الاثنين 2025/06/16 الساعة 09:30 م

رسميا .. مكونات حضرموت تسقط احلام

العربي نيوز - الرياض:

تمكن وفد قيادات المكونات السياسية والقبلية والمجتمعية والمدنية، المتواجد في العاصمة السعودية الرياض للتشاور بشأن مصير ووضع حضرموت في التسوية السياسية المقبلة، من اسقاط احلام "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، ومساعيه لضم حضرموت وإلحاقها بنفوذ سيطرته وما يسميه "الدولة الجنوبية الفيدرالية" التي يطمح إلى فرضها بقوة السلاح.

أكد هذا المهندس لطفي بن سعدون الصعيري، كاشفا في إعلان نشرته صحيفة "صوت حضرموت" تحت عنوان "الوفد الحضرمي المستقل بالرياض, يسقط أوهام سيطرة الإنتقالي على حضرموت!!"، عن تغير كبير حدث خلال الاسبوع الجاري باتجاه اقرار "رفض تبعية حضرموت لصنعاء ولعدن، واعتبار حضرموت عاصمة ثالثة ندية لكليهما". 

وقال الصعيري في بيان التغير: ""كانت الوفود اليمنية والجنوبية خلال الثمان سنوات الماضية وما قبلها، تقطع بآلاف المندوبين البراري والاجواء، جيئة وذهابا الى عاصمة القرار العربي والاسلامي والدولي في الرياض، لإجراء المشاورات والتفاهمات والاتفاقات برعاية المملكة، بين ممثلي الشمال والجنوب الداخلين ضمن مكونات الشرعية".

مضيفا: "وحينها لم نسمع اي جعجعة إعلامية واستنفار سياسي ضدها سواء من داخلها أو فيما بينها مثلما يحدث اليوم ضد الوفد الحضرمي المستقل، منذ ان وصل أرض الخير،.. ضج الاعلام الجنوبي والشمالي، وارتفع صوتهما الى عنان السماء، وامتلأت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بالقيل والقال والتحليلات وحملات التشويه".

وتابع قائلا: إن هذه الحملات حفلت بـ "الاكاذيب والتخوين وقلب الحقائق، وممارسة الديماغوجيا على أوسع نطاق، ضد الوفد الحضرمي المستقل ومناصريه،.. وكانت هذه الحملات تشتد يوما عن يوم في الأسبوعين الاولين". مستدركا: لكن "لاحظنا في الأسبوع الحالي تغيّرا كبيرا، في خطاب التعاطي مع مهام الوفد في المملكة".

المهندس لطفي الصعيري اوضح ملامح هذا التغير بقوله: إنه "وباستثناء الحوثي، فقد كان خطاب النخب والقيادات الشمالية السياسي والاعلامي طيلة الفترة الماضية، يتسم ببراجماتية القبول على مضض، بالوفد الحضرمي المستقل بالرياض وبالخطاب الحضرمي الجديد، ورؤيته السياسية المستقبلية للعلاقة مع عدن وصنعاء".

مضيفا: "خلافا للخطاب الذي يقوده الانتقالي، والذي اتسم خلال الأسبوعين الماضيين بالعداء الصريح للوفد، واتهامه بالخيانة وبالعمالة للزيود وللحوثي والإصلاح, وأنه يتكون فقط من الاصلاحيين ويتوجه بريموتهم، وليس من ذكر لاسم الحضارم المستقلين فيه، بل ووصفهم مهرجهم الكبير (احمد) بن بريك بالصراصير وأكياس الرز".

وتابع: "ولكن في الأسبوع الماضي انقلب خطابهم ضد الوفد الحضرمي، بمحاولة خفض التصعيد والتهديد والتخوين، والتعاطي معه بمرونه وتوجه آخر، يسعى لتطمين انصارهم بعدم خطورة تواجد الوفد الحضرمي المستقل بالرياض، وكذا تصوير مهمته بأنه لمجرد تحسين وضع حضرموت في الدولة الجنوبية، التي يبشرون بها انصارهم بقدومها".

ساردا من ملامح تغير خطاب "الانتقالي" ترويجه لزعم: "أن دور المملكة هو فقط تهجين مهمة الوفد الحضرمي والضغط عليه، للقبول بتبعية الجنوب، مع تحسين بعض شروط التبعية والإلحاق، بحسب ما وصفها في مقاله الأخير منظّرهم الكبير الاعلامي الإشتراكي خالد سلمان رئيس تحرير صحيفة الثوري، واعلاميين انتقاليين آخرين".

وخلص المهندس لطفي الصعيري للقول: "يتضح من خلال تبدّل الخطاب الاعلامي الإنتقالي ضد الوفد الحضرمي، وميله الى خفض التصعيد المباشر معه، ومحاولة التقليل من خطورته وإيهام مناصريهم بسيطرتهم على الموقف، يتضح من كل ذلك مقدار الرعب والخوف الذي دبّ في أوصال قيادات الإنتقالي، من تحركات الوفد الحضرمي".

مضيفا: "ووصول صوته بقوة الى المجتمع الاقليمي والدولي من خلال اللقاءات بسفراء الدول الكبرى والاتحاد الاوروبي، بتسهيلات ودعم قوي من الأشقاء في المملكة، ومحاولة بحث الانتقالي عن بدائل اخرى، أكثر نعومة ودهاء للالتفاف على هذا الصوت الحضرمي الصاعد وضرورة احتوائه، بتقديم بعض التنازلات الطفيفة، بدلا من التصادم معه".

وأردف: "ومن ثم فقد أي تقارب بين حضرموت والجنوب، وبالتالي سقوط مشروعهم للهيمنة الكاملة على حضرموت، وكذا سقوط مشروعهم أيضا للهيمنة على الجنوب". حسب تأكيده الذي تعززه تصريحات رئيس الوفد محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي وقيادات المكونات الحضرمية المستقلة والنيابيين والشورويين والتجمعات القبلية والنخب.

شاهد .. تغير كبير يسقط احلام "الانتقالي" بضم حضرموت

يأتي هذا عقب مضي قرابة شهر على وصول وفد حضرمي برئاسة محافظ حضرموت ومشاركة قيادات المكونات الحضرمية المستقلة والنيابية والشوروية والقبلية والنخب الاكاديمية والدينية والاعلامية والشخصيات والأعيان، وبدعوة من المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين سمو الأمير محمد بن سلمان.

وجاءت الدعوة السعودية لوفد المكونات الحضرمية، على إثر اعلانها في بيان صادر عن لقاء موسع عقد في مدينة سيئون، موقفها من تصعيد "المجلس الانتقالي" مساعيه لضم حضرموت إلى سيطرته بالقوة ونشر مليشياته واستعراض مدرعاتها الاماراتية في شوارع وأحياء المكلا، تحت غطاء "تأمين انعقاد الدورة السادسة لجمعيته العمومية". 
 
لكن حضرموت حسمت أمرها، واتخذت مخرجات المشاورات الجارية للمكونات الحضرمية في العاصمة السعودية منذ اسبوعين، قرارا حاسما، إثر تصعيد "المجلس الانتقالي" تحركاته لضم المحافظة واخضاعها لسيطرته ووصايته، بقوة السلاح ومليشياته. حسب ما جاء في اعلان لأمين عام أكبر المكونات السياسية والقبلية الحضرمية.

تفاصيل: حضرموت تحسم امرها وتتخذ هذا القرار (اعلان)

جاء قرار وفد المكونات الحضرمية في العاصمة السعودية الرياض، ردا حاسما على تصعيد خطير وتحركات كثيفة تسعى إلى تفجير الوضع عسكريا في المحافظة، التي ظلت طوال السنوات الثمان للحرب بمنأى عن تداعياتها العسكرية، بدأ تنفيذه "المجلس الانتقالي" ومليشياته ضمن تصعيده خطاب وتحركات فرض انفصال جنوب البلاد.

تفاصيل: اول مشاهد التصعيد الخطير في حضرموت (فيديو)

بالمقابل، تحدث سياسيون وعسكريون دوليون عن "مخاوف جدية" من اندلاع حرب اقليمية تجر الامارات اليها السعودية وسلطنة عمان وقد تقود إلى حرب دولية، بفعل دفع أبوظبي "المجلس الانتقالي " لفرض نفسه ومليشياته على المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية في حضرموت، وتلويح الاخيرة باللجوء لخيار المواجهة المسلحة مع "الانتقالي".

تفاصيل: نذر حرب اقليمية ودولية تنطلق من حضرموت

وتدعم الامارات منذ العام 2021م تمدد نفوذ "الانتقالي" ونشر مليشياته بحضرموت، عبر افتعاله مواجهات وتحريكه تظاهرات احتجاجية على تدهور الاوضاع وتردي الخدمات وارتفاع اسعار المشتقات النفطية، ودعواته لتشكيل قوات مسلحة حضرمية، وتنفيذ حملات دعائية واسعة لوضع احجار اساس وتدشين مشاريع خدمية تقدمه منقذا.

يُعد تصعيد "الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي لخطاب الانفصال في افتتاح "لقائه التشاوري"، وقبله كلمتيه بمناسبتي ذكرى تحرير عدن وعيد الفطر، "تحديا جديدا لعزم السعودية على انهاء تمرد الانتقالي واعاقته عمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة منذ انقلابه على الشرعية في 2019"، وتسببه في تدهور الاوضاع الادارية والخدمية والمعيشية.

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.