العربي نيوز - صنعاء:
كشف مسؤولون في العاصمة صنعاء عن "تفاهمات بناءة ومخرجات ايجابية" لمباحثات جماعة الحوثي والمملكة العربية السعودية، التي دارت على مدى ستة ايام، بين قيادة الجماعة والوفد السعودي برئاسة سفير المملكة محمد آل جابر وحضور وفد الوساطة العمانية بين الجانبين، ومفاوضاتهما غير المباشرة على مدار الاشهر الماضية، في العاصمة العُمانية مسقط.
وأعلن عضو ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطات الحوثيين في صنعاء، القيادي البارز محمد علي الحوثي، عن هذه المخرجات "الايجابية" في تصريح مقتضب نشره على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، قبل ساعتين، قائلا: "أجواء ايجابية و موعد لجولة اخرى". مؤكدا مغادرة الوفدين السعودي والعماني للعاصمة صنعاء.
شاهد .. الحوثيون يؤكدون "ايجابية" مخرجات مباحثاتهم والسعودية
معيدا نشر تغريدة سابقة له في 16 ديسمبر 2018م، جاء فيها: "وأمام كل نداء لإيقاف الحرب كنا مرحبين، بل ذهبنا لأبعد من ذلك بإعلان مبادرات متعددة وكان منها التوقف من طرف واحد، وكل ما ذهبنا إليه في ذلك وما قدم من أجل السلام كان ولازال عن قناعة بأن ثمرة أي حرب ليست إلا الدمار، وأن مصيرها - مهما طالت - الحوار في النهاية".
شاهد .. الحوثيون يؤكدون الوصول للنتائج المتوقعة
من جانبه، اعلن عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، والمعين منها نائبا لرئيس مجلس الشورى في صنعاء ومحافظا لمحافظة ذمار، القيادي محمد ناصر البخيتي عن سير مباحثات صنعاء مع السعودية "بشكل جيد"، متوقعا "اعلان اتفاق تاريخي" يصدر من صنعاء. اعتبره "سيكون بمثابة ميلاد ربيع عربي جديد للتصالح والتسامح". حسب وصفه.
وقال القيادي البخيتي في تغريدة على منصة "تويتر" منتصف ليل الجمعة: "المفاوضات في صنعاء تجري بشكل جيد، ولكي نتجاوز الماضي علينا أن ننظر إلى المستقبل، ولكن علينا أولا إنهاء كل تبعات الماضي ولا داعي لتأخيرها". مضيفا في تسريب الاطار العام للنتائج: "الإعلان عن اتفاق صنعاء التاريخي سيكون بمثابة ميلاد ربيع عربي جديد للتصالح والتسامح".
شاهد .. الحوثيون يكشفون عن اتفاق تاريخي وشيك مع السعودية
من جهته، أعلن المؤتمر الشعبي العام، جناح الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، المتحالف مع جماعة الحوثي في الانقلاب وسلطاته، أن المباحثات مع الوفدين السعودي والعماني في صنعاء توصلت إلى "تفاهمات ونتائج بناءة".
ونقل موقع "المؤتمر نت" عن مصدر مسؤول بالمؤتمر الشعبي، الذي يرأس قيادته في الداخل صادق امين ابو راس، تأكيده: اطلاع المؤتمر الشعبي على ما تم التوصل اليه "ومباركته ما تم التوصل إليه من تفاهمات ونتائج بناءة".
مضيفا: إن المصدر المسؤول نفسه "عبَّر عن أمله في حل كل الخلافات حول القضايا التي لم يتم التوصل إلى حل بشأنها في أقرب فرصة ممكنة، .. وأمله بأن يتم إطلاق بقية الأسرى بشكل كامل وفقاً لمبدأ الكل مقابل الكل".
وتابع: "وأكد المصدر أن المؤتمر يبارك ويؤيد كل الخطوات والجهود التي من شأنها الإسهام في بناء الثقة وتوفير الأرضية الملائمة التي تؤدي إلى إيقاف العدوان وإنهاء الحصار عن اليمن بشكل كامل وجبر الضرر لجميع من تضرر من الحرب، وتهيئة الظروف لإجراء مشاورات بين كل القوى اليمنية.
