العربي نيوز - ابين:
نشر "المجلس الانتقالي" اعترافا ضمنيا بتورط مليشياته في محاولة تصفية مشايخ وقادة ابين العسكريين والامنيين بكمين غادر استهدفهم في منطقة الشيخ سالم بمحافظة ابين، مساء الاحد عند عودتهم من عدن إلى ابين للمشاركة في استقبال قائد المنطقة العسكرية الرابعة سابقا، اللواء الاسير فيصل رجب.
جاء هذا في تصريحات، عمَّدت وسائل اعلام "الانتقالي" وسياسيوه وناشطوه إلى نشرها والتقليل من اهمية الواقعة الخطيرة، بأنها "لم تسفر عن سقوط قتلى"، والترويج إلى أنها تأتي على خلفية ثأر قبلي بين قبيلة آل المراقشة وآل العوبان، احد القيادات التي كانت في موكب الشيخ القفيش والزاكمي المستهدف.
وقال رئيس تحرير "الجريدة بوست" التابعة لـ "المجلس الانتقالي" والممولة من الامارات، عادل المدوري، في تغريدة بمنصة التدوين المصغر "تويتر": إن "الاستهداف لموكب اللواء على الفقيش والقيادي لؤي الزامكي والعوبان على خلفية قضية ثأر، ولا دوافع سياسية وراءه، وأسفر عن اصابات دون سقوط قتلى".
زاعما في مخاطبته مَن سماهم "بعض المرجفين مًن يوجهون اصابع الاتهام لبعض الأطراف السياسية": إن "الأمور طيبة ولا يوجد قتلى فقط بعض جرحى إصاباتهم طفيفة، وتم احتواء الموقف وتحكيم من تم إطلاق عليهم الرصاص في الموكب من قبل مدير أمن محافظة أبين العميد ابومشعل الكازمي".
شاهد .. تبرير "الانتقالي" لمحاولة تصفية قادة ابين
وكشف عسكريون وامنيون عن هوية الجهة التي تقف وراء محاولة تصفية مشايخ وقيادات ابين العسكرية والامنية بكمين غادر وجبان استهدفهم الاحد، عند عودتهم من العاصمة المؤقتة عدن إلى ابين للمشاركة في استقبال قائد المنطقة العسكرية الرابعة سابقا، اللواء الاسير فيصل رجب، عقب اطلاق سراحه.
أوضح هذا السياسي الجنوبي البارز، ورئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن، عادل الحسني، نقلا عن مصادره، بقوله: إن "الوالد الشيخ علي القفيش ومعه العوبان والزامكي عند عودتهم من عدن للترتيب لاستقبال اللواء فيصل رجب فوجئوا بكمين من عربات إماراتية تتبع الانتقالي وضربتهم بوابل من الرصاص".
مضيفا في تصريح نشره على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر "تويتر": "ولا زال الوضع متوتر في منطقة الشيخ سالم في أبين". وأردف قائلا: "كنت أعلم أن خروج فيصل رجب الذي استثنوه من الكشوفات ضربة موجعة لهم لكن لم نكن نتوقع أن يصل بهم الحقد الى هذا الحد". حسب تأكيده.
شاهد .. كشف هوية جهة محاولة تصفية قادة ابين
وبدأ المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، الجمعة، التسويغ قبليا والتحشيد عسكريا، لمجازر واسعة، تعتزم مليشياته اقترافها في محافظة ابين، استكمالا لسيطرتها بالقوة على كامل مديرياتها تحت غطاء "مكافحة الارهاب"، حسب ما كشف رسميا الموقع الالكتروني الناطق باسم "المجلس الانتقالي".
تفاصيل: "الانتقالي" يستبق مجازر دامية بهذا التسويغ (تفاصيل)
ونقل موقع "المجلس الانتقالي" عن لقاء عقده رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي مع من سماهم "عددا من وجهاء محافظة أبين يتقدمهم اللواء علي محمد القفيش، والشيخ علي المجعلي، والعميد لؤي الزامكي"، أن مشايخ ووجهاء محافظة ابين طالبوا في الاجتماع بـ "استمرار عملية سهام الشرق".
زاعما أن مشايخ ابين "عبروا عن شكرهم وامتنانهم لكل الجهود التي يبذلها الرئيس الزُبيدي في سبيل تأمين محافظة أبين وإعادة الأمن والاستقرار إليها، وطالبوا بـ "استمرار عملية سهام الشرق لمكافحة التنظيمات الإرهابية في المحافظة، متعهدين بأن يكونوا يدا واحدة مع القوات المُسلحة الجنوبية".
شاهد .. "الانتقالي" يسوغ لمجازر واسعة في ابين
وبدا لافتا تعمد ان يحضر اللقاء اعضاء بهيئة رئاسة "الانتقالي"، وقائد القوات البرية الجنوبية اللواء علي البيشي، وقائد محور أبين العميد مختار النوبي، وقائد "ألوية العاصفة" العميد أوسان العنشلي، والعميد علي الشيبة، والعميد طيار ناصر السعدي، وسالم ثابت العولقي، ونزار هيثم، وخطاب القفيش.
شاهد .. الانتقالي يبدأ تحشيدا واسعا ضد ابين
يشي ترويج "الانتقالي" لهذه المطالبات المزعومة من جانب "مشايخ ابين"، عن نوايا واستعدادات يجريها لاحكام قبضته على كامل مديريات محافظة ابين بقوة السلاح، بعدما كانت حملته الجاري تنفيذها بغطاء "مكافحة الارهاب" اصطدمت مع مشايخ المحافظة وعدد من قيادات مليشياته ايضا.
وتسببت حملة مليشيا "الانتقالي" على ابين في مجازر عدة، اخرها اشتباكات واسعة اندلعت مطلع ابريل الجاري، بين مليشيا حملة سهام الشرق بقيادة ابو علي الشبواني، ومليشيا الحزام مدعومة بالقبائل، إثر مقتل قائد الاخيرة النقيب صدام الصالحي، جراء اعتراضه على اعتداءات مليشيا "سهام الشرق" بحق المواطنين.
تفاصيل: مصرع قيادي بالمليشيا ونجل مسؤول بضواحي العاصمة
ولفتت مصادر محلية وعسكرية متطابقة إلى أن هذه الاشتباكات، اتسع نطاقها لصالح القبائل من مفرق الحميمة إلى مثلث الفريض واقتربت من المدرسة وحاصرت مواقع مليشيا الشبواني، قبل ان يتدخل مدير امن ابين ابو مشعل الكازمي بقوة وقائد مليشيا حزام "الانتقالي" في ابين، ويجبرا الشبواني على تسليم نفسه.
تفاصيل: القبائل تجبر قياديا بالمليشيا على تسليم نفسه
وأسفرت الاشتباكات التي زعمت مليشيا "سهام الشرق" انها "مواجهات مع انقلاب بقيادة الصالحي والقاعدة"، عن مقتل قائد مليشيا حزام المجلس الانتقالي، في مديرية مودية صدام حسين الصالحي، ونجل شقيق مدير عام المديرية وعبدالله جمال عبدالله أبراهيم الصالحي، مصرعهم، وجرح أخرين من قبيلة آل الصالحي وجنود.
جاءت هذه الاشتباكات الاخيرة في ابين، عقب يومين على مصرع ثلاثة من منتسبي مليشيا "الدعم والاسناد" التابعة للمجلس الانتقالي في هجوم مسلح مباغت جديد تعرضت له، ردا على اعتداءاتها المستمرة على المواطنين، وتسبب في ارباكها وايقاع خسائر فادحة في صفوفها.
تفاصيل: مصرع قيادات بالمليشيا على مشارف العاصمة
وكان بين ابرز اعتداءات مليشيا "الانتقالي" على اهالي ابين، اعدام المواطن كمال بن سبعة في مدينة جعار والتمثيل بجثته عبر سحله امام الملأ في شوارع المدينة، وسبقه قتل عناصر نقطة تفتيش للمليشيا في مديرية مودية، على مواطن وإصابة اخر لأنهما لم يلقيا التحية.
تفاصيل: المليشيا تقتل شابين بهذا المبرر التافه (تفاصيل)
تزامنت هاتان الجريمتان لمليشيا "الانتقالي" مع تصاعد الاحتقان الشعبي والتوتر في محافظة ابين، جراء سلسلة من الاعتداءات شهدتها المحافظة خلال الاشهر الماضية، وأسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين في صفوف مليشيا "المجلس الانتقالي"، اخرهم قائد كتيبة.
تفاصيل: مصرع قائد بالمليشيا على مشارف العاصمة (اسم)
شملت اعتداءات حملة مليشيا الانتقالي المستمرة منذ ثمانية أشهر، اختطافات واعدامات ميدانية بغطاء "مكافحة الإرهاب"، وكان أبرزها مداهمة قرية البقيرة بمديرية مودية وقتلها ٤ مواطنين، ما اخرج نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سابقا اللواء احمد الميسري عن صمته.
تفاصيل: اللواء الميسري يعلن الحرب على "الانتقالي" (فيديو)
وتنفذ مليشيا "الانتقالي" منذ أغسطس الماضي حملة سمتها "سهام الشرق" وقالت إنها لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة لكنها لم تعلن ضبط أو محاكمة أي منهم، ما يؤكد أن الهدف من حملتها هو اسقاط مديريات المحافظة تحت سيطرتها، ضمن سعيها لفرض انفصال جنوب البلاد.
واعترف "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بارتكاب فصائل مليشياته انتهاكات واعتداءات عدة بحق المواطنين في مديريات محافظة ابين. وأقر بفشل "لغة السلاح"، وخطأ تجاهل مشايخ ووجهاء المحافظة، الذي اعترف بما سماه "ضرورة الجلوس معهم والاخذ برأيهم".
تفاصيل: "الانتقالي" يعترف بانتهاكات مليشياته في ابين (فيديو)
يشار إلى أن محافظة ابين تشكو انفلاتا امنيا وتهميشا متعمدا من الخدمات وإقصاء منظما من الوظائف والمواقع القيادية السياسية والإدارية والامنية والعسكرية، يُنفذه "المجلس الانتقالي" بدوافع مناطقية وثارات سياسية لصراع قيادات جنوب البلاد، بين ما عُرف بجناح "الزمرة" ويمثل قيادات ابين وشبوة، وجناح "الطغمة" ويمثل قيادات الضالع ولحج (يافع وردفان) وحضرموت.
