العربي نيوز:
انكشفت هوية من سرب وثائق خاصة بوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ونشر مراسلات خاصة بين وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، وقيادة الجيش الوطني في محور تعز، والاهداف الخفية وراء هذا التسريب في هذا التوقيت تحديدا.
افصح عن هذا ضباط في وزارة الدفاع بمارب "براءة للذمة وردعا لجهة التسريب"، حسب تعبيرهم. موضحين ان الوثائق المنشورة بوسائل الاعلام "جرى تسريبها من هيئة الاركان العامة بوزارة الدفاع"، وأفادوا بأن "التسريب متعمد لتدعيم استهداف اعلامي لمحور تعز".
منوهين إلى أن "عمليات وزارة الدفاع وهيئة الاركان، تضم عناصر من ضباط النظام السابق، استوعبها رئيس هيئة الاركان الفريق صغير بن عزيز". وكشفوا أن "تسريب المراسلات بين وزير الدفاع وقيادة محور تعز تم تمهيدا لقرارات مرتقبة بتغييرات لقيادة المحور".
وجرى تسريب توجيه وزير الدفاع لمحور تعز بـ "توريد نحو ملياري ونصف المليار ريال سنويا من ضرائب القات"، ورد قيادة محور تعز بأن "المحور لا توجد له موازنة معتمدة من وزارة الدفاع كباقي المحاور العسكرية، والمعتمد مركزيا لا يغطي 20% من الاحتياجات".
موضحة في مذكرة أن "الدعم المركزي لا يتعدى بعض المواد الغذائية التي تصل بشكل متقطع ولا تغطي أكثر من 20% من الاحتياجات، في حين أن مخصصات أساسية كالمصاريف والتسليح والصيانة والسكن لم تُصرف منذ فترة طويلة، ما أثر سلباً على أداء الجبهات".
وأشارت المذكرة إلى أن "قوات المحور تضم اكثر من 17 الف مقاتل من ضباط وصف ضباط وجنود، يتوزعون على 10 ألوية عسكرية وكتائب مهام واحتياط، تنتشر على مساحة تتجاوز 317 كيلومتراً، وتخوض معارك دفاعية وتنفذ عمليات هجومية ضد جماعة الحوثي".
منوهة بأن "ضباط وصف وجنود محور تعز يتقاضون رواتب متدنية لا تتجاوز 100 ريال سعودي، ما يمثل أقل من 10% مما يتقاضاه زملاؤهم في الجبهات الأخرى". وأن "مجلس القيادة الرئاسي احال ملف تلبية احتياجات الجيش إلى السلطة المحلية، لكنها لم تلتزم".
وطالبت قيادة محور تعز وزير الدفاع بـ "سرعة توفير الإمكانيات الضرورية والملحة لدعم وحدات الجيش في مختلف الجبهات، بهدف تعزيز الجاهزية القتالية والمعنوية". مؤكدة أن أن ما طُرح مطالب عاجلة لدعم صمود الجبهات، بينما تتطلب معركة التحرير تجهيزات أكبر".
يتزامن تسريب مراسلات وزير الدفاع وقيادة محور تعز، مع حملة إعلام وسياسي "الانتقالي الجنوبي" وطارق عفاش، ضد محور تعز، بالتوازي مع حملة اطلقتها الامارات عبر مراكز دراسات امريكية لتعميم دعاية أن "الجيش بمارب وتعز إخواني مرتبط بتنظيمات ارهابية".
كما تتزامن الحملة الشعواء ضد الجيش الوطني، مع اعادة تنشيط خلايا اغتيالات وتفجيرات في تعز، يتهم بإدارتها وكيل جهاز الامن القومي سابقا، ورئيس جهاز استخبارات الساحل الغربي لليمن والقرن الافريقي، عمار محمد صالح عفاش، لزعزعة امن واستقرار تعز.
وشهدت تعز، الخميس (21 اغسطس) جريمة اغتيال جديدة، استهدفت مدير أمن مديرية التعزية المقدم عبدالله النقيب، بزرع عبوة ناسفة في سيارته تحت مقعد السائق، وتفجيرها عن بعد أثناء مروره في شارع العواضي وسط مدينة تعز، ما تسبب بإصابات بالغة ادت لوفاته.
تعتبر محافظة تعز من أكثر المحافظات اليمنية تضرراً جراء الحرب المتواصلة في اليمن للسنة العاشرة، وتشهد مدينة تعز بين الحين والآخر جرائم اغتيال وتفجيرات تستهدف شخصيات أمنية وعسكرية وقضائية وحكومية ادارية، تتهم بتنفيذها خلايا تابعة للامارات.
وتعاني محافظة تعز، من استمرار محاولات حثيثة لطارق عفاش وشقيقه عمار عفاش مسؤول استخبارات قواته، ووكيل جهاز الامن القومي سابقا، زعزعة امن تعز عبر خلايا الاغتيالات وعصابات مسلحة، تسعى إلى نشر الفوضى في المدينة وتأجيج السخط الشعبي.
تسعى الامارات، باستهدافها امن واستقرار تعز، الى استكمال السيطرة على كامل الساحل الغربي لليمن، وتأمين سيطرتها على مديرية وميناء المخا، بتنفيذ محاولات عدة نفذتها مليشياتها المحلية لاجتياح ريف تعز وصولا الى السيطرة على مدينة تعز، وتصدت لها قوات الجيش.
وتُضاف محاولات زعزعة امن واستقرار تعز، الى معاناة تعز من تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية، جراء تداعيات الحرب المتواصلة للسنة العاشرة ، وتفاقم ممارسات الفساد من قبل عناصر محسوبة على النظام السابق في السلطة المحلية للمحافظة.
يشار إلى أن مدينة تعز، ظلت طوال سنوات الحرب، تواجه حصارا من جهة الساحل الغربي تنفذه قوات طارق عفاش، وحصارا من جهتي الجنوب والشرق تنفذه مليشيا "المجلس الانتقالي" في لحج، بجانب الحصار المفروض على جبهات التماس مع الحوثيين، شمالا.