شاهد .. مؤتمر عفاش بصنعاء يبارك نتائج المباحثات مع السعودية
وأكدت مصادر ملاحية في مطار صنعاء الدولي، ليل الجمعة، أن "الوفد السعودي غادر العاصمة صنعاء برئاسة سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد علي الحوثي، على متن طائرة سعودية خاصة". دون الاشارة إلى مغادرة وفد البلاط السلطاني العماني الوسيط بين الجانبين، والذي كان وصل العاصمة صنعاء السبت، قبيل وصول الوفد السعودي بساعات.
من جانبها، تحدثت مصادر سياسية وإعلامية، نقلا عن دبلوماسيين، بينها رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" الناشط الاعلامي والسياسي البارز، فتحي بن لزرق، عن أن الوفد السعودية العماني غادر مطار صنعاء الدولي، انهى جولة محادثات أولى مع الحوثيين "عقب الاتفاق على كافة القضايا السياسية التي كانت محل خلاف" تمهيدا للتوقيع على اتفاق سلام في اليمن.
شاهد .. تسريبات اتفاق الحوثيين والسعودية على كل الملفات
وأشارت مصادر سياسية مقربة من جماعة الحوثي إلى أنّ "المفاوضات دارت حول الجداول الزمنية للاتفاق، وما يخص فتح المطارات والموانئ والمنافذ والطرقات، وطرق دفع رواتب جميع موظفي الدولة، والمشاورات الداخلية بين الأطراف اليمنية (الحوثيين والحكومة الشرعية)، بالإضافة إلى ملفات ما بعد الانتهاء من الحرب، وتعويضات الحرب واعادة الاعمار".
الى ذلك، انفردت فرنسا، الخميس، بنشر تسريب كبير لمجريات مباحثات صنعاء الجارية بين وفد دبلوماسي سعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد ال جابر وجماعة الحوثي بحضور وفد الوساطة العمانية من البلاط السلطاني العُماني، لليوم الرابع على التواصل، بشأن مسودة اتفاق "خطة سلام شاملة في اليمن". كاشفة عن "احراز مباحثات صنعاء تقدما كبيرا".
وقالت قناة "فرانس 24" نقلا عن مسؤولين يمنيين - لم تسمهم - إن سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، التقى خلال زيارته المتواصلة للعاصمة صنعاء، زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي. من دون أن توضح ما إذا كان اللقاء مباشرا أم عبر اتصال مرئي بواسطة دوائر تلفزيونية والانترنت.
تفاصيل: فرنسا تنفرد بهذا التسريب لنتائج مباحثات صنعاء
في السياق، كشفت الحكومة اليمنية المعترف بها، الأربعاء، في اول تعليق لها، على لسان مصدر حكومي رفيع، أن المفاوضات التي يجريها الوفدان السعودي والعماني في العاصمة اليمنية صنعاء مع جماعة الحوثي "أحرزت تقدما ملموسا بعد تجاوز إشكاليات البداية". حسب ما نقلت وكالة انباء دولية.
ونقلت وكالة الأناضول للانباء، عن "مصدر حكومي رفيع المستوى"، قالت انه فضل عدم ذكر اسمه لكونه غير مخول بالحديث بهذا الخصوص؛ قوله: إن "مفاوضات الوفدين السعودي والعماني في العاصمة صنعاء شهدت تقدما ملموسا في الساعات الأخيرة، بعد الإشكاليات التي حدثت في بداية المفاوضات".
مشيرة إلى أنه "تم تدارك تلك الاشكاليات بجهود الاشقاء في سلطنة عمان وبضغط من إيران"، في اشارة إلى اعلان جماعة الحوثي عبر وسائل إعلامها وفي مقدمها قناة "المسيرة"، اشتراط "اقرار السعودية بأنها طرف في الحرب لا وسيط" كما اعلن سفير السعودية محمد آل جابر، في اول بيان عن زيارته صنعاء.
وأفاد المصدر الحكومي الرفيع في تصريحه لوكالة الاناضول، بأن "الحديث عن تسوية في الملف اليمني بات ممكنا خصوصا بعد التفاهمات الأخيرة (السعودية الإيرانية)، والتي نتمنى أن تساهم في إزاحة غمة الحرب وإحلال السلام واستعادة النشاطات التجارية والاقتصادية وتحديدا عمليات تصدير وإنتاج النفط".
