الثلاثاء 2025/05/13 الساعة 08:07 م

شاهد.. قرار سعودي بعقوبات الاساءة لإيران أو كرهها (فيديو)

العربي نيوز - الرياض:

أعلنت المملكة العربية السعودية منع الاساءة إلى إيران واعتبارها جريمة رصدت بمقابلها عقوبات رادعة، بالتزامن مع تحول كبير في خطاب المملكة حيال ايران، يتضمن سحب جميع اتهاماتها السياسية والدينية والامنية والاعلامية، لطهران خلال السنوات الماضية، بعد توقيع الاتفاق السعودي الايراني في العاصمة الصينية بكين، الجمعة.

وأصدرت السلطات السعودية، السبت، قرارا عممته عبر وسائل اعلامها ومنصات التواصل الاجتماعي يجرم الاساءة إلى اعلام الدول الاجنبية الصديقة كراهة أو احتقارا لسلطة الحكومة أو لتلك الدول"، وأكدت "معاقبة من يسيء لأعلام الدول الاجنبية بالسجن والغرامة"، منوهة بأن العقوبة ستكون "السجن سنة و3 آلاف ريال غرامة".

شاهد السلطات السعودية تجرم الاساءة لإيران وترصد عقوبات

وعمَّدت المملكة خلال السنوات الماضية إلى تصنيف ايران بالعدو الاكبر لها ودول المنطقة، واتهامها بـ "تنفيذ مخطط توسع صفوي ايراني فارسي في المنطقة" و"استهداف عروبة دولها وشعوبها ودينها الاسلامي"، وأنها "تصدر الارهاب والتدمير والخراب" إلى دول المنطقة و"تسعى إلى السيطرة على دول المنطقة وثرواتها ومقدراتها".

شاهد .. محمد بن سلمان يصنف ايران العدو الاكبر (فيديو)

كما وجه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، اتهامات عدة لإيران، مؤكدا في مقابلة له استحالة السلام والاتفاق مع ايران، لاسباب عدة، لخص ابرزها فكرها الايديولوجي ومذهبها الديني واهدافها التوسعية في المنطقة، وتعاملها مع باقي الدول بعدائية، وتصديرها الارهاب والتخريب إلى دول المنطقة، حسب قوله.

شاهد .. محمد بن سلمان يوجه هذه الاتهامات لايران (فيديو)

لكن السعودية سحبت كل اتهاماتها إلى ايران، واستبدلت رسميا في خطابها السياسي والاعلامي والديني الدعوي، عبارات "الارهاب الايراني" و"المد الصفوي الفارسي" و"التمدد المجوسي الرافضي" بعبارات تنطوي على حفاوة وتقدير، وتؤكد متانة العلاقة بين البلدين، لدرجة تتجاوز "الاخوة الايرانيين" إلى "الاشقاء الايرانيين".

ورفضت المملكة العربية السعودية، في الوقت نفسه، موجة الانتقادات الموجهة لها، على خلفية مصالحتها مع ايران. وأنبرت للدفاع عن اتفاقها مع ايران بوصفه اتفاقا تاريخيا سيحدث تغييرا كبيرا في المنطقة باتجاه الامن والاستقرار والسلام لدولها، وتحقيق منافع ومصالح كبرى في مختلف المجالات.

تفاصيل اوفى: الامارات تهاجم مصالحة السعودية لإيران والرياض ترد

وكشفت وثيقة رسمية عن بنود الاتفاق السعودي الايراني، المُوقع بوساطة صينية، الجمعة في العاصمة الصينية بكين، لاستئناف العلاقات بين السعودية وايران، على قاعدة "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها" وتبعا انهاء تدخلها العسكري في اليمن وعدد من الدول العربية الملتهبة بالصراع.

تفاصيل أوفى: تسريب بنود اتفاق السعودية وايران وما يخص اليمن (وثيقة)

وأصدرت الولايات المتحدة الامريكية، اعلانا هاما، بشأن اليمن، واتفاق لإنهاء الحرب الدائرة فيه للسنة الثامنة على التوالي، وتداعياتها الانسانية "الكارثية"، موضحة أن الاتفاق السعودي الايراني تم بعلم واشنطن، وأنها تدعمه لإنهاء الحرب في اليمن وتخفيف التوتر بالمنطقة. منوهة بمراقبة واشنطن توسع النفوذ الصيني.

تفاصيل اوفى: اعلان امريكي عن اتفاق لانهاء الحرب في اليمن 

من جانبها، أوضحت المملكة العربية السعودية، رسميا، دوافعها إلى المصالحة من إيران، وتوقيع الاتفاق السعودي الايراني في العاصمة الصينية بكين، الجمعة، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما والتعاون في مختلف المجالات، بما فيها الامنية والاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية، وتبادل الاستثمارات.

تفاصيل اوفى: السعودية تبرر مصالحتها ايران بهذه الدوافع ! (بيان)

وبدوره، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الاتفاق: "يأتي انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة.  يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".

شاهد .. تبرير وزير الخارجية السعودي مصالحة ايران (وثيقة)

تضمن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات بينهما والتعاون السياسي والامني والاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي وتبادل الاستثمارات، صدمة كبيرة لعشرات الملايين من اليمنيين بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة في عموم اليمن، تحت شعار "انقاذ اليمن" و"ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".

تفاصيل اوفى: الاتفاق السعودي الايراني يتضمن هذه الصدمة لليمنيين

وأعلنت السعودية، انتهاء "التحالف العربي" الذي تقوده في اليمن منذ ليلة 25 مارس 2015م، عقب التطورات السياسية الاخيرة اقليميا ودوليا ومحليا، وإلغائها ثالث اهداف تشكيله من دول عدة تضم الامارات، وبدعم امريكي وبريطاني لوجستي مباشر، ممثلا في "ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام". 

تفاصيل اوفى: السعودية تعلن رسميا انتهاء "التحالف العربي" (بيان)

حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا. 

ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".

منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران". 

واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".

معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".

يشار إلى أن السعودية اعلنت من واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".