السبت 2024/07/27 الساعة 07:17 ص

مصر تطرح حلا لتوترات البحر الاحمر

العربي نيوز - القاهرة:

طرحت مصر حلا مقترحا، لإنهاء التوترات المتصاعدة في البحر الاحمر، جراء تصاعد المواجهات العسكرية بين التحالف الامريكي البريطاني وجماعة الحوثي الانقلابية، على خلفية هجماتها البحرية التي تشنها جماعة الحوثي الانقلابية بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة اليه دعما لفلسطين ومقاومتها" بمواجهة العدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين لليوم المائة وسبعة وعشرين.

جاء هذا في مقترح، اعلنه وزير الخارجية المصري والامين العام لجامعة الدول العربية، الاسبق، عمرو موسى، خلال حوار اجراه معه الاعلامي شريف عامر، لبرنامج "يحدث في مصر" على قناة "MBCMASR"، الاربعاء (7 فبراير)، تطرق فيه الى تصاعد التوتر في البحرين العربي والاحمر وارتباطه باستمرار العدوان الاسرائيلي وحصاره على قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي.

وقال عميد الدبلوماسية المصرية خلال العقود الماضية، عمرو موسى في رده على سؤال عن ارتباط ايران بالتصعيد في البحر الاحمر: "إن موقف إيران مركب ومعقد وسياستها فيها الكثير من الذكاء التكتيكى والاستراتيجى". وأضاف: إن "هناك أخطاء يجب التحدث بشأنها مع إيران ووقف التوتر الإيرانى العربى". مردفا: "الأسرع والأفضل أن نتحدث مع إيران بشكل مباشر لأنها لاعب أساسى فى المنطقة".

مضيفا: "من الممكن الحديث مع إيران بشأن التوترات التى تحدث فى البحر الأحمر بسبب الحوثيين فهى من الممكن أن تهدئ الأمر". وتابع قائلا: إن "مصر يمكن لها قريبا إنهاء الخصومة التاريخية مع إيران". مشيرا إلى أنه يلمس امكانية هذا من خلال تجربته الشخصية في هذا الشأن، وقال: "عندما كنت وزيرا للخارجية قمت برفع التمثيل الدبلوماسى بين القاهرة وطهران". حسب تعبيره.

شاهد .. عمرو موسى يقترح حلا لتوتر البحر الاحمر (فيديو)

وعلق عمرو موسى على البيان السعودي بشأن تطبيع المملكة العربية السعودية العلاقات مع الكيان الاسرائيلي، قائلا: "الشعوب العربية في حالة من الغضب والاسيتاء مما يحدث تجاه الفلسطينيين في الاراضي المحتلة". وأضاف: "بيان السعودية قوي للغاية ويوقف اي تقدم اسرائيلي نحو التطبيع". مردفا: إن "التطبيع الان يعني حريق في منطقة الشرق الأوسط، وليس الجنة كما وصفته إسرائيل".

واصفا معركة "طوفان الاقصى" التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، بقوله: "في فجر يوم 7 اكتوبر عادت القضية الفلسطينية الى الساحة من جديد". ورأى أن "الموقف العربي يجب ان يتركز على خلق الصف الواحد لمواجهة اسرائيل وحل القضية الفلسطينية". متحدثا عن مستقبل غزة بأنه "لابد من انتخابات في الساحة الفلسطينية كلها حتى يظهر الممثلون الحقيقيون للشعب الفلسطيني".

وأضاف عمرو موسى: إن "القول بأن حماس ستحظى بتمثيل كبير في السلطة الفلسطينية القادمة توقع غير دقيق". لكنه استدرك قائلا: "إذا تأكد الفلسطينيون من أن حماس ستجعلهم قادرين على مواجهة الاحتلال وعدم الاستسلام سيقومون بانتخابهم في السلطة الفلسطينية القادمة". ولفت الى "الحاجة لقيادات جديدة" وأن "هناك مطالبات في الساحة الفلسطينية بأن يتولى مروان البروغثي المسؤولية".

