الجمعة 2024/05/10 الساعة 02:20 ص

مطار عدن يستقبل العليمي بهذه المفاجأة الصادمة (صور)

العربي نيوز - عدن:

شهد مطار عدن الدولي، ليل الاربعاء، حدثا مفاجئا وصادما، لجميع اليمنيين، لدى وصول رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، إلى المطار، منهيا اقامته المطولة في العاصمة السعودية الرياض، والسابقة للمشاورات الموسعة بين اعضاء مجلس القيادة الرئاسي برعاية قيادة المملكة العربية السعودية.

وفاجأت قوات ما يسمى "العاصفة الجنوبية" الجميع بانتشارها في مطار عدن واستقبالها الرئيس العليمي لدى عودته من العاصمة السعودية الرياض، ليل الاربعاء، ويظهر في زيها علم الانفصال التشطيري، لما كان يعرف "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، والتي ينادي "المجلس الانتقالي" بإعادتها ويرفع علمها.

أثارت صور استقبال احدى فصائل مليشيا "المجلس الانتقالي" لرئيس مجلس القيادة الرئاسي للجمهورية اليمنية بعلم انفصالي، موجة استياء واسعة بين اوساط اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصا مع مشهد تبادل الابتسامة العريضة بين الرئيس العليمي وقائد هذه المليشيات عند سلم الطائرة السعودية التي اقلته.

واعتبر سياسيون ومراقبون للشأن اليمني "ما حدث في مطار عدن الدولي حدثا سيئا ينطوي على نذير شر لجميع اليمنيين". مؤكدين أن اصرار "المجلس الانتقالي" على "الاحتفاظ بمليشياته ورفضه تنفيذ اتفاق الرياض وملحقاته وما يخص دمج جميع التشكيلات العسكرية في قوام الجيش والامن، يؤكد سعيه لفرض انفصال جنوب البلاد".

من جانبه، أدلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بتصريح لوكالة الانباء الحكومية (سبأ) فور وصوله عدن، أعرب فيه باسمه واعضاء المجلس عن "خالص تهانيه لابناء الشعب في الداخل والخارج بمناسبة الخواتم الرمضانية، وقرب حلول عيد الفطر السعيد، وذكرى النصر وتحرير العاصمة المؤقتة عدن في 2015م".

ونقلت وكالة الانباء الحكومية عن العليمي ثناءه على "دور ابطال المقاومة والقوات المسلحة، والاشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة في "تحرير عدن من مليشيا الحوثي" دون أن يذكر قوات الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح المشاركة في الهجوم على عدن ومحافظات الجنوب مطلع العام 2015م.

مشيدا بـ "دور المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة صناعة تلك الملحمة التاريخية، ومبادراتهم المستمرة لاعادة اعمار المدينة، فضلا عن تدخلاتهم الانسانية والانمائية في عموم البلاد". حسب ما نقلته الوكالة، دون أي تفاصيل عن نتائج المشاورات الموسعة التي استمرت لأسابيع في العاصمة السعودية الرياض.

اكتفت وكالة "سبأ" الحكومية بالاشارة إلى أن رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي "عقدوا خلال الاسابيع الماضية سلسلة اجتماعات تشاورية، ولقاءات هامة مع الاشقاء في المملكة العربية السعودية، والشركاء الاقليميين والدوليين حول مستجدات الوضع المحلي، والجهود الرامية لاحلال السلام والاستقرار في اليمن". حسب تعبيرها.

وفي وقت سابق، كلف مجلس القيادة الرئاسي اعضاءه الجنوبيين بإعداد رؤية بشأن القضية الجنوبية ومعالجتها، وأقر وضع اطار خاص لها، ضمن مفاوضات السلام الشامل المرتقبة ومراحل العملية السياسية الواسعة المنبثقة عنها، بمشاركة مختلف الاطراف اليمنية، بما فيهم جماعة الحوثي، دون اعلان أي تفاصيل أخرى حتى اليوم.

ترافقت عودة الرئيس العليمي إلى عدن مع عودة عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، في رحلة مستقلة، بينما بقي عدد من اعضاء المجلس الرئاسي في الرياض، وغادر طارق عفاش الى ابوظبي لعقد اجتماع موسع وغير مسبوق مع اسرة الرئيس الاسبق، بقصر احمد علي عفاش.

وحسم أفراد اسرة عفاش، المقيمين في سلطنة عمان والامارات والرياض والمخا، في اجتماع موسع وغير مسبوق ضم الابناء وابناء الاعمام والاصهار وابناءهم، في قصر اقامة احمد علي عفاش، في ابوظبي، ترتيبات مشاركتها في عملية السلام المرتقبة ووضعها في التسوية وفق مسودة "خطة السلام الشامل في اليمن" التي تتبناها السعودية.

أكدت هذا مصادر سياسية في الامارات، ان "الاجتماع حمل في ظاهره الاحتفاء بإطلاق سراح عفاش نجل طارق وشقيقه محمد ضمن اتفاق جنيف لتبادل الاسرى بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي، لكنه في الحقيقة انعقد لتدارس الخطوات العملية بشأن ترتيب اوضاع افراد الاسرة في منظومة السلطة بالمرحلة القادمة".

موضحة أن "التحالف وبدفع اماراتي ماضٍ في توجهه الذي بدأه قبل عامين وشمل اسقاط الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، واستهداف الجيش الوطني وقياداته وسحب قواته من جنوب البلاد واستبدالها بقوات درع الوطن والعمالقة، ونشر قوات طارق بالمحافظات المحررة شمالا، باتجاه اعادة النظام السابق وتمكين رموزه".

تفاصيل: اسرة صالح تحسم وضعها في اتفاق السلام (تفاصيل)

يشار إلى أن هذه التوجهات المبكرة للتحالف، أكدتها خطواته المتلاحقة، بدءا من تمويل انشاء وتسليح قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ولطارق عفاش، ومرورا باسقاط الشرعية ممثلة بهادي ونائبه، والانقلاب على ثورة الشباب والغاء الاحتفاء بذكراها، ووصولا إلى المصالحة السعودية مع الحوثيين.
 

مطار عدن يستقبل العليمي بهذه المفاجأة الصادمة (صور)