الجمعة 2024/09/20 الساعة 04:31 م

ظهور مفاجئ لعمار عفاش يربك الحوثيين

العربي نيوز - عواصم:

عاد وكيل جهاز الامن القومي سابقا، العميد عمار صالح عفاش، للواجهة وسجل ظهورا مفاجئا للجميع، بمهمة كبرى، استدعتها التطورات المتسارعة والتحركات الدولية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لانهاء تهديدات جماعة الحوثي الانقلابية للملاحة الدولية في البحر الاحمر والبحر العربي، وهجماتها على السفن الاسرائيلية والمتجهة الى موانئ الكيان.

كشفت هذا، وكالة "شيبا إنتليجنس" المتخصصة بالشؤون الاستخباراتية، في تقرير لها بعنوان "حرب الاستخبارات في البحر الأحمر"، قالت فيه: إن "وتيرة الحرب المعلوماتية تصاعدت بين الاستخبارات الأمريكية والإيرانية في البحر الأحمر مؤخرا بعد أن اختطف الحوثيون السفن الإسرائيلية وهددوا السفن الأمريكية والبريطانية في الممرات الملاحية الدولية".

ونقلت الوكالة عن مصدر استخباراتي يمني قوله: إن "وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية طلبت معلومات من الحكومة اليمنية حول آلية دعم إيران للحوثيين بأسلحة متطورة وطرق نقل وتهريب وشحن وتخزين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إلى اليمن. وتقديم أي معلومات تعرفها عن المكونات الإلكترونية في الصواريخ والطائرات المسيرة".

مشيرا إلى أن "الملحقين العسكريين في السفارتين الأمريكية والبريطانية التقوا بمسؤولين في وزارة الدفاع اليمنية في الرياض عدة مرات في نوفمبر الفائت، وتركز النقاش على التطورات الأخيرة حيث حاول الأمريكيون والبريطانيون معرفة حجم ترسانة الحوثيين من الصواريخ الباليستية والذكية أرض-أرض وأرض بحرية، والطائرات الانتحارية المسيرة".

ولفت المصدر الاستخباراتي في حديثه للوكالة إلى أن النقاشات شملت أيضا معرفة "القدرات التكتيكية للجماعة والمعلومات حول كيفية وصول هذه الأسلحة إلى الجماعة، والقدرات المسلحة والتدريبية للبحرية اليمنية، ونشر القوات في الجزر اليمنية، وسير العمليات، خاصة في البحر الأحمر" وكذا "كيف راقب الحوثيون أهدافهم خلال السنوات الماضية".

منوها إلى أن "زيارة طارق صالح إلى جيبوتي نهاية نوفمبر الماضي، برفقة فريق أمني يرأسه عمار صالح وكيل جهاز الأمن الوطني السابق، كانت مرتبطة بمناقشة هذا الملف. وكان من المتوقع أن يجتمع صالح مع قادة عسكريين واستخباراتيين أمريكيين لمناقشة قدرات قواته المدعومة من الإمارات في الحفاظ على الأمن البحري في باب المندب".

وأشارت وكالة "شيبا إنتليجنس" في تقريرها إلى أن وكالة "سبأ" الحكومية للأنباء، قالت: إن "عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح خلال الزيارة بحث مع رئيس جيبوتي عمر جيلية سبل تعزيز وتطوير العمل المشترك بين اليمن وجيبوتي ودول القرن الأفريقي المطلة على البحر الأحمر، في ظل تنامي التهديدات للملاحة الدولية". من جانب الحوثيين.

وفقا للوكالة فإن "عمار صالح يقود قوة استخباراتية جديدة تعرف باسم ‘القوة 400‘ وله مكتب في القرن الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس بابا، يدير منه عملية استعادة قدرات جهاز المخابرات اليمني السابق، الذي استولى عليه الحوثيون، وتمت السيطرة على أرشيفه بالكامل ونقله إلى إيران". كما ينصب نشاطه على اختراق شبكة معلومات الحوثيين.

ونقلت عن مصدر في وكالة استخبارات بدولة خليجية لم تسمها (يرجح انها الامارات)، قوله: إن "هناك فحصا وتدقيقا من قبل الأمريكيين والإسرائيليين للهجمات الصاروخية التي ينفذها الحوثيون من البحر الأحمر على جنوب إسرائيل منذ أكتوبر الماضي. وقد طلب الأمريكيون معلومات حول طرق تهريب الصواريخ الإيرانية والطائرات المسيرة إلى اليمن".