شاهد .. عمرو موسى يتحدث عن طوفان الاقصى ومستقبل غزة (فيديو)

في المقابل، تؤكد ايران، في مواقف المعلنة لمسؤوليها أنها "لا تملك سلطة على انصار الله في اليمن (جماعة الحوثي) فقرارهم بيدهم". زاعمة كما اعلن غيرة مرة وزير الخارجية الايراني أنها "لم تكن تعلم بعملية طوفاق الاقصى"، وأنها "تدين العدوان الاسرائيلي على غزة. وتؤيد حق الفلسطيين في مقاومة العدوان والاحتلال الاسرائيلي. لكنها لا تتدخل في قرار فصائل المقاومة الفلسطينية".

إلى ذلك، اعلنت الولايات المتحدة الامريكية، رسميا، الجمعة (9 فبراير)، عن رؤيتها لانهاء التصعيد المتبادل في البحر الاحمر، وقالت أنها ستتراجع عن قرار تصنيف جماعة الحوثي الانقلابية "منظمة ارهابية"، وعن ادراجها في القائمة الامريكية للتنظيمات الارهابية حوال العالم، وقبل دخوله حيز التنفيذ، المقرر منتصف الشهر الجاري، قور تلبية جماعة الحوثي شرطا واحدا.

تفاصيل:  تراجع امريكي عن تصنيف الحوثيين (وثيقة)

يأتي هذا بعدما كان المبعوث الامريكي الخاص الى اليمن، تيم ليندركينغ، اعلن الثلاثاء (6 فبراير) عن عرض الولايات المتحدة الامريكية المطروح على جماعة الحوثي الانقلابية، لوقف التصعيد المتبادل للهجمات العسكرية في البحرين العربي والاحمر، على خلفية العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في فلسطين المحتلة.

تفاصيل: المبعوث الامريكي يعلن عرضا للحوثيين

من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، الاثنين (5 فبراير)، رسميا، عن موافقتها واستعدادها الكامل لوقف الهجمات البحرية التي تشنها منذ منتصف نوفمبر الماضي بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة اليه دعما لفلسطين ومقاومتها". واضعة شرطا واحد لايقاف هجماتها فورا.

تفاصيل: جماعة الحوثي توافق على وقف هجماتها

وتواصل جماعة الحوثي الانقلابية، منذ منتصف اكتوبر الماضي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراش)، حسب اعلانات متحدثها العسكري وتأكيد ناطق جيش الكيان، بالتوازي مع هجمات بحرية تشنها بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".

تفاصيل: شاهد .. اشتعال إيلات بصواريخ من اليمن (فيديو)

بالتوازي، تواصل امريكا وبريطانيا تنفيذ عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر للتصدي لهجمات الحوثيين ابتداء من 19 اكتوبر، وتنفيذ سلسلة غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة إليه، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.

تفاصيل: الحوثيون يستفزون امريكا وبريطانيا مجددا

تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، خلال نوفمبر وديسمبر، بخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية خلال الشهرين الماضيين". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".

شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة

كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)

وأعلنت، الاثنين (18 ديسمبر) شركة "إيفرجرين لاين" التايوانية "تعليق رحلات سفن الحاويات التابعة لها عبر البحر الأحمر حتى اشعار اخر، وتحويلها لتمر حول رأس الرجاء الصالح". لتنضم شركة الشحن العالمية "OOCL" ومقرها هونغ كونغ، التي اعلنت الاحد (17 ديسمبر) "التوقف عن شحن البضائع من وإلى الكيان الإسرائيلي فورا وحتى إشعار آخر".

شاهد .. شركة عالمية توقف الشحن من وإلى الكيان 

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الثالثة، الجمعة (8 ديسمبر)، بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "29500 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 63000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 500 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.