العربي نيوز - صنعاء:
دخل العالم، حالة انقسام واسعة، مصحوبة بقلق واستنفار دوله بسبب اليمن، واعلان زعيم جماعة الحوثي مساء الخميس (14 مارس)، مد الهجمات البحرية لجماعته إلى المحيط الهندي وطريق الملاحة البديل عن البحر الاحمر عبر قارة افريقيا والرجاء الصالح، لتشمل سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة اليه، وسفن الدول الداعمة لعدوانه وحصاره المتواصلين على قطاع غزة.
تباينت ردود الافعال الاولية لاعلان الحوثي بين استنكار "تهديد امدادات الطاقة والسلع بين شرق العالم (اسيا والهند والصين) وغربه (اوروبا وامريكا الشمالية والجنوبية)"، وتأييد ضمني لما اعتبر "تصعيد الضغط الدولي على الكيان الاسرائيلي وامريكا وبريطانيا لوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها"، وبين موقف ثالث يرى ان "انهاء تهديدات الملاحة مرتبط بوقف الحرب في غزة".
وفجر زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، قنبلة مدوية، فاجأت المجتمع الدولي وسببت استنفارا دوليا، وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة البريطانية والكيان الاسرائيلي، بإعلانه عن توسيع مدار الهجمات البحرية للجماعة لتتجاوز البحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر إلى المحيط الهندي والخط الملاحي البديل للبحر الاحمر، رأس الرجاء الصالح.
جاء هذا في خطاب متلفز جديد، للحوثي، مساء الخميس (14 مارس) بشأن التطورات في غزة والمواجهات مع تحالف "حارس الرخاء" الامريكي البريطاني في البحرين العربي والاحمر، على خلفية هجمات الجماعة المتصاعدة بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والسفن الامريكية والبريطانية، دعما لشعب فلسطين والمقاومة الفلسطينية حتى وقف العدوان الاسرائيلي وحصاره على غزة".
وقال الحوثي: "ضميرنا الإنساني، ديننا، أخلاقنا، كرامتنا، عزتنا، انتماؤنا للإسلام، يحرِّم علينا أن نتفرج على مظلومية فلسطين أو أن نسكت عن ذلك. نحن في تطوير مستمر للقدرات وفي توسيع مستمر للموقف في مداه وفي فاعليته وفي تأثيره". وأردف: "استمرار الأمريكي في تقديم الغطاء والدعم الكامل للعدو الإسرائيلي لتجويع الشعب الفلسطيني في غزة، لن نسكت عنه ولن نتفرج عليه".
مضيفا: "التعنت الأمريكي وتصعيد العدوان ينتج نتيجة واحدة هي اتساع الصراع واتساع دائرة الحرب والأحداث وتوتير الوضع على مستوى المنطقة بشكل عام. توجهنا الجاد أن نستمر وأن نواصل بفاعلية وبتوسيع مدى عملياتنا لتصل إلى مناطق وإلى مواقع لم يتوقعها العدو أبداً". مشددا: "لا خيار أبدا للأمريكي ولا للبريطاني، إلا وقف العدوان على غزة ووقف التجويع للأهالي في غزة".
وأعلن زعيم جماعة الحوثي امتلاك قدرات عسكرية تمكن الجماعة من تصعيد هجماتها البحرية وتوسيع نطاقها للمحيط الهندي. وقال: "عملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة. العدوان الأمريكي البريطاني لن يؤثر على مسار العمليات التصاعدي في المديات وفي الزخم وفي الدقة وفي القوة. ما يمكن أن يوقف عملياتنا البحرية هو فقط وقف العدوان والحصار على غزة".
مضيفا: "نتجه بتوفيق الله وبمعونته إلى منع عبور السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي حتى عبر المحيط الهندي ومن جنوب أفريقيا باتجاه طريق الرجاء الصالح. هذه الخطوة المهمة والمتقدمة والكبيرة بدأنا ننفذ عملياتنا المرتبطة بها عبر المحيط الهندي ومن جنوب أفريقيا باتجاه طريق الرجاء الصالح". ما يعني توسيع حصار الكيان الاسرائيلي وحظر مرور سفنه ليمتد الى الخط الملاحي البديل.
