الجمعة 2025/12/26 الساعة 02:41 م

السعودية تعلن نفاد صبرها (بيان)

العربي نيوز:

ورد للتو، اعلان نفاد صبر المملكة العربية السعودية، حيال استمرار تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات في محافظة حضرموت، ورفضه الاستجابة لبيان وزارة الخارجية السعودية، مساء الخميس (25 ديسمبر)، الداعي الى سحب مليشياته فورا من محافظات شبوة وحضرموت والمهرة.

أكد هذا الباحث السعودي في العلاقات الدولية، السياسي البارز، سلمان الأنصاري، في تدوينة نشرها على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا) ليل الخميس، موضحا أن "السعودية بدأت العد التنازلي للصبر الاستراتيجي" تجاه تحركات واستمرار تصعيد "الانتقالي الجنوبي" في محافظتي حضرموت والمهرة.

وكشف الأنصاري: عن خطتين لمرحلة الصبر الاستراتيجي للمملكة والتعامل مع التطورات، وقال: "الخطة أ: والتي تتضمن الانسحاب الطوعي العاجل عبر التنسيق والتفاهم والاحترام والتقدير". وأردف: "الخطة ب، والتي تشمل الانسحاب القسري العاجل من دون أي مجال للتنسيق أو التفاهم، وبلا رجعة".

يأتي هذا بعدما أكدت الخارجية السعودية في بيان أن "تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة تمت بشكل أحادي ودون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف". وأن "تصعيد الانتقالي غير المبرر أضر بمصالح الشعب اليمني وبالقضية الجنوبية وقوض جهود التحالف".

موضحة أنه "تم ارسال فريق عسكري مشترك سعودي–إماراتي لوضع الترتيبات اللازمة مع المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، بما يضمن عودة قواته إلى مواقعها السابقة خارج المحافظتين، وتسليم المعسكرات لقوات (درع الوطن) والسلطة المحلية وفق إجراءات منظمة وتحت إشراف قوات التحالف".

وأكدت أن "الجهود ما تزال متواصلة لإعادة الاوضاع الى ما كانت عليه". داعية "الانتقالي" إلى "انهاء تصعيده وخروج قواته بشكل عاجل من حضرموت والمهرة"، كما دعت القوى والمكونات اليمنية إلى "ضبط النفس وتجنب أي إجراءات من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار، لما قد يترتب عليها من نتائج خطيرة".

ولمحت الى استخدام القوة العسكرية لاجبار "الانتقالي الجنوبي" على سحب مليشياته، بحديثها عن أن "المملكة ركزت خلال الفترة الماضية على السعي لحلول سلمية لمعالجة الأوضاع في المحافظتين"، و"أن حل القضية الجنوبية سيتم عبر جلوس كافة الأطراف اليمنية على طاولة الحوار ضمن الحل السياسي الشامل".

وزارة الخارجية السعودية، اختتمت بيانها المتضمن تحذيرا بدا اخيرا ونهائيا لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي"، بتجديد تأكيد "دعم المملكة العربية السعودية لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية والسلام في الجمهورية اليمنية الشقيقة". بما في ذلك الدعم العسكري.

يتزامن هذا مع انتشار مليشيات "الدعم الامن" التابعة لـ "الانتقالي الجنوبي"، الخميس، بمديريات العبر والشحر غيل بن يمين، وتنفيذها حملة مداهمات واعتقالات، استفزت قبائل حضرموت، لتشتبك معها في عدد من المواقع، وسط انباء عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وسيطرة المليشيا على معسكر "النخبة الحضرمية".

والاربعاء (24 ديسمبر)، تفاجأت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية، بتحرك دولي واسع ومباغت من 27 دولة أوروبية كبرى، اتفقت على رفض تعنت المليشيا وتمردها المتواصلين، وتصعيدها لانقلابها على الشرعية باجتياحها المسلح لمحافظات شبوة وحضرموت والمهرة.

