الأحد 2024/05/19 الساعة 09:53 ص

العربي نيوز - ابين:

اعترف "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بارتكاب فصائل مليشياته انتهاكات واعتداءات عدة بحق المواطنين في مديريات محافظة ابين. وأقر بفشل "لغة السلاح"، وخطأ تجاهل مشايخ ووجهاء المحافظة، الذي اعترف بما سماه "ضرورة الجلوس معهم والاخذ برأيهم".

جاء هذا في تصريح مصور لرئيس "المجلس الانتقالي" في محافظة شبوة، العميد/علي أحمد الجبواني، خلال استضافته في برنامج "المشهد الجنوبي" على قناة عدن المستقلة. مقرا بجانب من اخطاء ما يسمى عملية #سهام_الشرق، بحق المواطنين تحت غطاء مكافحة الارهاب.

وقال علي الجبواني: كان رد القبائل في محافظة ابين كان ردا قويا يؤيد سهام الشرق وتخلى عن كل من يقف ضد الجيش الجنوبي، وكان يفترض ان تدعم هذه الشخصيات في محافظة ابين او مناطق دثينة، ونحترم رأيهم ونجلس معهم وأيضا نطلب رأيهم ايش الصح وايش الخطأ".

مضيفا في الاقرار بعواقب تسليط "المجلس الانتقالي" مليشياته ضد المواطنين في محافظة ابين واستخدام العنف والقسر ضدهم لاخضاع المحافظة تحت سيطرتها: "كان يفترض نطلب رأيهم ايش الصح وايش الخطا، مش عيب . لا ابدا. بالعقل مش السلاح يعني كلها عمل مسلح".

وعلق الناشط علي النسي على تسجيل هذا الاعتراف بتغريدة على منصة "تويتر" قائلا: "لو اخذت قيادة #الانتقالي برأيه في كيفية ادارة علميه #سهام_الشرق لما وصلنا لما يحدث اليوم في #مودية. فالجبواني واحد من خيرة القيادات العسكريه من ابناء #شبوة #ابين وأكثر علما بكيفية التعامل".

شاهد .. "الانتقالي" يعترف باعتداءات مليشياته في ابين

وكشف مسؤول امني بارز في وزارة الداخلية وقيادي في السلطة المحلية سابقا، الشيخ أحمد علي محمد القفيش، عن دور سعودي في تصاعد التوتر بمديريات محافظة ابين، وحملها المسؤولية عن الاشتباكات العنيفة التي شهدتها الاثنين وخلفت قتلى وجرحى، مؤكدا أنه "لن يحكم ابين الا أبطالها ورجالها".

تفاصيل: مسؤول امني يكشف دور السعودية بأحداث ابين (وثيقة)

واندلعت اشتباكات عنيفة، الاثنين في منطقة الفريض شرقي مديرية مودية بمحافظة ابين، بين مليشيا حملة سهام الشرق بقيادة ابو علي الشبواني، ومليشيا الحزام مدعومة بالقبائل، إثر مقتل قائد الاخيرة النقيب صدام الصالحي، جراء رفضه واعتراضه على اعتداءات مليشيا سهام الشرق بحق المواطنين.

تفاصيل: مصرع قيادي بالمليشيا ونجل مسؤول بضواحي العاصمة

ولفتت مصادر محلية وعسكرية متطابقة إلى أن الاشتباكات في مديرية مودية، استمرت حتى ليل الاثنين واتسع نطاقها لصالح القبائل من مفرق الحميمة إلى مثلث الفريض واقتربت من المدرسة وحاصرت مواقع مليشيا الشبواني، قبل ان يصل مدير امن ابين ابو مشعل الكازمي بقوة ويجبر الشبواني على تسليم نفسه.

تفاصيل: القبائل تجبر قياديا بالمليشيا على تسليم نفسه

وأسفرت الاشتباكات التي زعمت مليشيا "سهام الشرق" انها "مواجهات مع انقلاب بقيادة الصالحي والقاعدة"، عن مقتل قائد مليشيا حزام المجلس الانتقالي، في مديرية مودية صدام حسين الصالحي، ونجل شقيق مدير عام المديرية وعبدالله جمال عبدالله أبراهيم الصالحي، مصرعهم، وجرح أخرين من قبيلة آل الصالحي وجنود.

تأتي الاشتباكات عقب يومين على مصرع ثلاثة من منتسبي مليشيا "الدعم والاسناد" التابعة للمجلس الانتقالي في هجوم مسلح مباغت جديد تعرضت له مساء السبت، ردا على اعتداءاتها المستمرة على المواطنين، وتسبب في ارباكها وايقاع خسائر فادحة في صفوفها.

تفاصيل: مصرع قيادات بالمليشيا على مشارف العاصمة

وجاء الهجوم الجديد على مليشيا "المجلس الانتقالي" في محافظة ابين، عقب يوم على اطلاق عناصر نقطة تفتيش للمليشيا في مديرية مودية، النار على مواطنين اثنين وقتل احدهم واصابة الاخر بإصابات بالغة، لمجرد انهما لم يلقيا التحية عليهم، حسب مصادر محلية.

تفاصيل: المليشيا تقتل شابين بهذا المبرر التافه (تفاصيل)

 تزامنت جريمة مليشيا "الانتقالي" الجديدة بحق المواطنين، مع تصاعد الاحتقان الشعبي والتوتر في محافظة ابين، جراء سلسلة من الاعتداءات شهدتها المحافظة خلال الاشهر الماضية، وأسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين في صفوف مليشيا "المجلس الانتقالي".

شملت اعتداءات حملة مليشيا الانتقالي المستمرة منذ ثمانية أشهر، اختطافات واعدامات ميدانية بغطاء "مكافحة الإرهاب"، وكان أبرزها مداهمة قرية البقيرة بمديرية مودية وقتلها ٤ مواطنين، ما اخرج نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سابقا اللواء احمد الميسري عن صمته.

تفاصيل: اللواء الميسري يعلن الحرب على "الانتقالي" (فيديو)

وتنفذ مليشيا "الانتقالي" منذ أغسطس الماضي حملة سمتها "سهام الشرق" وقالت إنها لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة لكنها لم تعلن ضبط أو محاكمة أي منهم، ما يؤكد أن الهدف من حملتها هو اسقاط مديريات المحافظة تحت سيطرتها، ضمن سعيها لفرض انفصال جنوب البلاد.

يشار إلى أن محافظة ابين تشكو انفلاتا امنيا وتهميشا متعمدا من الخدمات وإقصاء منظما من الوظائف والمواقع القيادية السياسية والإدارية والامنية والعسكرية، يُنفذه "المجلس الانتقالي" بدوافع مناطقية وثارات سياسية لصراع قيادات جنوب البلاد، بين ما عُرف بجناح "الزمرة" ويمثل قيادات ابين وشبوة، وجناح "الطغمة" ويمثل قيادات الضالع ولحج (يافع وردفان) وحضرموت.