وتابع : "نحن نعلن المنع للسفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور ولو عبر المحيط الهندي، بالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا، باتجاه العدو الإسرائيلي". معتبرا أن الشهداء الفلسطين من النساء والاطفال والكهول "ليسوا مجرد ارقام" ولا يمكن انسانيا واخلاقيا ودينيا السكوت على استمرار جرائم الحرب والابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة وتوجهات العدو الاسرائيلي لمد عدوانه الى رفح.
شاهد .. زعيم الحوثيين يربك العالم بهذا الاعلان (فيديو)
وأشار زعيم الحوثيين إلى أن قواته "هذا الاسبوع، نفذت 12 عملية استهداف للسفن والبارجات بعدد 58 صاروخ باليستي ومجنح وطائرة مسيّرة في البحر الأحمر والبحر العربي، منها 3 عمليات في المحيط الهندي". مؤكدا "العمليات العسكرية مستمرة بالقصف الصاروخي لاستهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والمتورطة معه. بلدنا رسميا وشعبيا يواصل معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس".
شاهد .. الحوثي يكشف عمليات نوعية اسنادا لفلسطين (فيديو)
كما انتقد زعيم جماعة الحوثي استمرار التخاذل من جانب حكومات دول العالم وفي مقدمها الحكومات العربية والاسلامية، وحالة الصمت الطاغية على الشارعين العربي والاسلامي، معتبرا أن هذا يجسد توغل العدو الصهيوني ونفوذه على مستوى الانظمة العربية والاسلامية وما بلغه من تأثير خطير على وعي وقيم الشعوب العربية والاسلامية، وإبعادهم عن الدين وقيم النخوة والمروءة والشهامة.
وقال: "شهداء غزة ليسوا مجرد أرقام تعبر على مسامع الناس، بل هي أرواح بشر تُزهق وتُهدر حياتهم، وجراحات ومعاناة شعب يُباد. لليوم الـ 160 تتواصل الجرائم الصهيونية في قطاع غزة وهي إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة. العدو الإسرائيلي يُنفّذ جريمة القرن بكل ما تعنيه الكلمة بمشاركة أمريكية ومساهمة من دول غربية وبعض العرب. بتخاذل وتفريط من المسلمين وفي مقدمتهم أغلب العرب".
شاهد .. الحوثي يدين مشاركة عرب بجريمة القرن (فيديو)
مضيفا في انتقاد دول عربية تناهض المقاومة الفلسطينية كالسعودية والامارات: "حتى الآن لم تتجه بعض الدول العربية إلى تغيير موقفها من المقاومة الفلسطينية بعد أن أدرجتهم سابقا في قوائم الإرهاب. بعض الدول العربية تعمل على تجريم جهاد المقاومين في غزة وتمنع التبرعات لهم، بل لا تزال تعتقل البعض على خلفية دعمهم". منوها بأن "ايران الوحيدة بين 50 دولة تدعم المقاومة الفلسطينية بالسلاح".
شاهد .. زعيم الحوثيين ينتقد دول عربية تجرم المقاومة (فيديو)
وخاطب الشعوب العربية والاسلامية بقوله: "على المسلمين مسؤولية إنسانية ودينية قبل غيرهم للتحرك الجاد لنصرة الشعب الفلسطيني ومنع استمرار الإجرام الصهيوني. لو اتجه المسلمون بجدّية لدعم المقاومة الفلسطينية ولو بأقل مما تقدمه أمريكا والغرب للعدو لكانت الصورة مختلفة عن المعركة في غزة. الموقف المخزي الإسلامي تجاه غزة له تبعات وعليه عقوبات، ومخطئ من يعتقد أنه سيكون بمأمن".
شاهد .. الحوثي يحذر المسلمين: لستم بمأمن (فيديو)
واصفا المساعدات الجوية لقطاع غزة بأنها "مسرحية" احتيالية، وقال: "الوجبات الشحيحة التي يُلقى بها من الطائرات مسرحية أمريكية تسيء إلى كرامة الشعب الفلسطيني. في مقابل المساعدات المحدودة التي يلقيها الأمريكي من الجو بطريقة مثيرة للفتنة وممتهنة للكرامة فهو يقدم أطنانا من القنابل لقتل أهل غزة. عمليات الإنزال الأمريكي لا تغطي نسبة ضئيلة من الاحتياج، وهي تستهدف خداع الرأي العام".
