الاربعاء 2024/11/20 الساعة 08:17 ص

الامارات تهاجم اتفاق السعودية وايران والرياض ترد

العربي نيوز - ابوظبي:

هاجمت الامارات الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما والتعاون الكامل بمختلف المجالات، وشككت في جدواه، وفي المقابل دافعت المملكة العربية السعودية باستماتة عن اتفاق مصالحتها مع ايران، وردت بقوه على منتقديه، فاضحة دوافعهم.

عبَّرت عن هذا الموقف الاماراتي، تصريحات لكبار المستشارين السياسيين لرئيس الامارات محمد بن زايد، ومنهم استاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالخالق عبدالله، في تغريدة له على منصة التدوين المصغر "تويتر"، قلل من اهمية الاتفاق وجدواه العملية.

وقال المستشار الاماراتي: "إيران ستظل أكبر وأخطر تهديد لاستقرار المنطقة وأمن الخليج العربي بهذا الاتفاق أو بدونه". مضيفا: إن "رعاية الصين للاتفاق المعلن بين المملكة العربية السعودية وإيران، لا يعني بالضرورة تراجع أمريكا وتقدم الصين في المنطقة".

شاهد .. الامارات تهاجم الاتفاق السعودي الايراني 

وعلى الرغم من أن الامارات، باركت متأخرا، السبت، على لسان وزير خارجيتها عبدالله بن زايد (مع تحفظ رئيسها محمد بن زايد) توقيع الاتفاق السعودي الايراني ووصفته "خطوة مهمة للمنطقة نحو الاستقرار والازدهار"، إلا ان حملتها ضد الاتفاق تصاعدت وتيرتها بقوة.

شاهد .. ترحيب اماراتي متأخر باتفاق السعودية وايران

بالمقابل، رفضت المملكة العربية السعودية هذا الموقف، وموجة الانتقادات الموجهة لها، وأنبرت للدفاع عن اتفاقها مع ايران بوصفه اتفاقا تاريخيا سيحدث تغييرا كبيرا في المنطقة باتجاه الامن والاستقرار والسلام لدولها، وتحقيق منافع كبرى في مختلف المجالات.

وتصدت المملكة العربية السعودية، عبر أبرز سياسييها ومحلليها السياسيين لما تتعرض له من حملة انتقادات، بينهم عضو "الجمعية السعودية للعلوم السياسية" سليمان العقيلي، بوصفه القوى الرافضة او غير الراضية عن الاتفاق السعودي الايراني بأنها "مبتزة".

المحلل السعودي البارز، العقيلي، قال في تغريدة على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، واحاديث تلفزيونية، إن القوى الرافضة أو غير الراضية عن الاتفاق السعودي الايراني اعتادت على ابتزاز السعودية واتخاذ خلافها مع إيران مادة دسمة للمساومة والابتزاز.

مضيفا: إن هذه القوى تريد أن تبقى المملكة منهمة في صراعات مستمرة, وأردف: الدليل ان المغردين المعبرين عن هذه القوى غير راضين عن الاتفاق السعودي الايراني ويشنون ما يشبه الحملات !!". في إشارة مباشرة إلى دولة الامارات وتصريحات كبار سياسييها. 

شاهد .. السعودية تفضح دوافع رافضي مصالحتها ايران 

من جانبه، قال المحلل السياسي السعودي، بندر عطيف، في تغريدة على منصة "تويتر": إن #الاتفاق_السعودي_الإيراني لم يرق لبعضهم لأنه يتصادم مع مخططاتهم واهدافهم في المنطقة وهذا يكشف أوراقهم للجميع فلا عجب في ذلك فقد بانت نواياهم وانكشفت أقنعتهم". 

مضيفا: إنه ليس مستغربا رفض بعض القوى في المنطقة للمصالحة السعودية الايرانية ولا أن "تستمر موجة الهجوم الفاشلة على بلادي من المارقين المرتزقة الذين لا يتورعون عن الكذب والتدليس ولكن هيهات فنحن لهم بالمرصاد". مؤكدا بهذا اتساع الخلافات السعودية الاماراتية.

شاهد .. السعودية تتهم الامارات بالنوايا السيئة

كذلك المحلل السياسي السعودي، علي المالكي، قال مغردا: "عودة العلاقات السعودية الإيراني أصاب عدة جهات في مقتل منها: أمريكا و بريطانيا و فرنسا و الرمم إضافة إلى الذيول في المنطقة ومعهم حزب الاخوان الإرهابي". قاصدا بـ "الذيول" دولة الارماات، حسب معلقين.

وتابع : "اتمنى ان تعود العلاقات وتتقوى وتنبذ كل خلاف ماضي وان يسود العلاقات التعاون والصدق". مردفا: "شكرًا لدولة #الصين". في اشارة إلى ما يطرحه سياسيون سعوديون عن تحرر السعودية من الهيمنة الغربية باتجاه التحالف مع الشرق، ممثلا في الصين وروسيا وإيران. 

شاهد .. السعودية تصف الامارات بأنها ذيل للغرب

يأتي هذا بعدما، أقرّ وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، بوجود تباينات بين بلاده والإمارات، في تصريحات للصحفيين في مؤتمر بالسفارة السعودية في العاصمة البريطانية لندن، تعليقا على تقارير امريكية تتحدث عن تزايد الخلافات بين بلاده والإمارات وصفها "مبالغ فيها".

