الجمعة 2024/05/10 الساعة 04:35 م

اسرة صالح تحسم وضعها في اتفاق السلام (تفاصيل)

العربي نيوز - ابوظبي:

حسمت اسرة الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، المقيمين في سلطنة عمان والامارات والرياض والمخا، في اجتماع موسع وغير مسبوق ضم الابناء وابناء الاعمام والاصهار وابناءهم، في قصر اقامة احمد علي عفاش، في ابوظبي، ترتيبات مشاركتها في عملية السلام المرتقبة وفق مسودة "خطة السلام الشامل في اليمن" التي تتبناها السعودية.

وأفادت مصادر سياسية في الامارات، ان "الاجتماع حمل في ظاهره الاحتفاء بإطلاق سراح عفاش نجل طارق وشقيقه محمد ضمن اتفاق جنيف لتبادل الاسرى بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي، لكنه في الحقيقة انعقد لتدارس الخطوات العملية بشأن ترتيب اوضاع افراد الاسرة في منظومة السلطة بالمرحلة القادمة".

موضحة أن "التحالف وبدفع اماراتي ماضٍ في توجهه الذي بدأه قبل عامين وشمل اسقاط الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، واستهداف الجيش الوطني وقياداته وسحب قواته من جنوب البلاد واستبدالها بقوات درع الوطن والعمالقة، ونشر قوات طارق بالمحافظات المحررة شمالا".

ساردة في هذا السياق "عمليات الاقصاء والاقالات وكذا الاغتيالات لقيادات الجيش، في الجوف ومارب وتعز، بالتوازي مع توغل لنشاط فروع مكتب قوات طارق، واحياء مؤسسة الصالح لأغراض دعائية سياسية، اخرها مساعدات لثلاثة آلاف اسرة بالاشتراك مع بنك الامل والوحدة التنفيذية للنازحين".

وكشفت المصادر السياسية المتطابقة عن تفاصيل غير معلنة عن ملفات ومجريات المشاورات الجارية بالعاصمة السعودية الرياض، بين رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، وقالت: إنها "تشمل ترتيبات تصب في تمكين نظام الرئيس الاسبق علي عفاش واستكمال اعادته إلى واجهة المشهد والشرعية".

منوهة إلى أن "الدكتور رشاد العليمي قيادي بارز في المؤتمر الشعبي جناح علي عفاش، ولم يكن اختياره رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، من قبيل المصادفة، بل اختيارا دقيقا يراعي صفته القيادية في المؤتمر الشعبي وعلاقاته بالسعودية والولايات المتحدة، وبهدف الاشراف على اعادة النظام السابق".

ولفتت المصادر السياسية ذاتها إلى أن "التحالف يتبنى انهاء الحرب في اليمن وفق تسوية تطرح تقسيم اليمن إلى دولتين او ثلاث شمالية وجنوبية وشرقية، تأخذ مبدئيا شكل اقاليم اتحادية، وتسليم مؤتمر عفاش وجماعة الحوثي شمال البلاد وشرقها (مارب وحضرموت) والانتقالي والحراك الجنوبي جنوب البلاد".

مشيرة إلى أن "زيارة رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي، قبل ايام، للرئيس هادي في مقر اقامته الاجبارية في الرياض، تأتي في سياق اضفاء طابع شرعي على هذه الترتيبات الجاري تنسيقها في مشاورات الرياض الموسعة، التي يشرف عليها مباشرة وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان".

وحسب المصادر السياسية، فإن "التحالف بقيادة السعودية والامارات يسعى الان إلى حسم الامر مع جماعة الحوثي، وتقديم تنازلات متنوعة في مقابل الموافقة على تسوية سياسية تضمن ترتيب السلطة في البلاد، وفق شراكة بين المؤتمر الشعبي بقيادة احمد علي وطارق والحوثيين والانتقالي الجنوبي".

منوهة إلى ان "الخطوة التالية المرتقبة من جانب التحالف عقب التوصل إلى اتفاق، ستكون رفع العقوبات الدولية المفروضة على الرئيس الاسبق علي عفاش ونجله احمد علي، والمتضمنة منع السفر وتجميد الارصدة البنكية (الاموال المنهوبة) وتقييد النشاط السياسي، لتتويج إعادة النظام السابق".

وبدت مقدمات هذا التوجه للتحالف، مؤخرا، من خلال تبنيه حملات اعلامية ودعائية واسعة، تسوق لطارق عفاش ومكتب قواته عبر ترتيب زيارات وتمويل وضع احجار اساس لمشاريع في تعز ومديريات الساحل الغربي المحررة، وتصويره "القائد الوطني ورجل الدولة المخلص والمنقذ" لليمن واليمنيين.

يشار إلى أن هذه التوجهات المبكرة للتحالف، أكدتها خطواته المتلاحقة، بدءا من تمويل انشاء وتسليح قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ولطارق عفاش، ومرورا باسقاط الشرعية ممثلة بهادي ونائبه، والانقلاب على ثورة الشباب والغاء الاحتفاء بذكراها، ووصولا إلى المصالحة السعودية مع الحوثيين.
 

اسرة صالح تحسم وضعها في اتفاق السلام (تفاصيل)