مضيفا: "ينصب التركيز على مدى ارتباط الحوثيين بالوحدة 340 التابعة لفيلق القدس والحرس الثوري الذي يزود حلفاء إيران في المنطقة بالأسلحة". لافتا إلى أن "عمل الوحدة 340 مسؤول عن تأمين طرق نقل الأسلحة إلى الموالين لإيران في الشرق الأوسط عبر البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، بما فيهم المقاومة الفلسطينية والحوثيين وحزب الله". 

وبحسب وكالة "شيبا إنتليجنس" فإن "الحرس الثوري الإيراني يريد المزيد من المعلومات حول الأنشطة في البحر الأحمر لدعم الحوثيين و‘محور المقاومة‘". مشيرة إلى أن ايران ارسلت سفنا تجارية الى البحر الاحمر، تؤدي مهام استخباراتية وتجسسية وتقديم الدعم اللوجستي للحوثيين والمعلومات الاستخباراتية حول اهداف اسرائيلية وأمريكية في البحر الاحمر.

موضحة أن "المخابرات الأمريكية أبلغت حلفاءها في الخليج مطلع ديسمبر بأن إيران أرسلت ثلاث سفن تجارية إلى البحر الأحمر. الأولى ناقلة بضائع تم تحويلها للقيام بمهام استطلاع، والثانية سفينة دعم، والثالثة سفينة حاويات،.. بجانب سفينة ‘بهشاد‘ التي تستخدم كقاعدة تجسس وتعمل منذ عام 2021 قبالة أرخبيل دهلك الإريتري، كبديل لسفينة سافيز".

وأفادت بأن "سفينة سافيز كانت تستخدم كقاعدة تجسس وتضررت في هجوم نسب إلى إسرائيل". وأن جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) والشين بيت "أثارا تساؤلات مع أجهزة استخبارات إقليمية حول دور بهشاد في دعم الحوثيين لوجستيا وكيف حصل الحوثيون على معلومات استخباراتية حول ملكية سفينة غالاكسي ليدر التي اختطفوها في 19 نوفمبر".

وفقا لمصادر استخبارات الوكالة فقد "تبادل الإسرائيليون المعلومات مع أجهزة الأمن الخليجية، بما في ذلك تأكيدهم أن غالاكسي ليدر قد أوقفت مؤشرات الملاحة قبل عدة ساعات من هجوم الحوثيين ومرت بجوار بهشاد، التي لديها أجهزة ملاحة متطورة. حدث الشيء نفسه عندما هاجم الحوثيون يوم الأحد (3 ديسمبر) على ثلاث سفن تعبر مضيق باب المندب". 

وقالت الوكالة: "وعلى الرغم من إغلاق مؤشرات الملاحة للسفن، تلقت السفن رسائل تحذير مباشرة من الحوثيين ثم تعرضت للهجوم". مضيفة: "وقدر المصدر أن إرسال إيران للسفن الثلاث لتقديم الدعم اللوجستي للحوثيين في البحر الأحمر جاء بناء على طلب ممثلي الجماعة خلال اجتماع الشهر الماضي مع مسؤولين إيرانيين وقادة الحرس الثوري في طهران".

شاهد.. وكالة استخبارات تكشف مهمة عمار عفاش

يتزامن هذا، مع اطلاق الولايات المتحدة الامريكية، الاثنين (18 ديسمبر)، من عاصمة الكيان الاسرائيلي تل ابيب (حيفا) رسميا،  تحالفا عسكريا دوليا، يضم 39 دولة كشفت اسم 10 منها وتحفظت على الاخرى، وأعلنت بدء عملياته في البحر الاحمر ضد جماعة الحوثي الانقلابية، لردع تهديداتها الملاحة والسفن الاسرائيلية والسفن المتجهة الى الكيان.

تفاصيل: امريكا تدشن عمليات تحالف دولي ضد الحوثيين

سبق هذا، اعلان القيادة المركزية للقوات الامريكية، الاربعاء (13 ديسمبر) عن تشكيل تحالف عسكري دولي بقيادة امريكا وعضوية 39 دولة بينها اليمن، لحماية الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الاحمر والبحر العربي، والتصدي لهجمات المليشيا البحرية لجماعة الحوثي، لمنع مرور السفن الاسرائيلية والسفن المتجهة للكيان عبر البحرين العربي والاحمر.

