السبت 2024/05/18 الساعة 08:25 ص

مسؤول يمني يناشد الملك سلمان ضبط سفيره (بيان)

العربي نيوز - الاردن:

ناشد مسؤول يمني رفيع، في رسالة علنية، للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء السعودي الامير محمد بن سلمان، بالمبادرة إلى ضبط تصريحات سفير المملكة لدى اليمن، وتجاوزها موقف كليهما الثابت والمُعلن تجاه اليمن ووحدته وسيادته وأمنه واستقراره.

جاء هذا في رسالة مطولة، كتبها السفير السابق للجمهورية اليمنية لدى الاردن، ووزير الاعلام الاسبق، الدكتور علي احمد العمراني، ووجهها إلى كل من رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة اليمنية وجميع القيادات اليمنية السياسية والعسكرية، وإلى عاهل السعودية وولي عهده.

وقال: "أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية فلهم الاحترام والتقدير، وأخلص الأمنيات في مزيد من التقدم والازدهار وفي وحدة بلدهم العزيز، واستقراره وأمنه، ونحن فخورون بالقائد العربي الاستثنائي عبدالعزيز آل سعود، وما أنجزه من وحدة كيان ضخم، متعدد المذاهب والأقاليم، والمناطق، في جزيرة العرب".

مضيفا: "ونعلم دور السعودية في صياغة ودعم قرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن، التي تؤكد على وحدة اليمن، واستقلاله وسلامة أراضيه". وأردف: "ومع ذلك فإن مثل تصريحات السفير آل جابر تثير التساؤلات والريبة، وكان رده على سؤال: هل المملكة مع وحدة اليمن، أم لا؟ فقال: اليمنيون يقررون!".

وتابع: "قال ذلك وهو يعلم حجم الدعم الهائل متعدد الأوجه، والرعاية والإسناد الذي يُقدَّم للانفصاليين، بما في ذلك إشراكهم في الحكومة، ومجلس الرئاسة، وهم ما يزالون متمسكين بموقفهم الانفصالي، ويعملون من أجله ليلاً ونهاراً، وقد صار قوام جيشهم، أو مليشياتهم (يغضبون من كلمة مليشيا) حوالي مائة ألف..".

السفير الدكتور علي أحمد العمراني، قال في رسالته: "كنا نتوقع أن نسمعه ونراه يؤكد على موقف الملك سلمان في خطابه في قمة البحر الميت وقمة الظهران، حيث قال: "إن المملكة مع وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه. ومن الطبيعي ألا نتوقع من السعودية غير هذا الموقف الواضح الجلي المحترم..".

مضيفا في مخاطبة قيادة السعودية: "ولا بُد أن يعذرونا ويفهموا غضبنا واحتجاجنا، إن بدا لنا من طرفهم أو ممن يمثلهم، مثل موقف  السفير آل جابر، وهو خلاف الواجب والمتوقع من الشقيقة السعودية التي لا نعرف سواها مسؤولةً عن اليمن، أمام الشعب اليمني والعالم والتاريخ، في ظروف اليمن الحالية".

وأكد السفير اليمني علي احمد العمراني في خطابه لقيادة المملكة العربية السعودية، على أنه "وليس هناك ما هو أهمّ لدينا من مصير اليمن، ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه، ومصير وكرامة شعبه المكلوم المظلوم المضطهد المشرّد". وأن من يشذ عن هذا الهدف لا يمثل اليمن واليمنيين، مهما كانت صفته.

مضيفا: "وقد يكون مُهمَّا أن يعلم أشقاؤنا في المملكة أن أولئك الذين يقطعون وعوداً؛ مثل ‘حق تقرير المستقبل السياسي‘ أو حكاية ‘احترام التطلعات‘، أو يتخذون قرارات وإجراءات من شأنها تفتيت اليمن أو تمهد لذلك، وينفذون ما يتناقض مع قضايا وطنهم المصيرية، ومن ذلك ما يتعلق بوحدة ترابه الوطني".

وتابع مشددا: "مهما كانت تسميات مناصبهم، فإن أولئك لا يمثلون اليمن الكريم المحترم، ولا يعبرون عن إرادة شعبه، ولا يترتب على أي موقف يتخذه مثل أولئك، خلافاً لحقوق الشعب اليمني الثابتة ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه، أي نتائح معتبرة يعترف بها الشعب اليمني، ويُبنى عليها". حسب تأكيده.