وكشفت وثيقة رسمية عن بنود الاتفاق السعودي الايراني، المُوقع الجمعة، بوساطة صينية، في العاصمة الصينية بكين، لاستئناف العلاقات بين السعودية وايران، على قاعدة "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها" وتبعا انهاء تدخلها العسكري في اليمن وعدد من الدول العربية الملتهبة بالصراع والحروب.

تفاصيل أوفى: تسريب بنود اتفاق السعودية وايران وما يخص اليمن (وثيقة)

وأوضحت المملكة العربية السعودية، رسميا، دوافعها إلى المصالحة من إيران، وتوقيع الاتفاق السعودي الايراني في العاصمة الصينية بكين، الجمعة، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما والتعاون في مختلف المجالات، بما فيها الامنية والاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية، وتبادل الاستثمارات بين البلدين.

تفاصيل اوفى: السعودية تبرر مصالحتها ايران بهذه الدوافع ! (بيان)

بدوره، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الاتفاق: "يأتي انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة.  يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".

شاهد .. تبرير وزير الخارجية السعودي مصالحة ايران (وثيقة)

وأعلنت السعودية، انتهاء "التحالف العربي" الذي تقوده في اليمن منذ ليلة 25 مارس 2015م، عقب التطورات السياسية الاخيرة اقليميا ودوليا ومحليا، وإلغائها ثالث اهداف تشكيله من دول عدة تضم الامارات، وبدعم امريكي وبريطاني لوجستي مباشر، ممثلا في "ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".

تفاصيل اوفى: السعودية تعلن رسميا انتهاء "التحالف العربي" (بيان)

من جهتها، أصدرت الولايات المتحدة الامريكية، اعلانا بشأن اليمن، واتفاق لإنهاء الحرب الدائرة فيه للسنة الثامنة على التوالي، وتداعياتها الانسانية "الكارثية"، موضحة أن الاتفاق السعودي الايراني تم بعلم واشنطن، وأنها تدعمه لإنهاء الحرب في اليمن وتخفيف التوتر بالمنطقة. منوهة بمراقبة واشنطن توسع النفوذ الصيني.

تفاصيل اوفى: اعلان امريكي عن اتفاق لانهاء الحرب في اليمن 

وتضمن الاتفاق السعودي الايراني على استئناف العلاقات بينهما والتعاون السياسي والامني والاقتصادي والتجاري والعلمي والثقافي وتبادل الاستثمارات، صدمة كبيرة لعشرات الملايين من اليمنيين بعد ثماني سنوات من الحرب المدمرة في عموم اليمن، تحت شعار "انقاذ اليمن" و"ردع الخطر الايراني على اليمن والعروبة والاسلام".

تفاصيل اوفى: الاتفاق السعودي الايراني يتضمن هذه الصدمة لليمنيين

حسب مراقبين اقليميين ودوليين، فإن اتفاق السعودية وايران على "احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ودعم الامن والسلام الاقليمي والدولي" يقضي بالتزام الرياض وايران المتبادل بإيقاف التدخل او دعم الحروب والصراعات الدائرة في اليمن وعدد من الدول العربية وأبرزها سوريا والعراق ولبنان وسوريا. 

ووفقا لسياسيين يمنيين، فإن "الاتفاق السعودي الايراني، يعد تراجعا من جانب السعودية عن مواقفها وتصدرها قيادة المحور العربي" في مواجهة ما ظلت تسميه في خطابها السياسي والاعلامي "المد الصفوي الفارسي الايراني"، وتسميه هيئة علماء السعودية "المد المجوسي الرافضي في المنطقة واستهدافه الاسلام".

منوهين بأن "هذا الاتفاق يكشف حقيقة دوافع التدخل العسكري السعودي في اليمن وأنه لم يكن لأجل الشرعية التي اسقطتها السعودية، بل لأهداف وأطماع خاصة بها في اليمن بينها تقويض دولته وسيادتها وتدمير مقدراتها وتمزيق نسيجها المجتمعي، ومصالح اقتصادية وسياسية بينها تسوية خلافاتها مع ايران". 

واتفق سياسيون في أن "الخاسر الاكبر في هذه الحرب هو اليمن ومالحقه من دمار، واليمنيون وما لحقهم من قتل وجرح قرابة 200 الف وتشريد نحو 4 ملايين يمني وافقار 80% من اليمنيين بالحصار وتجفيف موارد الدولة اليمنية ونهب نفطها وغازها وتدمير العملة اليمنية ونشر وحماية شبكة فساد بمؤسسات الدولة".

معتبرين أن الاتفاق السعودي الايراني، "يعيد إلى الواجهة، اتفاق المصالحة بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر في قمة الخرطوم عام 1967م وانهاء حرب الثماني سنوات (1962-1970م) بينهما في اليمن (حرب الملكيين والجمهوريين)، واعتراف السعودية بالجمهورية في اليمن مقابل وصايتها عليه".

يشار إلى أن السعودية اعلنت من واشنطن على لسان سفيرها حينها عادل الجبير تشكيل تحالف عربي عسكري يضم الامارات و13 دولة وتدعمه واشنطن وبريطانيا وفرنسا، بهدف "انهاء الانقلاب الحوثي واعادة الشرعية اليمنية وردع التمدد الايراني وتهديداته لدول المنطقة واستهدافه عروبة ودين دولها وشعوبها".