تفاصيل: امريكا تعلن انضمام اليمن لتحالف حماية الملاحة

والاربعاء (13 ديسمبر)، اعلن طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، انضمامه إلى تحالف حماية السفن الاسرائيلية والسفن المتجهة الى الكيان الاسرائيلي، بزيارة مملكة البحرين، المقر المركزي لقيادة الاسطول البحري الامريكي الخامس والقوات البحرية المشتركة (CMF).

تفاصيل: طارق عفاش ينضم رسميا لتحالف حماية اسرائيل (وثيقة)

استبق طارق زيارته للبحرين، بتنظيمه، الثلاثاء، استعراضا لخفر السواحل التابعة لقواته في المخا، احتفت به هيئة الاذاعة والتلفزيون الاسرائيلية (كان نيوز) وأبرزت قوله: "هناك تهديد كبير في البحر الاحمر من أدوات ومليشيا إيران بحجة حرب غزة والهجمات على السفن الإسرائيلية". وقدمته حليفا استراتيجيا لاسرائيل في المنطقة.

شاهد .. الكيان الاسرائيلي يكشف الشراكة مع طارق والانتقالي

في السياق نفسه، رد كيان الاحتلال الاسرائيلي، رسميا، على عرض قالت إن رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، تقدم به للكيان، لمواجهة هجمات جماعة الحوثي الانقلابية ، والاسهام الفاعل في تأمين مرور السفن عبر البحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر إلى الموانئ الإسرائيلية.

تفاصيل: الكيان يعلن رده على عرض الزُبيدي (فيديو)

وتواصل جماعة الحوثي الانقلابية، تصعيد هجماتها البحرية منذ استيلائها في 19 نوفمبر الماضي، على سفينة الشحن التجارية "ذا جلاكسي ليدر" المملوكة لرجل الاعمال الاسرائيلي ابراهام اونغر ارامي، بعد عبورها من قناة السويس واثناء مرورها في مياه البحر الاحمر باتجاه الهند، واقتيادها الى ميناء الصليف الخاضع لسيطرتها.

تفاصيل: سفير اليابان يطلق مفاجأة بشأن "جلاكسي"

تصاعدت الهجمات الحوثية البحرية لتتجاوز السبع سفن، أخرها الاثنين (18 ديسمبر) سفينة ‘سوان اتلانتك‘ محملة بالنفط والأخرى سفينة ‘إم إس سي كلارا‘ تحمل حاويات  اثناء توجههما الى إسرائيل بعد رفضهما الاستجابة للتحذيرات" حسب بيان للمتحدث العسكري للحوثيين، وبلاغات هيئات دولية متخصصة بالملاحة البحرية.

تفاصيل: استهداف 4 سفن عملاقة قبالة المخا (فيديو)

ويترافق هذا مع مواصلة مليشيا الحوثي، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة، باتجاه الكيان الاسرائيلي، واخرها حسب تأكيد جيش الاحتلال الاسرائيلي، والمتحدث العسكري للحوثيين، هجوم عاشر السبت (16 ديسمبر) بـ "دفعة صواريخ ومسيرات على ايلات (ام الرشراش) المحتلة جنوبي فلسطين".

شاهد .. جماعة الحوثي تستأنف هجماتها الجوية

تفاصيل: الكيان يؤكد تعرضه لأوسع هجوم حوثي (فيديو)

تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

وتسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)

كما أعلنت، الاثنين (18 ديسمبر) شركة "إيفرجرين لاين" التايوانية "تعليق رحلات سفن الحاويات التابعة لها عبر البحر الأحمر حتى اشعار اخر، وتحويلها لتمر حول رأس الرجاء الصالح". لتنضم شركة الشحن العالمية "OOCL" ومقرها هونغ كونغ، التي اعلنت الاحد (17 ديسمبر) "التوقف عن شحن البضائع من وإلى الكيان الإسرائيلي فورا وحتى إشعار آخر".

شاهد .. شركة عالمية توقف الشحن من وإلى الكيان 

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه واي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الثالثة، الجمعة (8 ديسمبر)، بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "22600 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 54000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 500 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.