منتقدا تصريحات رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي في بيانه الايضاحي لحديثه عن "القضية الجنوبية" في مقابلته مع صحيفة "الشرق الاوسط"، وما تضمنته من تلميحات واستحياء من الحديث عن التمسك بوحدة اليمن، وانتقاده البيان الصادر عن الاتحاد الاوروبي وتأكيده على دعم وحدة اليمن وسيادته.

وقال معبرا عن استياء ملايين اليمنيين: "في الوقت الذي يصدع الانفصاليون الآن بمشروعهم الانفصالي بكل صراحة وبجاحة، وبدعم من جهات خارجية، لا يستطيع أو لا يجرؤ أي مسؤول في الدولة أن يعلن أنه متمسك بوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، إذعاناً لهذه الجهة الانفصالية أو إرضاءً لذلك الطرف المموِّل..".

مضيفا: "وكأنه صار من شروط شغل الوظيفة العامة بكل مستوياتها، ألا يعلن المسؤول بوضوح موقفاً إيجابياً صلباً ومتماسكًا تجاه اليمن الواحد واستقلاله وسلامة أراضيه، وإذا حدث ونطق أحدهم، في النادر، فلا بُد أن يكون كلامه واهناً ومهزوزا ومتلعثماً وخجولاً وحمَّال أوجه. واردف: "والحقيقة، لم يعد ينطق أحد بما يجب؛ ".

وتابع: "وإذا وُجِد من يمكنه أن يفعل، من الحكومة أو الرئاسة، فبشرونا وسنحتفي ونحتفل!. إذا لم يستطع أحد ممن يعنيهم الأمر أن يتبنى موقفاً قوياً واضحاً تجاه اليمن ووحدته واستقلاله وسلامة أراضيه، فما الذي بقيَ لجيلنا من وطنية وكرامة ومكانة وتاريخ واحترام؟! وما الذي تبقى من شرف الزعامة والقيادة والوظيفة العامة بكل مستوياتها؟!".

منوها بأنه "لا أحد في أي قطر آخر يفرط أو يداهن أو يذعن تجاه وحدة بلاده مثلما يفعل المعنيون منا. لننظر في كل الاتجاهات، وإلى كل الجيران وكل البلدان، وكل الأشقاء، والأصدقاء، لن نجد أحداً يفرط في وحدة بلاده، كما يفعل ‘ربعنا‘!. لا بُد أن يُعاد الاعتبار لمكانة ورمزية وحدة اليمن، وهي ثمرة وخلاصة نضالات شعب اليمن، وتطلعاته وأحلامه منذ آماد بعيدة".

وقال: "لا ينبغي الاستمرار في الإذعان لشيطنتها وتبخيسها (وحدة اليمن)، والاستسلام لاعدائها، وهي أهم إنجاز يتحقق لليمنيين خلال المائة عام الأخيرة. ويعود الفضل للرئيس صالح في ذلك أكثر من غيره، وقد اختلفنا معه وحوله قبل ذلك وبعد ذلك، ويبقى للإنصاف، وبالمقارنة مع آخرين، صقراً يمنياً وحدوياً؛ ويحسُن الآن أن نترك دور صالح للتاريخ".

مضيفا: "وذكرته هنا؛ لأن الشيء بالشيء يذكر. وللحقيقة أيضاً؛ فلم أنضم للمؤتمر الشعبي، عام 1990، إلا بسبب موقف الرئيس صالح الحازم من وحدة اليمن، حينذاك، مقارنة بالمتلكئين حينها!". في إشارة إلى القوى السياسية والمجتمعية التي كانت ترفض سعي النظام في جنوب اليمن إلى فرض اعادة توحيد شطري اليمن بالقوة، وشنت حربين لهذه الغاية.

وخاطب الرئيس العليمي وجميع السياسيين اليمنيين بحقيقة التاريخ والجغرافيا، قائلا: "يستحيل أن تقام دولة أو دول محترمة ومعتبرة على أنقاض الجمهورية اليمنية وإن توَهَّم المتوهمون وزعم الزاعمون؛ ولن يترتب على ذلك سوى الهوان والذل والفوضى عارمة ومستفحلة، أكثر مما هي عليه الآن، كلما سعى الواهمون خلف سراب الانفصال وتفكيك اليمن".

