العربي نيوز - باريس:
انفردت فرنسا، بنشر تسريب كبير لمجريات مباحثات صنعاء الجارية بين وفد دبلوماسي سعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد ال جابر وجماعة الحوثي بحضور وفد الوساطة العمانية من البلاط السلطاني العُماني، لليوم الرابع على التواصل، بشأن مسودة اتفاق "خطة سلام شاملة في اليمن". والكشف عن "احراز تقدم كبير".
وقالت قناة "فرانس 24" نقلا عن مسؤولين يمنيين - لم تسمهم - إن السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، التقى خلال زيارته المتواصلة للعاصمة صنعاء، زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي. من دون أن توضح ما إذا كان اللقاء مباشرا أم عبر اتصال مرئي بواسطة دوائر تلفزيونية والانترنت.
في السياق، كشفت الحكومة اليمنية المعترف بها، الأربعاء، في اول تعليق لها، على لسان مصدر حكومي رفيع، أن المفاوضات التي يجريها الوفدان السعودي والعماني في العاصمة اليمنية صنعاء مع جماعة الحوثي "أحرزت تقدما ملموسا بعد تجاوز إشكاليات البداية". حسب ما نقلت وكالة انباء دولية.
ونقلت وكالة الأناضول للانباء، عن "مصدر حكومي رفيع المستوى"، قالت انه فضل عدم ذكر اسمه لكونه غير مخول بالحديث بهذا الخصوص؛ قوله: إن "مفاوضات الوفدين السعودي والعماني في العاصمة صنعاء شهدت تقدما ملموسا في الساعات الأخيرة، بعد الإشكاليات التي حدثت في بداية المفاوضات".
مشيرة إلى أنه "تم تدارك تلك الاشكاليات بجهود الاشقاء في سلطنة عمان وبضغط من إيران"، في اشارة إلى اعلان جماعة الحوثي عبر وسائل إعلامها وفي مقدمها قناة "المسيرة"، اشتراط "اقرار السعودية بأنها طرف في الحرب لا وسيط" كما اعلن سفير السعودية محمد آل جابر، في اول بيان عن زيارته صنعاء.
وأفاد المصدر الحكومي الرفيع في تصريحه لوكالة الاناضول، بأن "الحديث عن تسوية في الملف اليمني بات ممكنا خصوصا بعد التفاهمات الأخيرة (السعودية الإيرانية)، والتي نتمنى أن تساهم في إزاحة غمة الحرب وإحلال السلام واستعادة النشاطات التجارية والاقتصادية وتحديدا عمليات تصدير وإنتاج النفط".
يأتي هذا التصريح، معززا لما كشفه مصدر سياسي يمني، لقناة "يمن شباب" الاربعاء، بقوله: "هناك تقدما ملموسا في مشاورات وفدي الرياض ومسقط مع الحوثيين"، مضيفا أن "الوفدين ما يزالان في صنعاء، ولم يبق سوى لمسات أخيرة حتى يتم الإعلان عن اتفاق شامل"، دون أن يذكر أي تفاصيل اضافية.
وأكد السفير السعودي، محمد آل جابر، الثلاثاء، استمرار مباحثاته التي يجريها مع قيادة جماعة الحوثي برفقة وفد الوساطة العمانية بين الجانبين في العاصمة صنعاء، نافيا انباء مغادرته والوفد المرافق له صنعاء، رغم انتقاد جماعة الحوثي لما جاء في أول بيان له منذ وصوله صنعاء مساء الاحد، ووصفه المملكة وسيطا للسلام، وليس طرفا بالحرب.
جاء هذا من خلال نشر صورة تجمع السفير آل جابر مع عضو ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطة الحوثيين، القيادي الحوثي البارز في الجماعة، محمد علي الحوثي، في مقيل الاخير، ضمن جلسات المباحثات الجارية للتوصل إلى صيغة نهائية لمسودة "خطة السلام الشامل في اليمن" التي توصلت اليها مفاوضات مسقط.
وقال السفير السعودي آل جابر: "استمراراً لجهود المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية ودعماً للمبادرة التي قدمتها المملكة في ٢٠٢١م، ازور صنعاء وبحضور وفد من سلطنة عمان الشقيقة بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن".
تفاصيل: اعلان سعودي من القصر الجمهوري بصنعاء (وثيقة)
بالمقابل، انتقدت جماعة الحوثي السفير السعودي محمد آل جابر، في ضيافتها، عقب اصداره اول بيان له منذ وصوله إلى العاصمة صنعاء مساء الاحد، برفقة وفد الوساطة العمانية بين الجانبين ولقائهما قيادة الجماعة في القصر الجمهوري، رافضة توصيف زيارته بالوساطة، ومشددة على مباحثات ندية بوصف السعودية طرفا في الحرب لا وسيطا.
تفاصيل: السفير السعودي يؤكد استمراره بصنعاء لبحث هذه الملفات (وثيقة)
وتصدر للرد باسم جماعة الحوثي، ما يسمى "نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والامن" بحكومة الحوثيين ونائب رئيس الوفد المفاوض، جلال الرويشان في تصريح بثته قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين: إن "الوساطة العمانية واضحة في طريق السلام ويشكرون عليها، ومن الغريب أن يتقمص الوفد السعودي دور الوسيط". حسب تعبيره.
مضيفا بشأن مصير المحادثات الجارية بين الوفدين السعودي والعماني وجماعته: إن "شروط صنعاء للسلام واضحة ولا تحتاج لحوارات مكوكية وهي تتلخص في حقوق عادلة ومشروعة وهي استحقاقات إنسانية". وأردف: إن "الحل السياسي في اليمن يخص اليمنيين وحدهم"، في اشارة إلى مطالبة الجماعة بإنهاء تدخل السعودية في اليمن.
وتضع جماعة الحوثي اشتراطات لتجديد الهدنة المنتهية في الثاني من اكتوبر الماضي، يتصدرها "دفع رواتب موظفين الدولة في عموم البلاد من ايرادات النفط والغاز، وفتح المطارات والموانئ والمنافذ والطرقات واطلاق الاسرى، ووقف العدوان (الحرب)، وخروج القوات الاجنبية من اليمن، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن".
شاهد .. الحوثيون يعلنون شروطهم للسلام مع السعودية
ووصل وفد سعودي برئاسة سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر برفقة وفد البلاط السلطاني العُماني الوسيط إلى العاصمة صنعاء، مساء الاحد، في زيارة هي الثالثة، وبدأا اولى جلسات مباحثات في القصر الجمهوري مع قيادة جماعة الحوثي بشأن الصيغة النهائية لاتفاق انهاء الحرب وخطة إحلال السلام في اليمن.
شاهد .. قيادة جماعة الحوثي تستقبل وفدي السعودية وعُمان
يأتي هذا بعدما سلم وزير الدفاع السعودي، الامير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، لدى لقائه واعضاء المجلس، رسميا، فجر الخميس، مسودة الاتفاق التي افضت إليها المفاوضات السعودية غير المباشرة مع جماعة الحوثي في مسقط لإنهاء الحرب وإحلال السلام.
وكشفت صحف عربية ودولية بينها صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، عن تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، وصفتها بـ "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.
تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.