الثلاثاء 2024/05/07 الساعة 04:39 م

اعلان امريكي عن اتفاق ينهي الحرب في اليمن 

العربي نيوز - واشنطن:

أصدرت الولايات المتحدة الامريكية، اعلانا هاما، بشأن اليمن، وانهاء الحرب الدائرة فيه للسنة الثامنة على التوالي، وتداعياتها الانسانية "الكارثية"، موضحة أن الاتفاق السعودي الايراني تم بعلم واشنطن، وأنها تدعمه لانهاء الحرب في اليمن والتوتر بالمنطقة.

وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في مكتب الرئيس الامريكي (البيت الأبيض) جون كيربي: إننا نرحب بالاتفاق الدبلوماسي بين السعودية وإيران في إطار الجهود الرامية لإنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوتر في الشرق الأوسط" على حد تأكيده.

مضيفا في تصريح لوسائل الاعلام، ليل الجمعة: إن "الولايات المتحدة الامريكية على علم بالتقارير المتعلقة بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران". وأردف: "شجعت واشنطن منذ فترة طويلة السعودية وإيران على الدخول في محادثات مباشرة لتخفيف التوتر".

وتابع: "التزامات الإدارة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط لم تتراجع. وسننتظر ونرى ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها بعد الاتفاقية مع السعودية". مردفا: "واشنطن تراقب عن كثب نفوذ الصين في الشرق الأوسط وإفريقيا، وحريصة على ابقاء خطوط اتصال مفتوحة معها".

من جانبها، أعلنت المملكة العربية السعودية، رسميا، دوافعها إلى المصالحة من إيران، وتوقيع الاتفاق السعودي الايراني في العاصمة الصينية بكين، الجمعة، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما والتعاون في مختلف المجالات، بما فيها الامنية والاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية، ومجال تبادل الاستثمارات.

تفاصيل اوفى: السعودية تبرر مصالحتها ايران بهذه الدوافع ! (بيان)

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: "يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة.  يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".

شاهد .. تبرير وزير الخارجية السعودي مصالحة ايران (وثيقة)

وكشفت وثيقة رسمية لمحضر الاتفاق السعودي الايراني، عن بنود الاتفاق المُوقع بين البلدين بوساطة ورعاية صينية، الجمعة في العاصمة الصينية بكين، لاستئناف العلاقات بين السعودية وايران، على قاعدة "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي".

تفاصيل أوفى: تسريب بنود اتفاق السعودية وايران وما يخص اليمن (وثيقة)

تضمن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات بينهما والتعاون السياسي والامني والاقتصادي والعلمي والثقافي، صدمة كبيرة لعشرات الملايين من اليمنيين بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة في عموم اليمن، تحت شعار "انقاذ اليمن" و"ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".

تفاصيل اوفى: الاتفاق السعودي الايراني يتضمن هذه الصدمة لليمنيين

حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا. 

ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".

منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران". 

واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".

معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".

يشار إلى أن السعودية اعلنت من واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".