مضيفا: إن هذه المساعدات الجوية الامريكية تهدف إلى "إلهاء الشعوب المسلمة للاستمرار في الإجرام بحق الفلسطينيين. الأمريكي يتعامل بطريقة مخادعة فلا فتح كامل للممرات البرية ولا إضافة منافذ أو ممرات بحرية حقيقية تتدفق عبرها الاحتياجات الضرورية. الأمريكي يسعى عبر الإنزال الجوي أو الميناء البحري إلى أن تبقى المساعدات ظاهرة في الصورة، لكن في الحقيقة الجوع والمعاناة الشديدة مستمرة".
وتابع الحوثي، قائلا: "واشنطن تحاول الالتفاف على الاستحقاق الشرعي للشعب الفلسطيني والمتمثّل في وقف العدوان وإنهاء الحصار وفتح المنافذ البرية لدخول المساعدات. الأعداء حاولوا أن يثيروا الفتنة في أوساط المجتمع في غزة بطريقة إلقاء المساعدات لكن ذلك لم يؤثر فيهم. الأعداء حاولوا أن يربطوا تقديم القليل جدا من المساعدات لتكريس سيطرة الاحتلال على القطاع لإزاحة حكومة غزة لكنهم فشلوا".
شاهد .. زعيم الحوثيين يعلق على المساعدات الامريكية (فيديو)
مختتما كلمته بتوجيه نداء إلى جميع الشعوب الحرة حول العالم والشعوب العربية والاسلامية عموما، واليمنيين خصوصا، يدعوهم إلى الخروج الى الساحات والميادين بتظاهرات شعبية حاشدة لاعلان ادانة الاجرام الاسرائيلي والامريكي والبريطاني ودعم واسناد الشعب الفلسطيني وشد ازره في صموده وثباته وصبره على اهوال العدوان الصهيوني وحصاره وتجويعه، تلبية لدعوة الله ودعوة القرآن واستجابة لنداء الأقصى.
شاهد .. الحوثي يوجه نداء للشعوب واليمنيين خاصة (فيديو)
يتزامن هذا، مع كشف دولة كبرى عن سر "المفاجات غير المتوقعة" التي سبق أن اعلن عنها زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، وفاجأت الجميع بإقدامها على الاشهار عن امتلاك الجماعة أسلحة حديثة وفتاكة، بينها صواريخ فرط صوتية، تتفوق على المنظومات الدفاعية الامريكية والبريطانية والاسرائيلية.
تفاصيل: دولة كبرى تكشف اخطر اسرار الحوثيين
يأتي هذا في ظل تصاعد المواجهات بين تحالف "حارس الرخاء" وجماعة الحوثي، على خلفية هجمات الاخيرة بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي دعما لفلسطين ومقاومتها للعدوان الاسرائيلي". وامتداد المواجهات الى استهداف التحالف الامريكي البريطاني كابلات الانترنت والتسبب بتلويث المياه اليمنية.
وأقرت أمريكا، الاثنين (26 فبراير) على نحو صادم للمراقبين بـ "تعثر تحقيق اهداف تحالف حارس الرخاء" العسكري الامريكي البريطاني في البحرين العربي والاحمر المتمثل في "تدمير القدرات العسكرية لجماعة الحوثي وانهاء تهديداتها البحرية" لسفن الكيان الاسرائيلي والسفن الامريكية والبريطانية التجارية والحربية.
تفاصيل: صادم .. امريكا ترفع الراية البيضاء للحوثيين !!
في المقابل، تواصل جماعة الحوثي، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب اعلانات متحدثها العسكري وتأكيد ناطق جيش الكيان، بالتوازي مع هجمات بحرية "لمنع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".
تفاصيل: شاهد .. اشتعال إيلات بصواريخ من اليمن (فيديو)
وتواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.
تفاصيل: الحوثيون يستفزون امريكا وبريطانيا مجددا
تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.
وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، بتحويل شركات شحن عدة، مسارها عبر الرجاء الصالح، وخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".
شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة
كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.
شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)
في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.
تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)
وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.
تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)
عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الرابعة، الاربعاء (21 فبراير) بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "31341 قتيلا فلسطينيا (بينهم 16000 طفل وامرأة ومسنا)، والمصابين 73134، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.