الاثنين 2024/05/20 الساعة 01:02 م

الحوثيون ينتزعون اعتراف 5 دول كبرى !

العربي نيوز - صنعاء:

استطاعت جماعة الحوثي الانقلابية، بهجماتها البحرية وتهديدها طريقي الملاحة الدولية عبر البحر الاحمر ورأس الرجاء الصالح، ابتزاز العالم، وانتزاع اعتراف خمس من كبرى دوله، حتى الان، واجبار دول كبرى اخرى على اعلان الاستعداد للتفاوض معها.

كشف هذا، اعلان صادر عن عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، القيادي البارز، علي القحوم، عن أن خمس دول عظمى وكبرى بدأت تتعامل معها باعتبارها ممثلا لليمن، نكاية بالولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة البريطانية، ونفوذهما العالمي.

وقال القيادي الحوثي، القحوم، في تصريح نشره على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، مساء الاحد (17 مارس)، إن جماعته على علاقة متطورة مع روسيا والصين ودول "بريكس"، التي تضم الهند وإيران والبرازيل وجنوب افريقيا، لانهاء الهيمنة الامريكية.

مضيفا: "هناك بناء مستمر وتطوّر في العلاقات الدولية بين اليمن وروسيا والصين ودول البريكس، وتبادل للخبرات والتجارب في مجالات مختلفة. هذا فيه مصلحة مشتركة، لإغراق أميركا وبريطانيا والغرب في مستنقع البحر الأحمر وفي أعالي البحار". حسب تعبيره.

وأرجع القيادي الحوثي، علي القحوم، هذا التقارب بين جماعة الحوثي مع هذه الدول الكبرى الى تلاقي المصالح وتقاطعها في الاصطفاف ضد الهيمنة الامريكية على العالم، قائلا: إنه يأتي "لكي تغرق وتتلاشى وتضعف قطبيتها الأحادية". في اشارة للقطب الامريكي.

مستدركا: "هذا ليس تحليلاً فقط، بل هو حقيقة ماثلة للعيان وبات واقعاً، واليمن دولة دخلت في معادلة نصرة فلسطين وثبتت باقتدار معادلة البحر الأحمر التي تمثّل معادلة كبرى، واستراتيجية لها آثارها ونتائجها الكبرى في ميزان الحصاد والثمار العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية".

وتابع:إنّ "اليمن (بقيادة جماعته) استطاعت تحقيق ذلك وبعنفوان وشموخ لا نظير له، حتى باتت الدول الكبرى تطرق أبوابها وتنسّق وتبني العلاقات المتكافئة معها وترتّب للمستقبل المنظور، وتهيئ لهزيمة أميركا وبريطانيا والغرب هزيمة تاريخيّة، ويسقط المشروع الاستعماري والهيمنة الغربية من المنطقة والعالم".

شاهد .. جماعة الحوثي تنتزع اعتراف 5 دول كبرى 

ظهر هذا التقارب، بصورة اكبر في المواقف السياسية المعلنة لكل من روسيا والصين وايران والهند، من العمليات العسكرية لتحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني في مياه اليمن الاقليمية ردا على الهجمات الحوثية، بوصفها "تهدد الملاحة الدولية وتنتهك سيادة اليمن وليس له تفويض من الامم المتحدة ومجلس الامن".

وتأتي هذه التطورات، بالتوازي مع اصدار رئيس الوزراء الفرنسي اعلانا مفاجئا لجميع دول اوروبا وتحالف "أسبيدس" الاوروبي وتحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني لتأمين الملاحة الدولية، حذر مما سماه "فخ اليمن" وزعم "استحالة هزيمة الحوثيين وايقاف هجماتهم البحرية بالقوة العسكرية".

تفاصيل: اعلان فرنسي فاجع بشأن الحوثيين (فيديو)

جاء الاعلان الفرنسي، عقب ساعات على مفاجأة واشنطن دول العالم بردها على إعلان زعيم جماعة الحوثي مد هجمات جماعته إلى المحيط الهندي وطريق "رأس الرجاء الصالح" عبر قارة افريقيا، وإقرارها بعجزها وبريطانيا،وأنها "لا يمكننا أن تواجه هذا التحدي بمفردنا".

تفاصيل: امريكا تفاجئ الجميع بهذا الاعلان عن اليمن !

وصدر الاعلان الامريكي بالتوازي مع بيان الشرعية اليمنية، موقفها من اعلان زعيم جماعة الحوثي، و"إدانتها للتصعيد الخطير في وتيرة الهجمات الإرهابية الحوثية ضد الملاحة الدولية،.. تحت مزاعم رفع الحصار عن قطاع غزة"، وطالبت المجتمع الدولي بـ "دعم استعادة الحكومة سيطرتها على الحديدة".

كما طالبت الحكومة اليمنية "شركة الأقمار الاصطناعية الفرنسية "Eutelsat" بحجب شارة قائمة القنوات الفضائية المنتحلة صفة القنوات الحكومية اليمنية، وقنوات (المسيرة، المسيرة مباشر، الساحات، اللحظة) بالاستناد لتصنفيها ارهابية". وتكليف "فريق فني لمتابعة حجب قنوات ومواقع ومنصات الجماعة".

تفاصيل: الشرعية تعلن موقفها من تصعيد الحوثي (بيان)

وسجل مجلس الامن الدولي، أول رد على إعلان زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، وسط انقسام الدول الخمس دائمة العضوية، حيال كيفية التعامل مع ضربات الحوثيين، وتجديد الصين وروسيا، تأكيد "ارتباط هجمات الحوثيين البحرية بالحرب في غزة"، وتأكيد "افتقاد امريكا وبريطانيا التفويض لشن هجماتها على اليمن".

تفاصيل:  اول رد لمجلس الامن على خطاب الحوثي (فيديو)

يأتي هذا، في وقت دخل العالم، حالة انقسام واسعة في المواقف، مصحوبة بقلق واسع، واستنفار لمعظم دوله بسبب اليمن، واعلان زعيم جماعة الحوثي مساء الخميس (14 مارس)، منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة اليه والدول الداعمة عدوانه وحصاره على غزة، عبر المحيط الهندي وطريق "رأس الرجاء الصالح".

تفاصيل: انقسام واستنفار عالمي بعد تهديد الحوثي (فيدوهات)

وفجر زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، قنبلة مدوية، فاجأت المجتمع الدولي وسببت استنفارا دوله وفي مقدمها امريكا وبريطانيا والكيان الاسرائيلي، بإعلانه توسيع مدار الهجمات البحرية للجماعة لتتجاوز البحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر إلى المحيط الهندي والخط الملاحي رأس الرجاء الصالح. معلنا عن تدشين هذا التوجه بتنفيذ 3 عمليات.

تفاصيل: اعلان حوثي يستفز دول العالم ويربكها (فيديو)

صدر هذا الاعلان الحوثي، بالتوازي مع كشف دولة كبرى عن سر "المفاجات غير المتوقعة" التي سبق أن اعلن عنها زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، الخميس (7 مارس)، وفاجأت جميع المراقبين بإقدامها على الاشهار عن امتلاك الجماعة أسلحة حديثة وفتاكة، بينها صواريخ "فرط صوتية"، تتفوق على المنظومات الدفاعية الامريكية والبريطانية والاسرائيلية.

تفاصيل: دولة كبرى تكشف اخطر اسرار الحوثيين

وميدانيا، تتصاعد المواجهات بين تحالف "حارس الرخاء" وجماعة الحوثي، على خلفية هجمات الاخيرة بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي دعما لفلسطين ومقاومتها للعدوان الاسرائيلي". وامتداد المواجهات الى استهداف التحالف الامريكي البريطاني كابلات الانترنت والتسبب بتلويث المياه اليمنية.

تفاصيل: بريطانيا تعلن قصف سفينة بالبحر الاحمر (فيديو)

وأقرت أمريكا، الاثنين (26 فبراير) على نحو صادم للمراقبين بـ "تعثر تحقيق اهداف تحالف حارس الرخاء" العسكري الامريكي البريطاني في البحرين العربي والاحمر المتمثل في "تدمير القدرات العسكرية لجماعة الحوثي وانهاء تهديداتها البحرية" لسفن الكيان الاسرائيلي والسفن الامريكية والبريطانية التجارية والحربية.

تفاصيل: صادم .. امريكا ترفع الراية البيضاء للحوثيين !!

في المقابل، تواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب اعلانات متحدثها العسكري وتأكيد ناطق جيش الكيان، بالتوازي مع هجمات بحرية "لمنع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".

تفاصيل: شاهد .. اشتعال إيلات بصواريخ من اليمن (فيديو)

وتواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.

تفاصيل: الحوثيون يستفزون امريكا وبريطانيا مجددا

تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".

شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة

كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "31341 قتيلا فلسطينيا (بينهم 16000 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 73134، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.