العربي نيوز - شبوة:
تعرضت الامارات لقصف جوي مباغت ومفاجئ، بالتزامن مع اعلانها ادانة المقاومة الفلسطينية وردها على الاعتداءات المتكررة من الكيان الصهيوني الاسرائيلي، بعملية "طوفان الاقصى" العسكرية المستمرة لليوم الخامس على التوالي.
وأكدت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة، أن معسكر مرة الذي يضم ضباطا من القوات الاماراتية والامريكية وجنسيات اخرى في محافظة شبوة، تعرض للمرة الثانية إلى قصف خلال اقل من 48 ساعة، دون أن يوقع الهجوم خسائر.
موضحة أن "معسكر مرة بضواحي مدينة عتق تعرض لقصف بقذيفتي هاون سقطتا بجانب المعسكر، رافقه تحليق طائرة مسيرة مجهولة الهوية، تم التعامل معها مباشرة واعتراضها بإطلاق عيارات مضاد ارضي للطيران (معدل23)".
جاء هذا الاستهداف ليل الاربعاء، بعد اقل من 24 ساعة، على استهداف مباشر للمعسكر بقصف صاروخي، وتحديدا "بصاروخي كاتيوشا سقطا في محيط المعسكر، دون أن يخلفا خسائر في الأرواح أو الماديات". حسب مصادر ميدانية.
ونقلت وسائل اعلام جنوبية موالية لـ "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، عن مصادر عسكرية في مدينة عتق بمحافظة شبوة، إن "عناصر تابعة لتنظيم القاعدة استهدفت بصاروخي كاتيوشا معسكر مرة الاستراتيجي بضواحي مدينة عتق".
متحدثة عن أن مليشيا الامارات المسماة "دفاع شبوة" (النخبة الشبوانية سابقا) باشرت مع مليشيا "الحزام الامني" في تنفيذ "حملة مشتركة لمنع حمل السلاح في عتق، بتوجيهات من المحافظ رئيس اللجنة الأمنية عوض بن الوزير العولقي".
وقالت إن المحافظ عوض العولقي، القيادي في الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي جناح الرئيس الاسبق علي عفاش "وجه باستمرار الحملة دون توقف حتى استكمال كامل أهدافها المنشودة" في اشارة الى تصفية معارضي "المجلس الانتقالي".
تزامن الاستهدافان المتتاليان لمعسكر مرة التابع لمليشيا "المجلس الانتقالي" الممولة من الامارات، مع اتهامات مكثفة من "الانتقالي" ومليشياته لقوات الجيش الوطني في مارب بـ "اسناد تنظيم القاعدة بالمال والسلاح والطائرات المسيرة" حد زعمها.
ورافق هذه الاتهامات حملة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي من سياسيي وناشطي "المجلس الانتقالي" تطالب بما سمته "فصل محور شبوة عن المنطقة العسكرية الثالثة في مارب"، بزعم "حماية الجنوب من تسلل الارهاب وهجماته".
يأتي هذا في ظل انفلات امني متنام في شبوة، تصاعدت معه الجرائم والاغتيالات والاشتباكات، منذ سيطرة مليشيا "المجلس الانتقالي" الممولة من الامارات على المحافظة، عقب الضغط على الرئيس هادي لاقالة المحافظ محمد بن عديو لمطالبته بمغادرة القوات الاماراتية من منشآة وميناء بلحاف.
تفاصيل: تدخل قبلي لمنع حمام دماء بشبوة
ويصر المجلس الانتقالي" التابع للامارات، على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة والممولة من الامارات على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوب البلاد، الخاضعة لسيطرتها منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي.
تسبب استمرار تمرد "الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية.
يشار إلى أن الامارات تبنت إنشاء "المجلس الانتقالي" منتصف 2017م وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.