تفاصيل: تحرك دولي يباغت المليشيا (اعلان)

جاء الموقف الاوروبي بعد اقل من 24 ساعة على اجماع دولي عبَّر عنه مجلس الامن الدولي، ضد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات ومساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن بقوة مليشياته المسلحة الممولة من الامارات، أكد تمسكه بوحدة الجمهورية اليمنية وسيادتها وسلامة اراضيها واستقرارها.

تفاصيل: انتكاس احلام "الانتقالي" (اعلان)

في السياق، بدأت السعودية وسلطنة عمان، تنسيقا عسكريا غير مسبوق، بعد لقاء جمع سلطان عمان مع وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء (23 ديسمبر)، كُرس "لمناقشة الملفات الساخنة في المنطقة"، في مقدمها التطورات الاخيرة في اليمن، وتصعيد الامارات على حدود البلدين.

تفاصيل: تنسيق عسكري سعودي عماني 

وسجلت السعودية وسلطنة عمان، الاثنين (22 ديسمبر) أول رد عملي على تصعيد الامارات على حددوهما مع اليمن، باجتياح مليشيات "الانتقالي الجنوبي" محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، ورفضها الانسحاب منها، ضمن ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب واستعادة دولته".

تفاصيل: رد سعودي عماني على الامارات

في المقابل، استفزت الامارات غضب السعودية، بإعلان رسمي هو الاول من نوعه، أكد دعمها "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع لأبوظبي وسعيه المسلح الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة مستقلة، بزعم أنها "إرادة أهالي الجنوب"، ووصف المملكة أنها غشيمة، محذرا من مخالفتها رؤية الامارات.

تفاصيل: الامارات تستفز السعودية (اعلان)

وفقا لتسريبات غربية، امريكية وبريطانية متلاحقة، فإن دعم الامارات لمليشيا "الدعم السريع" الانقلابية في السودان، ومليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية في اليمن، فجر ازمة اقليمة جديدة، توصف بالكبرى، ويتوالى تصاعد حدتها، على نحو ينذر بانفجار الصراع في اليمن وامتداد تداعياته الى المنطقة.

تفاصيل: المليشيا تفجر ازمة اقليمية كبرى!

والخميس (18 ديسمبر)، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن "المجلس الانتقالي الجنوبي تلقى تحذيراً باحتمالية شنّ القوات السعودية غارات جوية مباشرة عليه". معتبرة أن هذا "يُهدد مواقع المجلس ويزيد من احتمالية وقوع اشتباكات مستقبلية بين قواته والقوات الموالية للمملكة العربية السعودية".

يترافق هذا مع تنفيذ سلاح الجو السعودي في وقت سابق من الاسبوع الفائت، طلعات جوية بسماء حضرموت، وتصعيد السعودية اعلاميا، عبر حملة انتقاد واسعة و"عقلنة" لـ "الانتقالي الجنوبي"، تتضمن بيان عواقب تحديه ورفضه سحب مليشياته من حضرموت وشبوة والمهرة، بما في ذلك توعده ومليشياته بالدفن.

تفاصيل: طلعات جوية لردع "الانتقالي"! (فيديو)

تفاصيل: السعودية تتوعد "الانتقالي" بالدفن !

والخميس (11 ديسمبر)، اصدرت السعودية اعلانا جديدا وحازما، اكدت فيه رفضها القاطع تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد وسيطرة مليشياته محافظتي حضرموت والمهرة، وتمسكها بالدفاع عن وحدة اليمن، محذرة من "انزلاق حضرموت والمهرة لحرب لا طاقة لها بها".

تفاصيل: اعلان سعودي خطير بشأن اليمن 

جاء هذا بعدما التقى الرئيس العليمي، بمقر اقامته في الرياض، الاثنين (8 دسمبر) سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، واطلعهم على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".

تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب 

تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.

تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !

وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.

تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!

يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف