العربي نيوز - المخا:
استبق طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات، اجراءات دولية قد تنتهي بعقوبات دولية من مجلس الامن الدولي، بإصدار توجيهات عاجلة لقواته تقضي بالاسراع في الافراج عن مئات المعتقلين من سياسيي وناشطي تهامة، المحتجزين على خلفية ارائهم.
وكشفت مصادر محلية وامنية متطابقة في مدينة المخا، التي يتخذها طارق عفاش مقرا مركزيا لقيادة قواته وتشكيلات "القوات المشتركة" الممولة من الامارات، عن أن "العميد طارق صالح وجه بمكرمة كبرى للساحل الغربي بمناسبة رمضان، تقضي بإطلاق سراح مئات المعتقلين من التهاميين".
موضحة أن "التوجيه قضى بأخذ تعاهدات خطية على المعتقلين يتضمن الالتزام بعدم الاتصال او التعاون مع مليشيا الحوثي". ونوهت بأن "معظم المعتقلين من ابرز المناهضين للحوثيين والمعارضين لسياسات وممارسات قوات طارق واعتداءاتها على الممتلكات الخاصة وأراضي المواطنين".
وحسب المصادر المحلية والامنية المتطابقة فإن "شرط التعاهدات الخطية يأتي لتبرير اعتقال المئات من شباب وناشطي مديريات الساحل الغربي". مؤكدين أن التوجيه بالإفراج عن المعتقلين يسعى إلى "تجميل صورة العميد طارق واستباق زيارات لجان الصليب الاحمر للسجون المرتقبة".
تأتي توجيهات طارق عفاش، عقب الاتفاق الموقع الاثنين الفائت برعاية الامم المتحدة بين الحكومة اليمنية المعترف بها وجماعة الحوثي بتبادل 887 اسيرا بينهم نجل طارق وشقيقه، وتضمنه التزام الجانبين بتسهيل زيارات ميدانية للجنة الصليب الاحمر الدولية إلى السجون والمعتقلات.
وسبق لقوات طارق عفاش، أن أقرت ولأول مرة بالسجون الخاصة في معسكراتها واعتقالها مواطنين مدنيين، عبر اعلانها رسميا منتصف العام الماضي عمَّا سمته "مكرمة العميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية بالافراج عن دفعة من السجناء المحتجزين لدى المقاومة الوطنية لدواعٍ إنسانية بحتة".
تفاصيل: اول اعتراف رسمي لقوات طارق باعتقال مدنيين (صور)
كما سبق أن للصحفي قائد حسن داؤود السعيدي، عقب نجاته من احد معتقلات طارق بوساطات رفيعة، أن كشف في بلاغ رسمي لنقابة الصحفيين، عن فظاعات يتعرض لها السجناء هناك. مؤكدا أن "السجناء يتعرضون لصنوف شتى من التعذيب والارهاب، واضطرار معتقلين للانتحار".
تفاصيل اوفى: عمار عفاش يقع في ورطة شر اعماله
ورصدت منظمات حقوقية محلية ودولية، بينها منظمة "سام" في تقارير لها، اعتقال عشرات المدنيين في سجون غير قانونية تابعة لمعسكرات القوات المتواجدة في مدن الساحل الغربي المحررة". مؤكدة "توثيق انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان تشمل التعذيب وحالات قتل تحت التعذيب".
موضحة أن "اعتقالات المدنيين في الساحل الغربي تتم خارج اطار القانون ويتم اخفاء المعتقلين قسريا على خلفية ارائهم ومواقفهم المعارضة لممارسات التشكيلات العسكرية هناك". وأكدت التقارير الحقوقية أن "عددا من المعتقلين قتلوا تحت التعذيب واخرين انتحروا هروبا من التعذيب".
ويُتهم وكيل جهاز الامن القومي سابقا، العميد عمار عفاش، مسؤول مخابرات قوات طارق، بالاشراف المباشر على رصد واعتقال وتعذيب المعارضين لممارسات قوات شقيقه طارق عفاش، والنفوذ الاماراتي في مدن الساحل الغربي، وقتل عدد منهم تحت التعذيب بينهم ضباط وجنود".
اكد هذه الاتهامات ضباط وجنود ناجون من معتقلات وسجون قوات طارق عفاش والعمالقة الجنوبية، قدموا شهادات مصورة وموثقة لما يجري داخل هذه السجون السرية (غير القانونية)، واشهرها سجن في معسكر "ابو موسى" في الخوخة وأدوات التعذيب وأبرزها ما يُعرف باسم "الضغاطة".
يشار إلى أن قوات طارق عفاش وتشكيلات عسكرية محلية اخرى تضم العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية، موالية للامارات، تفرض سيطرتها على مدن الساحل الغربي المحررة وتهيمن على سلطاتها المحلية ومكاتبها التنفيذية وادارات امنها، لمصالحها الخاصة، وخدمة اجندة اطماع الامارات في سواحل اليمن وجزره.