يأتي هذا التصريح، معززا لما كشفه مصدر سياسي يمني، لقناة "يمن شباب" الاربعاء، بقوله: "هناك تقدما ملموسا في مشاورات وفدي الرياض ومسقط مع الحوثيين"، مضيفا أن "الوفدين ما يزالان في صنعاء، ولم يبق سوى لمسات أخيرة حتى يتم الإعلان عن اتفاق شامل"، دون أن يذكر أي تفاصيل اضافية.
وأكد السفير السعودي، محمد آل جابر، الثلاثاء، استمرار مباحثاته التي يجريها مع قيادة جماعة الحوثي برفقة وفد الوساطة العمانية بين الجانبين في العاصمة صنعاء، نافيا انباء مغادرته والوفد المرافق له صنعاء، رغم انتقاد جماعة الحوثي لما جاء في أول بيان له منذ وصوله صنعاء مساء الاحد، ووصفه المملكة وسيطا للسلام.
تفاصيل: اعلان سعودي من القصر الجمهوري بصنعاء (وثيقة)
بالمقابل، انتقدت جماعة الحوثي السفير السعودي محمد آل جابر، في ضيافتها، عقب اصداره اول بيان له منذ وصوله إلى العاصمة صنعاء مساء الاحد، برفقة وفد الوساطة العمانية بين الجانبين ولقائهما قيادة الجماعة في القصر الجمهوري، رافضة توصيف زيارته بالوساطة، ومشددة على مباحثات ندية بوصف السعودية طرفا في الحرب لا وسيطا.
تفاصيل: الحوثيون ينتقدون بيان السفير السعودي من صنعاء
وتصدر للرد باسم جماعة الحوثي، ما يسمى "نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والامن" بحكومة الحوثيين ونائب رئيس الوفد المفاوض، جلال الرويشان في تصريح بثته قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين: إن "الوساطة العمانية واضحة في طريق السلام ويشكرون عليها، ومن الغريب أن يتقمص الوفد السعودي دور الوسيط". حسب تعبيره.
مضيفا بشأن مصير المحادثات الجارية بين الوفدين السعودي والعماني وجماعته: إن "شروط صنعاء للسلام واضحة ولا تحتاج لحوارات مكوكية وهي تتلخص في حقوق عادلة ومشروعة وهي استحقاقات إنسانية". وأردف: إن "الحل السياسي في اليمن يخص اليمنيين وحدهم"، في اشارة إلى مطالبة الجماعة بإنهاء تدخل السعودية في اليمن.
وتضع جماعة الحوثي اشتراطات لتجديد الهدنة المنتهية في الثاني من اكتوبر الماضي، يتصدرها "دفع رواتب موظفين الدولة في عموم البلاد من ايرادات النفط والغاز، وفتح المطارات والموانئ والمنافذ والطرقات واطلاق الاسرى، ووقف العدوان (الحرب)، وخروج القوات الاجنبية من اليمن، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن".
شاهد .. الحوثيون يعلنون شروطهم للسلام مع السعودية
ووصل وفد سعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر برفقة وفد البلاط السلطاني العُماني الوسيط إلى العاصمة صنعاء، مساء السبت، في زيارة هي الثالثة، وبدأا اولى جلسات مباحثات في القصر الجمهوري مع قيادة جماعة الحوثي بشأن الصيغة النهائية لاتفاق انهاء الحرب وخطة إحلال السلام في اليمن.
شاهد .. قيادة جماعة الحوثي تستقبل وفدي السعودية وعُماني
يأتي هذا بعدما سلم وزير الدفاع السعودي، الامير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، لدى لقائه واعضاء المجلس، رسميا، فجر الخميس، مسودة الاتفاق التي افضت إليها المفاوضات السعودية غير المباشرة مع جماعة الحوثي في مسقط لإنهاء الحرب وإحلال السلام.
وكشفت صحف عربية ودولية بينها صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، عن تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، وصفتها بـ "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.
تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.