الخميس 2024/05/09 الساعة 06:06 ص

توجيه رئاسي عاجل لابن مبارك بشأن الرواتب 

العربي نيوز - عدن:

أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، الخميس (8 فبراير) اول توجيه رسمي لرئيس مجلس الوزراء الجديد، الدكتور احمد عوض بن مبارك، تضمن حزمة اولويات عمله خلال الفترة المقبلة، وتوجيها خاصا بشأن رواتب موظفي الدولة.

وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن الرئيس العليمي فور وصوله الخميس (8 فبراير) إلى العاصمة المؤقتة عدن بمعية رئيس الحكومة احمد بن مبارك، أجرى الاخير مراسم اداء اليمين الدستورية بالقصر الرئاسي في معاشيق، وعقدا لقاء بشأن أولويات المرحلة.

موضحة أن "رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، وضع رئيس الحكومة الجديد الدكتور احمد عوض بن مبارك عقب ادائه اليمين الدستورية، امام اولويات عاجلة ينبغي ان تضطلع بها حكومته خلال المرحلة المقبلة على كافة المستويات".

وقالت: "شدد الرئيس على اولوية معالجة الملف الاقتصادي، والاوضاع المعيشية، مع التركيز على ضرورة وفاء الدولة بالتزاماتها الحتمية بما في ذلك انتظام دفع رواتب الموظفين، وتحسين الخدمات الاساسية، واعطاء عدن حقها من الاهتمام الذي يليق بمكانتها".

مضيفة: "وحث رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس مجلس الوزراء على اهمية انتظام عمل الحكومة بكافة اعضائها من الداخل، والتعاطي العاجل مع هموم المواطنين واحتياجاتهم اولا بأول في مختلف المجالات". في اشارة إلى ضرورة انهاء تدهور الاوضاع العامة.

وأشارت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) إلى أن "الرئيس العليمي عبَّر عن ثقته برئيس واعضاء الحكومة في العمل بروح الفريق الواحد للتغلب على التحديات، وحشد كافة الامكانات والقدرات لخدمة معركة استعادة مؤسسات الدولة، والتخفيف من معاناة المواطنين".

منوهة إلى تأكيد الرئيس العليمي "التزام مجلس القيادة الرئاسي بدعم جهود الحكومة، وتيسير ممارسة اختصاصاتها بكامل صلاحياتها لتخفيف المعاناة الانسانية التي صنعتها المليشيات الحوثية، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الامن والاستقرار والسلام والتنمية".

شاهد .. العليمي يوجه بن مبارك بشأن الرواتب 

جاء هذا بعدما عقد المبعوث الامريكي الى اليمن تيم ليندركينغ والسفير الامريكي لدى اليمن ستيفن فايجن، الاربعاء (7 فبراير) في العاصمة السعودية الرياض، لقائين منفصلين مع كل من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ورئيس مجلس الوزراء احمد بن مبارك. 

وفقا لوكالة الانباء الحكومية (سبأ) فقد كرس اللقائين لـ "مناقشة مستجدات الأوضاع على المستوى الوطني والإقليمي، وآفاق السلام" وكذا "جهود الولايات المتحدة لوضع حد لهجمات المليشيات الحوثية التي تقوض حرية الملاحة في البحر الأحمر وتعرقل تقدم عملية السلام باليمن".

شاهد .. المبعوث والسفير الامريكي يلتقيان العليمي

شاهد .. المبعوث والامريكي يلتقيان احمد بن مبارك

وتواصل جماعة الحوثي الانقلابية، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، حسب اعلانات متحدثها العسكري وتأكيد ناطق جيش الكيان، بالتوازي مع هجمات بحرية تشنها بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".

تفاصيل: شاهد .. اشتعال إيلات بصواريخ من اليمن (فيديو)

بالتوازي، تواصل امريكا وبريطانيا عمليات عسكرية بالبحرين العربي والاحمر، وتنفيذ سلسلة غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة إليه، ولاحقا السفن الامريكية والبريطانية.

تفاصيل: الحوثيون يستفزون امريكا وبريطانيا مجددا

والثلاثاء (6 فبراير)، كشف مسؤولون يمنيون عن مصدر قوة رئيس مجلس الوزراء الجديد الدكتور احمد عوض بن مبارك، وأكدوا أن "اداء الحكومة سيكون مختلفا كليا وهناك تغيير شامل وانفراج كبير سيشهده الجميع خلال الايام المقبلة". مرجعين هذا الى "دعم دولي يتجاوز التحالف العربي".

تفاصيل: انفراج كبير وشيك ومصادر تكشف قوة مبارك (بيان)

أكد قرار الرئيس العليمي الاثنين (5 فبراير) باقالة معين عبدالملك، ما كان "العربي نيوز" نشره نهاية يناير الفائت، عن قرار مرتقب لمجلس القيادة الرئاسي، خلال ايام بإقالة رئيس الحكومة، وتكليف خلف له من بين أبرز ثلاثة مرشحين، جرى التداول بشأنهم لاختيار احدهم.

تفاصيل: قرار جمهوري بإقالة حكومة معين

وكشفت مصادر برئاسة الجمهورية، عن كواليس مثيرة لقرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد محمد العليمي اقالة معين عبدالملك سعيد الجحش وتعيين احمد عوض بن مبارك رئيسا للحكومة، وتدخل التحالف والولايات المتحدة لترجيح كفة الاخير من بين 3 مرشحين.

تفاصيل: الرئاسة تكشف كواليس مثيرة لقرار اقالة معين

كما حصن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، رئيس مجلس الوزراء المُقال معين عبدالملك، من المساءلة والملاحقة القانونية بإصدار قرار يشمله بحصانة القانون رقم (6) لسنة 1995م بشأن إجراءات إتهام ومحاكمة شاغلي وظائف السلطة التنفيذية العليا في الدولة.

تفاصيل: العليمي يحصن معين بهذا القرار الجمهوري

ويأتي قرار اقالة معين عبدالملك، وزير الاشغال العامة سابقا، والذي جرى تعيينه منتصف أكتوبر 2018م، رئيسا للوزراء خلفا للدكتور أحمد عبيد بن دغر؛ بعد بعد تصاعد الانتقادات والاتهامات لمعين بالفشل والعجز عن كبح تدهور الاوضاع العامة.

كما وجهت مكونات سياسية وقيادات في الدولة اتهامات لمعين عبدالملك بالتورط في قضايا فساد كبرى، بينهم نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية، الشيخ احمد صالح العيسي، في حوار تلفزيوني شهير، أجري معه مطلع العام 2023م.

تحدث الشيخ العيسي لقناة "المهرية" عن تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية والامنية في عدن والمحافظات المحررة، في وقت كان يفترض ان تكون افضل حالا واستقرارا من صنعاء ومناطق سلطة الحوثيين، مرجعا ذلك إلى الفساد.

تفاصيل: الذراع الايمن للرئيس هادي يكشف أسرارا صادمة (فيديو)

وقوبلت هذه الاتهامات بصدور قرار رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، رقم (4) لسنة 2023م، بتشكيل لجنة برلمانية "للتحقيق مع رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك وتقصي الحقائق بشأن الاتهامات الموجهة له بالفساد"، قررت لاحقا صحتها.

تفاصيل: قرار بإقالة معين عبدالملك واحالته للتحقيق ! (وثيقة)

كما تزامن القرار مع توجيه البرلمان ولأول مرة، اتهاما صريحا ومباشرا لمعين بـ "الخيانة العظمى"، داعيا إلى سحب الثقة عن حكومة المناصفة فورا، على خلفية "اصرار تمرير صفقات فساد كبرى تمس بالسيادة والامن القومي والاقتصاد الوطني".

تفاصيل: البرلمان يتهم الحكومة بالخيانة العظمى (وثيقة)

ظل الشارع العام في عدن والمحافظات المحررة عموما، وبصورة اكبر طوال السنوات الخمس الاخيرة، في حالة احتقان متصاعد، وسخط شعبي متأجج بتظاهرات لا يخلو شهر من خروجها، احتجاجا على تفاقم تدهور الاوضاع العامة.

وشهدت المحافظات المحررة تصاعد غلاء المعيشة الفاحش، وتدهور الاوضاع العامة وانقطاع التيار الكهرباء والمياه العمومية وطفح مياه الصرف الصحي والانفلات الامني، وتدهور قيمة العملة وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمشتقات النفطية.

تسبب استمرار انهيار قيمة العملة الوطنية متجاوزة 1660 ريالا للدولار و440 ريالا للريال السعودي، وسريان قرار الحكومة رفع سعر صرف الدولار الجمركي 150%.في ارتفاع اسعار السلع الغذائية ومواد التموين بنسبة تتجاوز 350% .

بالتوازي، تصاعدت مظاهر حالة من الفوضى في عدن بعد انتشار كبير للحبوب المخدرة والحشيش، وانتشار النازحين الأفارقة في عدن أغلبهم من فئة الشباب، وعودة بيع السلاح في مديرية الشيخ عثمان بعد أن تم منعها خلال الفترة الماضية.

ويترافق هذا التدهور المتصاعد للأوضاع، مع بوادر أزمة عجز الحكومة عن دفع رواتب موظفي الدولة بالمحافظات المحررة، بعد تأخر صرف رواتب المعلمين والعسكريين لشهر ديسمبر الماضي، في ظل نُذر امتداد الازمة لرواتب الاشهر المقبلة.

تفاصيل: اعلان رئاسي بشأن صرف الرواتب (بيان)

بدوره، دعا ما يسمى "الإتحاد العام لنقابات عمال الجنوب" في (30 يناير) إلى "التصعيد العمالي والشعبي الواسع بدءا برفع الشارات الحمراء"، احتجاجا على سوء الظروف المعيشية للموظفين والعمال، ورفضا لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

من جانبهم، يتفق سياسيون واقتصاديون في ارجاع تفاقم التدهور العام للاوضاع في عدن والمحافظات الجنوبية الى "اتساع الاختلالات في المالية العامة للحكومة وصرف رواتب كبار موظفيها بالعملة الصعبة بجانب تبادل اتهامات الفساد".

ويتهم "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، الحكومة التي يشارك بنصفها، وبخاصة رئيسها معين بـ "صفقات فساد تتجاوز عدم ايداع ايرادات الدولة في البنك المركزي إلى انشاء شركات استثمارية خاصة خارج البلاد، بجانب المضاربة على العملة".

في المقابل، ظلت الحكومة تتهم "الانتقالي" بأنه "يواصل اعاقة عمل الحكومة بإصراره على استمرار نفوذه بمؤسسات الدولة وانتشار فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري اماراتي مباشر.

وتتهم "الانتقالي" بـ "استحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة" في عدن ومدن جنوبي البلاد، و"التسبب في تفاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع الغذائية والخدمات والمشتقات النفطية".

وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.