العربي نيوز:
تكشفت ملابسات وفاة، مجاهد الشعبي، الموقوف مع اخرين في سجن الامن السياسي بمدينة تعز، بتهمة المشاركة في اغتيال المقدم عبدالله النقيب، مدير أمن مديرية التعزية، في أغسطس الماضي (2025م)، وعلاقة طارق عفاش وشقيقه عمار عفاش بالواقعة ومساعيهما المستمرة لأسقاط تعز.
كشفت هذا مصادر امنية متطابقة في إدارة أمن تعز، أفادت بأن "مجاهد الشعبي تم إيقافه مع آخرين داخل سجن الأمن السياسي، بتهمة المشاركة في اغتيال المقدم عبدالله النقيب، مدير أمن مديرية التعزية، في أغسطس الماضي". وأوضحت أن "الجميع تفاجأ بوفاته في زنزانته".
وأكدت المصادر المتطابقة في إدارة أمن تعز، أن "الشعبي أقدم على الانتحار داخل زنزانته بواسطة لف قميصه حول عنقه، قبل أن تُنقل جثته إلى ثلاجة مستشفى الثورة عقب وقوع الحادثة". ونوهت بأن "النيابة الجزائية قامت بالتحقيق في الحادثة، لمعرفة دوافعها التي ما تزال غامضة".
في المقابل، وسائل اعلام طارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، عمدت كعادتها، إلى تحوير الحادثة وتوظيفها ضمن مساعيها للنيل من قوات الامن والجيش والمقاومة الشعبية في تعز.
تترافق حملة إعلام طارق عفاش المستمرة لتشويه الاوضاع في تعز بأنها "تغرق في الفوضى والانفلات الامني"، مع كشف عسكريين وأمنيين عمَّا سموه "احباط اكبر مخططات العميد عمار صالح (عفاش) لاسقاط ريف تعز وصولا الى اسقاط مدينة تعز، بذريعة انقاذها من الفوضى".
تفاصيل: احباط اكبر مخططات عمار عفاش!
ويُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، بالسعي إلى زعزعة امن تعز عبر خلايا اغتيالات وعصابات مسلحة لنشر الفوضى وحملات اعلامية متواصلة تأجيج السخط الشعبي في تعز، ضمن مساعي الامارات لاجتياح ريف ومدينة تعز، لاحكام سيطرتها على ساحل تعز ومدينة وميناء المخا.
تفاصيل: طارق عفاش يتلقى اتهاما مربكا !
تسيطر قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات بقيادة طارق عفاش، على مديريات بمحافظة الحديدة، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية (المحاذية للشمايتين) بمحافظة تعز، وتستحوذ على ايرادات ميناء ومطار المخا، في وقت تشكو تعز من تأخر صرف رواتب موظفيها.
وشارك طارق وعمار عفاش عمهما على عفاش، بدور رئيس بانقلاب 21 سبتمبر 2014م عبر تسليم معسكرات الجيش ومخازن اسلحته لجماعة الحوثي (قبل اعلان شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م)، ومجاهرة عفاش وطارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش
لكنه، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وادماجها بقواته بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.
ومع انه رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت نقيض شعاره، فأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة بمواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بالتحالف بداية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) و(عبدالرحمن المحرمي).
ميدانيا، تفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي" عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.