مضيفا: "وكلما دس رؤوسهم في التراب من يعنيهم الأمر، وقالوا إنهم يؤمنون ‘بحق تقرير الخيارات السياسية للجنوب‘، ‘ويحترمون تطلعات الانفصاليين‘، ويلومون الاتحاد الأوروبي ولا يشكرونه وهو يلوم الانفصاليين والحو/ثيين، وهو ما زال يقف إلى جانب وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، ومثله الولايات المتحدة الامريكية، وقرارات مجلس الأمن".

وتابع قائلا: "كان الناس متفائلين بالدكتور العليمي، وظنوا أنه لن يفرط في وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه، تحت أي ظرف وأي ضغط وأي إغراءات، ولن يتخذ أي إجراء أو قرارات أو تعيينات، من شأنها التمهيد والتسهيل والتفريط بالوحدة الوطنية، وبعد قرارات شبوة وسقطرى وحضرموت، خابت آمال كثيرين. فما بالنا بالتصريحات الأخيرة".

مشيرا إلى أن أكثر ما بعث خيبة امل كبرى وصدمة غير متوقعة أيضا وأثار استياء واسعا بين اوساط ملايين اليمنيين، فيما تضمنه بيان الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي التعقيبي على حديثه عن "القضية الجنوبية"، هو: "حكاية ‘حق تقرير الخيارات السياسية‘ و‘احترام التطلعات‘، والعتب على الاتحاد الأوروبي بسبب بيانه الذي انتقد فيه الانتقالي".

وأردف: "ما تزال الفرصة أمام الدكتور العليمي متاحة، في المراجعة، بحيث لا يحيد قيد أنملة عن اليمن الواحد الموحَّد، واستقلاله وسلامة أراضيه، وأن تكون مواقفه وخطابه وبياناته وقراراته مع اليمن الواحد؛ وسنكون معه ما كان على ذلك، سواء كنا مسؤولين تنفيذيين في السلطة أو خارجها، ولن نكون معه ولا مع غيره إن هو حاد عن ذلك قولا أو عملاً".

شاهد .. مسؤول يمني بارز ينتقد السعودية و"الرئاسي"

يأتي هذا عقب اصدار مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي "بيانا توضيحيا" لما قصده من حديثه لصحيفة "الشرق الاوسط" السعودية نهاية فبراير الفائت، عن أن "القضية الجنوبية قضية عادلة، لكن الحديث عنها الان ليس مناسبا، فهناك اولويات اهم في المرحلة الراهنة، تتصدرها استعادة الدولة اليمنية، وسيتم معالجة القضية الجنوبية في اطارها".

تفاصيل اوفى: بيان "رئاسي" عاجل بشأن التصعيد في عدن وعواقبه

وجاء البيان التوضيحي للرئيس العليمي، إثر تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، سياسيا وعسكريا، ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، وتلويحه باستئناف الانقلاب على الشرعية الذي نفذه في اغسطس 2019م، والحرب التي شنتها مليشياته ضد الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي وقوات الجيش الوطني، بجنوب البلاد.

تفاصيل اوفى:  الكتائب المُعدة لاستقبال العليمي بمطار عدن (فيديو)

يتزامن هذا مع كشف مسؤول حكومي عن تحركات اماراتية باتجاه دفع "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع لها، إلى اصدار اعلان خطير، ينسف التوافق وتوحيد الصفوف الذي تسعى اليه السعودية، ويقلب الطاولة على الجميع والاوضاع رأسا على عقب، ويسقط السلطة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وتبعا دولة الجمهورية اليمنية ووحدة اليمن.

تفاصيل اوفى: مسؤول يكشف تحركا اماراتيا لدفع "الانتقالي" لهذا الإعلان

يشار إلى ان المجلس الانتقالي" يصر عبر مليشياته الممولة من الامارات، على فرض انفصال جنوب اليمن في دولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها في موقع اليمن وثرواته، وسواحله وموانئه وجزره الاستراتيجية، في سياق سعيها المعلن لبسط نفوذها على حركة وخطوط الملاحة الدولية عبر البحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر.