العربي نيوز - مصر:
كشف الذراع الايمن للرئيس عبدربه منصور هادي، سياسيا واقتصاديا، عن اسرار صادمة بشأن الحرب في اليمن والتحالف. مفشيا تفاصيل ما سماه "مؤامرة اكبر من اليمن"، قال أنها تسببت بإطالة أمد الحرب في اليمن وإفشالها وتقويض الدولة اليمنية و"المشروع الوطني وتضحيات اليمنيين لأجله" و"صناعة شرعية زائفة".
جاء هذا في حوار تلفزيوني اجرته قناة "المهرية" مع نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية، سابقا، ورئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، الشيخ احمد صالح العيسي، في سياق رده على سؤال عن الحرب في اليمن بعد ثماني سنوات، وماذا انجزت ولماذا اخفقت في تحقيق اهدافها رغم مشاركة التحالف بقيادة السعودية.
وقال العيسي: "نحن دخلنا في هذا الموضوع (الحرب) من اجل بلدنا، وشفنا الانقلاب الذي تم في صنعاء كان فيه ضرر على البلاد، وكلنا اصطفينا مع الجانب الشرعي على اساس نصلح ما اخربه وما افسده الانقلاب. وفرحنا بدعم التحالف، وبوجود كل القوى الوطنية التي التفت حول الشرعية، ودعم الاشقاء. وانخرطنا في هذا التوجه".
مضيفا بنبرة اسى وحسرة: "كنا اول من خرج من الحديدة وانتقلنا إلى عدن، وشاركنا مع الرئيس هادي بعد خروجه من صنعاء الى عدن. وقمنا بواجبنا على اكمل وجه، سواء في جانب دعم المقاومة في بداية المعركة في عدن، أو في دعم الدولة ومؤسسات الدولة في الجانب الاقتصادي، ووقفنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
وتابع الشيخ العيسي: "كنا مصدقين ما نسمعه، وأن الامور ستمشي وفق ما هو مرسوم وتحييد الدولة ومؤسسات الدولة، ولكن بعد ثمان سنين من التجارب والفشل، اتضحت الامور أكثر، وضحت أن المؤامرة اكبر من أنك تدعم او تواجه او تضحي". قبل أن يقاطعه المذيع بسؤال: "مؤامرة.. من يتأمر على من يا شيخ؟".
من جانبه، رد الشيخ العيسي، قائلا: "يا أخي. نحن بدأنا في عام 2015م بمعركة مع مليشيا واحدة. الان كم معانا؟. نحن خلال الثلاث سنين التي قضيناها، اكثر المعارك كنا نخوضها بيننا البين في الشرعية. لم نتفرغ لمواجهة الحوثي الا في بعض المناطق". كاشفا عن الاسباب الحقيقة للفشل في حسم الحرب وتحقيق اهدافها.
في هذا، قال الشيخ العيسي: "الاخطاء الكبيرة التي تمت من بعض اطراف التحالف، والتي كلنا تابعناها. كل التوجهات، صناعة شرعية مزيفة لأشخاص تعبانين، اكثر ولاء ... واقل ولاء لوطنهم، كل هذه التوجهات اصبحت من العوامل السلبية التي قضت على المشروع الوطني، الذي كان كل الناس ضحوا وماتوا كثيرين من اجله".
شاهد .. ذراع الرئيس هادي يكشف اسرارا صادمة (فيديو)
وفي تقييمه لمخرجات حرب السنوات الثمان الماضية على مختلف الاصعدة، اعتبرها الشيخ احمد العيسي لمحاوره الإعلامي عارف الصرمي في برنامجه "الخلاصة" على قناة "المهرية" سنوات فشل في الحرب وإدارة الدولة. وقال: "صحيح مرت ثمان سنين كما قلت من الفشل، وكل واحد أدلى بدلوه، كل واحد اجتهد، كل واحد اصاب وكل واحد أخطأ".
مضيفا: "لكن كما قلت النتيجة ان كل هذه المشاريع لم تعط نتيجة ايجابية، وفرضت على الجميع ان يعودوا الى العقل والمنطق. وأن يكون اليمنيين هم اصحاب المشكلة والحل. صحيح كان هناك طموح وكان هناك اهتمام وكان هناك امكانيات، لكن هذه كلها فشلت. الجميع شاف والجميع قدم والجميع ضحى والجميع تأمر، كل الخطوط كانت شغالة".
وتابع: "وبالاخير خرجنا بنتيجة سلبية. لم تحسم المواضيع، ولم تقم كل الجهات المرتبطة بهذا الحدث، بغض النظر عن ذكر الاسماء، مثلما قلت المؤامرة كانت اكبر من كل هذه المشاريع". وأردف: "المؤامرة اكبر مننا واكبر من المنطقة تقريبا". رافضا التصريح بجهة المؤامرة واطرافها، ممثلة في الامارات وأذرعها السياسية والعسكرية في جنوب اليمن وغربه.
مكتفيا امام الحاح محاوره في السؤال عن هوية المتأمرين، بالقول: "والله، نحن قلنا، قد جربنا ثمان سنين وتكلمنا بما فيه الكفاية واتهمنا بعض وهاجمنا بعض وتصارعنا. وفي الاخير وجدنا كلنا ما في حيلة بيدنا. فما معنا الا الحل والطريق الصحيح أننا نتصالح فيما بيننا البين ونعمل بمصداقية فيما بيننا البين". وشدد على أن الرهان على التحالف خاسر.
وقال: "مثلما ما قلت لك. أنا قلت أن الحل لن يأتي من برع (الخارج). نحن اليمنيين لازم نتصالح. مع أننا نتأمل في هذه المشاورات والمصالحات وإن شاء الله انها تقودنا لطريق السلام. لكن مثلما قلت السلام العادل الذي يرتكز على عدم اقصاء اي طرف من الاطراف والذي يعتقد ان الجميع استفادوا من الفترة هذه ومن التضحيات التي قدمت".
مضيفا: "وفي الاخير لم يحقق اي طرف من الاطراف الهدف الذي يريده. ما معنا الا نتجه في طريق كيف نلتقي كيف نصحح اخطاءنا كيف نعالج امورنا. صحيح نستعين بالاطراف الاقليمية والاطراف الدولية ولكن الحل يظل بايدينا نحن اليمنيين". ما يؤكد تسريبات سياسيين وتوقعاتهم لمخرجات مشاورات الرياض الجارية وانها تتضمن "شرعية جديدة".
شاهد .. ذراع الرئيس هادي يؤكد فشل الرهان على التحالف (فيديو)
ولم يستبعد نائب نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية، سابقا، السياسي ورئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، الشيخ احمد صالح العيسي، ان يلحق بمجلس القيادة الرئاسي المصير نفسه الذي حاكه التحالف بقيادة السعودية والامارات للرئيس عبدربه منصور هادي، بل توقع أن يكون أسوأ حالا بالنسبة لرئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي.
وقال الشيخ العيسي بصراحة متناهية، في رده على سؤال محاوره عن مصير مجلس القيادة الرئاسي وهل سيكون اسوأ من مصير هادي: "هو صحيح سيكون حالهم أسوأ من حال الاخ عبدربه، لأنه جاؤوا في ظروف صعبة وجاؤوا مجموعة وعدد كبير، فالوضع الذي سيكونون فيه لا شك سيكون اسوأ من الوضع الذي فيه الاخ عبدربه منصور هادي".
مضيفا: "بالرغم انه عبدربه منصور هادي كان بنفس الظروف، لكن زادت سوءا معهم. والظروف التي تحيط بالواقع، لا تعطي امل انه سيكون لهم دور اكبر كمجلس رئاسي مع غيرهم". مستدركا بالقول: لكن نحن نتأمل فيهم خيرا، وكما قلت لك نحن نعذرهم لأن الظروف صعبة. لكن هم الذين يحددون موقعهم وقوتهم وما يعلق عليهم من امال".
وتابع: "إذا جرت المفاوضات بطريقة عادل وبسلام عادل واعطت كل طرف حقه، ولم تلغ اطراف، اعتقد انه سيكون لهذا المجلس دور وسيكون هو الجهة الشرعية، لأنهم يمثلوا الشرعية التي ستكون في هذه المفاوضات. إذا كان العكس، يعني سينتهوا في اسرع وقت، وسيكونوا كما ذكرت، عبدربه في قصر وهم الله اعلم اين سيكونون، في اقل من هذا".
شاهد .. توقعات الشيخ العيسي لمصير المجلس الرئاسي (فيديو)
وتحدث الشيخ احمد صالح العيسي في الحوار مع قناة "المهرية" عن تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية والامنية في عدن والمحافظات المحررة، في وقت كان يفترض ان تكون افضل حالا واكثر استقرارا وافضل معيشة من العاصمة صنعاء والمحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي الانقلابية. مرجعا حدوث العكس الى الفساد.
وقال: إن رئيس الحكومة معين عبدالملك، هو من أفشل كل المشاريع والخطوات التي كانت تقوم بها السلطة الشرعية، وبمساعدة من التحالف. متهما رئيس الحكومة بوقائع فساد شملت بيع احتياطيات وحقول نفطية بالكامل، بيع موانئ ومناطق للتعدين، وفساد قطاع الطاقة المشتراة في #عدن، وتسليم قطاع اتصالات في عدن لشركة مجهولة (اماراتية)، وغيرها من ممارسات الفساد حد وصفه بأنه "الطريق إلى الهلاك".
شاهد .. الشيخ العيسي يكشف فضائح فساد كبرى للحكومة (فيديو)
الشيخ العيسي: معين عبدالملك سلم قطاع الاتصالات لشركة مجهولة (فيديو)
يشار إلى أن السعودية والامارات ضغطتا على الرئيس هادي بمسمى مخرجات مشاورات اليمنية دعت المشاركين فيها الى الرياض، لإصدار قرار نقل السلطة وتفويض صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي يراسه احد رموز نظام علي صالح عفاش، ويضم بعضويته قيادات المليشيات المتمردة على الشرعية في جنوب وغرب البلاد، والموالية للامارات، ثم عزلتا الرئيس هادي بمنع الزيارات والاتصالات والانترنت عنه وافراد اسرته.