلكاتهم، والتنكيل بهم بتهمة "التعاون مع الاخوان" أو "التخادم مع الحوثيين".

تفاصيل: حملة كبرى على قبائل طوق العاصمة (فيديو)

وأعلنت مليشبا "العمالقة الجنوبية" و"الانتقالي الجنوبي"، مطلع مايو، إقرار خطة حملة واسعة للتنكيل بقبائل محافظات طوق عدن وفي مقدمها الصبيحة، تشمل مداهمات المنازل والاعتقالات ومصادرة الممتلكات واستهداف الشخصيات البارزة قبليا وتجاريا والمعروفة بأعمال تنموية وخيرية.

تفاصيل: المليشيا تقر خطة اعتقال وقمع مشايخ (اسماء)

جاء بين ابرز من طالهم استهداف قائد اللواء الثاني عمالقة جنوبية حمدي شكري، الشيخ ثابت راجح العطري، ورجل الاعمال الشيخ عصام هزاع عبده الصبيحي، المعتقل منذ (7 مايو) ونجله ومرافقه الشخصي على رفضه حصر الصبيحة بدائرة المقاتلين المأجورين والنهوض بها تنمويا واقتصاديا.

تفاصيل: اعتقالات جديدة لمشايخ طوق العاصمة (اسماء)

بالمقابل، اطلق سياسيون وعسكريون نداء عاجلا لمشايخ ووجهاء واعيان الصبيحة، حذروهم من أن "الصمت تجاه ممارسات حمدي شكري التعسفية بحق الشيخ عصام هزاع اليوم لن ينجو احد من ملاقاة نفس المصير". مشددين على أن "ما يتعرض له الشيخ عصام اختبار لما سيطال الجميع لاحقا".

تفاصيل: المليشيا تنفذ حملة لاعتقال مشايخ كبار (اسماء)

ومولت الامارات علنا، عبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، عيدروس الزُبيدي وانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، لفرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" ومليشيات الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

دعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

وتسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يتفق مراقبون محليون واقليميون ودوليون للشأن اليمني، في أن "دعم الامارات لانشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له انقلاب متكامل على الشرعية اليمنية يعادل انقلاب الحوثيين وعلي عبدالله صالح 2014م إن لم يفقه خطرا بالنظر الى تدعياته على وحدة اليمن وسيادته الوطنية".

وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها، "المجلس الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه العسكري على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي ضد الجيش الوطني.

مؤكدة أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي‘ على الشرعية وسيطرته على مؤسسات الدولة واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.