الخميس 2025/05/15 الساعة 08:02 ص

العربي نيوز - الرياض:

أصدر مجلس القيادة الرئاسي، اعلانا ترقبه اليمنيون طوال الايام الثلاثة الماضية، موضحا موقفه من مصالحة المملكة العربية السعودية مع ايران، الجمعة، وما يترتب على توقيع الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما والتعاون في مختلف المجالات.

جاء هذا في تصريح مقتضب، نشرته وكالة الانباء اليمنية الحكومية (سبأ) لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور عبدالله باوزير العليمي، لدى لقائه مع السفير الامريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، بالعاصمة السعودية الرياض، كرس لبحث المستجدات.

الدكتور العليمي، قال في اول تعليق صادر عن مجلس القيادة الرئاسي على الاتفاق السعودي الايراني: "نأمل أن يكون اتفاق السعودية وإيران استئناف العلاقات بينهما "دافعا لوقف الحرب والوصول لسلام شامل" في اليمن، حسب ما نقلته وكالة "سبأ" الحكومية.

وكشفت وثيقة رسمية عن بنود الاتفاق السعودي الايراني، المُوقع بوساطة صينية، الجمعة في العاصمة الصينية بكين، لاستئناف العلاقات بين السعودية وايران، على قاعدة "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها" وتبعا انهاء تدخلها العسكري في اليمن وعدد من الدول العربية الملتهبة بالصراع.

تفاصيل أوفى: تسريب بنود اتفاق السعودية وايران وما يخص اليمن (وثيقة)

وأعلنت السعودية منع الاساءة إلى إيران واعتبارها جريمة رصدت بمقابلها عقوبات رادعة، بالتزامن مع تحول كبير في خطاب المملكة حيال ايران، يتضمن سحب جميع اتهاماتها السياسية والدينية والامنية والاعلامية، لطهران خلال السنوات الماضية، بعد توقيع الاتفاق السعودي الايراني في العاصمة الصينية بكين، الجمعة.

تفاصيل أوفى: قرار سعودي بعقوبات الاساءة لايران أو كرهها (فيديو)

كما رفضت المملكة العربية السعودية، في الوقت نفسه، موجة الانتقادات الموجهة لها، على خلفية مصالحتها مع ايران. وأنبرت للدفاع عن اتفاقها مع ايران بوصفه اتفاقا تاريخيا سيحدث تغييرا كبيرا في المنطقة باتجاه الامن والاستقرار والسلام لدولها، وتحقيق منافع ومصالح كبرى في مختلف المجالات.

تفاصيل اوفى: الامارات تهاجم مصالحة السعودية لإيران والرياض ترد

وأصدرت الولايات المتحدة الامريكية، اعلانا هاما، بشأن اليمن، واتفاق لإنهاء الحرب الدائرة فيه للسنة الثامنة على التوالي، وتداعياتها الانسانية "الكارثية"، موضحة أن الاتفاق السعودي الايراني تم بعلم واشنطن، وأنها تدعمه لإنهاء الحرب في اليمن وتخفيف التوتر بالمنطقة. منوهة بمراقبة واشنطن توسع النفوذ الصيني.

تفاصيل اوفى: اعلان امريكي عن اتفاق لانهاء الحرب في اليمن 

من جهتها، أعلنت المملكة العربية السعودية، رسميا، عن مهمتها الاخيرة في اليمن، مؤكدة انتهاء "التحالف العربي" الذي يضم عددا من الدول بينها الامارات، وتقوده في اليمن منذ ليلة 25 مارس 2015م، بدعم امريكي وبريطاني لوجستي. موضحة أنها ستعكف بكل ثقلها على  انهاء الحرب في اليمن وإحلال السلام.

تفاصيل اوفى: رسميا.. السعودية تعلن مهمتها الاخيرة في اليمن (وثيقة)

وتضمن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات بينهما والتعاون السياسي والامني والاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي وتبادل الاستثمارات، صدمة كبيرة لعشرات الملايين من اليمنيين بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة في عموم اليمن، تحت شعار "انقاذ اليمن" و"ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".

تفاصيل اوفى: الاتفاق السعودي الايراني يتضمن هذه الصدمة لليمنيين

وأعلنت السعودية، انتهاء "التحالف العربي" الذي تقوده في اليمن منذ ليلة 25 مارس 2015م، عقب التطورات السياسية الاخيرة اقليميا ودوليا ومحليا، وإلغائها ثالث اهداف تشكيله من دول عدة تضم الامارات، وبدعم امريكي وبريطاني لوجستي مباشر، ممثلا في "ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام". 

تفاصيل اوفى: السعودية تعلن رسميا انتهاء "التحالف العربي" (بيان)

حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا. 

ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".

منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران". 

واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".

معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".

يشار إلى أن السعودية اعلنت من واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".