الجمعة 2024/04/26 الساعة 05:19 م

رسميا.. السعودية تعلن مهمتها الاخيرة في اليمن (وثيقة)

العربي نيوز - الرياض:

أعلنت المملكة العربية السعودية، رسميا، عن مهمتها الاخيرة في اليمن، مؤكدة انتهاء "التحالف العربي" الذي يضم عددا من الدول بينها الامارات، وتقوده في اليمن منذ ليلة 25 مارس 2015م، بدعم امريكي وبريطاني لوجستي. موضحة أنها ستعكف بكل ثقلها على  انهاء الحرب في اليمن واحلال السلام.

جاء هذا على لسان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحفي عقده مع وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، بموسكو الخميس، قال فيه: إن أولوية المملكة هي وقف إطلاق نار دائم في اليمن ثم بدء عملية سياسية بين الأطراف اليمنية يضمن استقرار اليمن وازدهاره". حد تعبيره. 

معلقا على المفاوضات في مسقط بين المملكة وجماعة الحوثي الانقلابية بوساطة عُمانية، بقوله: "صحيح أن هناك جهود قائمة للوصول لوقف إطلاق نار دائم ثم إطلاق عملية سياسية بين الأطراف". وأردف: "سوف نستمر في الحوار عبر مسارات متعددة مدعومة بالأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف".

وكشفت وثيقة رسمية عن بنود الاتفاق السعودي الايراني، المُوقع الجمعة، بوساطة صينية، في العاصمة الصينية بكين، لاستئناف العلاقات بين السعودية وايران، على قاعدة "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها" وتبعا انهاء تدخلها العسكري في اليمن وعدد من الدول العربية الملتهبة بالصراع والحروب.

تفاصيل أوفى: تسريب بنود اتفاق السعودية وايران وما يخص اليمن (وثيقة)

وأعلنت السعودية، انتهاء "التحالف العربي" الذي تقوده في اليمن منذ ليلة 25 مارس 2015م، عقب التطورات السياسية الاخيرة اقليميا ودوليا ومحليا، وإلغائها ثالث اهداف تشكيله من دول عدة تضم الامارات، وبدعم امريكي وبريطاني لوجستي مباشر، ممثلا في "ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".

تفاصيل اوفى: السعودية تعلن رسميا انتهاء "التحالف العربي" (بيان)

من جانبها، أصدرت الولايات المتحدة الامريكية، اعلانا بشأن اليمن، واتفاق لإنهاء الحرب الدائرة فيه للسنة الثامنة على التوالي، وتداعياتها الانسانية "الكارثية"، موضحة أن الاتفاق السعودي الايراني تم بعلم واشنطن، وأنها تدعمه لإنهاء الحرب في اليمن وتخفيف التوتر بالمنطقة. منوهة بمراقبة واشنطن توسع النفوذ الصيني.

تفاصيل اوفى: اعلان امريكي عن اتفاق لانهاء الحرب في اليمن 

وأوضحت المملكة العربية السعودية، رسميا، دوافعها إلى المصالحة من إيران، وتوقيع الاتفاق السعودي الايراني في العاصمة الصينية بكين، الجمعة، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما والتعاون في مختلف المجالات، بما فيها الامنية والاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية، وتبادل الاستثمارات بين البلدين.

تفاصيل اوفى: السعودية تبرر مصالحتها ايران بهذه الدوافع ! (بيان)

بدوره، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الاتفاق: "يأتي انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة.  يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".

شاهد .. تبرير وزير الخارجية السعودي مصالحة ايران (وثيقة)

وتضمن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات بينهما والتعاون السياسي والامني والاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي وتبادل الاستثمارات، صدمة كبيرة لعشرات الملايين من اليمنيين بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة في عموم اليمن، تحت شعار "انقاذ اليمن" و"ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".

تفاصيل اوفى: الاتفاق السعودي الايراني يتضمن هذه الصدمة لليمنيين

حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا. 

ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".

منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران". 

واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".

معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".

يشار إلى أن السعودية اعلنت من واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".