الاثنين 2025/12/22 الساعة 10:18 ص

المليشيا تفجر ازمة اقليمية كبرى!

العربي نيوز:

فجرت المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ازمة اقليمة جديدة، توصف بالكبرى، ويتوالى تصاعد حدتها، على نحو ينذر بانفجار الصراع في اليمن وامتداد تداعياته الى المنطقة.

أكدت هذا تقارير عدة نشرتها مواقع اخبارية وسياسية امريكية وبريطانية، وكشف موقع "دارك بوكس" السبت (20 ديسمبر) عن اتصالات مسربة تظهر أن المسؤولين في السعودية كانوا يشعرون بقلق متزايد إزاء رفض "الانتقالي" مطالبها بالانسحاب من المحافظات اليمنية الشرقية.

وقال: "إن التوسع السريع للمجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة لم يكن عفويًا ولا مدفوعًا بدوافع محلية، بل جاء بعد أشهر من التحضير والتنسيق والتغطية السياسية التي وفرتها أبو ظبي، التي تنظر إلى شرق اليمن كجائزة استراتيجية بعد أن  أصبح التحكم في حقول النفط والموانئ والجزر والممرات البرية السمة المميزة لحملة المجلس".

مضيفا: "إن دور أبوظبي أصبح عدواني بشكل متزايد، والمخططين الإماراتيين يستغلون لحظات الإرهاق الدبلوماسي والإهمال الدولي، ويسعون لترسيخ مكاسبهم على الأرض، ويُعاد تشكيل اليمن إلى مناطق نفوذ بدلًا من إعادة بنائه كدولة ذات سيادة". واصفا هذا بأنه "مخطط خبيث متجذر في السيطرة، لا السلام". وأن "عواقبه على اليمن وخيمة".

وتابع قائلا: إن "السعودية تتراجع لتجنب حرب داخلية بين حلفائها الاسميّين، بينما يملأ المجلس الانتقالي الفراغ، مما يزيد من التشرذم ويرسّخ الانقسامات، وبدلاً من جبهة موحدة في مواجهة التهديدات المشتركة، يتحول الجنوب إلى فسيفساء من السلطات المتنافسة".

وخلص موقع "دارك بوكس" إلى إن "انسحاب القوات المدعومة من السعودية ليس سببًا لتفاقم الأزمة اليمنية، بل هو أحد أعراضها". وقال: "إن المحرك الحقيقي هو الصدام المتزايد بين رؤيتين إقليميتين، لمصير اليمن، الاولى سعودية والثانية امارتية".

مضيفا: "إذ تسعى إحداهما (السعودية) إلى الحفاظ على اليمن كدولة موحدة، مهما كانت هشة. بينما تسعى الأخرى (الامارات) إلى تفتيتها (الدولة الموحدة في اليمن) لتحقيق مكاسب استراتيجية، وما لم يُواجه هذا التباين، سيتسارع تفكك اليمن، وستتلاشى آفاق الوحدة تدريجيًا".

من جانبه، أكد موقع "فورين أفيرز" الامريكي العسكري، الجمعة (19 ديسمبر)، في تقرير موسع، أن "تصعيد الانتقالي جرى بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وأثار قلق السعودية، وأدى لتوترات معها، ومن الممكن أن يوفر ذريعة للحوثيين في اتخاذ إجراءات أكبر".

مضيفا: "في غياب مشاركة الولايات المتحدة، من المرجح أن تواصل السعودية والإمارات دعم الجماعات المتنافسة داخل التحالف الحكومي، مما يعمق التوترات بين حليفين رئيسيين للولايات المتحدة (وهي أيضا في السودان)، ويوسع الانقسامات بين اليمنيين، ويخلق فرصا للحوثيين للاستفادة".

وحذر الموقع الامريكي: من أنه "لن يكون من السهل استعادة الهدوء إلى اليمن، وسيتطلب الجهد ضمانات أمنية للبحر الأحمر ولجيران الخليج، بالإضافة إلى معالجة مطالب المجلس باستقلال الجنوب. وفي النهاية، سيتطلب ذلك إدخال الحوثيين في عملية سياسية ومنحهم حصة".

مختتما: "قد يتوقف الاتفاق أمام العديد من المصالح المتنافسة. لكن عدم القيام بأي شيء سيكون أسوأ بكثير، ويكاد يضمن استمرار مشاكل اليمن في الامتداد إلى أحد أكثر طرق الشحن حيوية في العالم والشرق الأوسط الأكبر. واشنطن لا تحتاج إلى القيادة في اليمن، لكن المخاطر عالية جدا لعدم الحضور".

والخميس (18 ديسمبر)، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن "المجلس الانتقالي تلقى تحذيراً باحتمالية شنّ القوات السعودية غارات جوية مباشرة عليه، معتبرة ذلك ما يُهدد مواقع المجلس ويزيد من احتمالية وقوع اشتباكات مستقبلية بين القوات الموالية إما للمملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة".

يترافق هذا مع طلعات جوية لطائرات سلاح الجو السعودي بسماء حضرموت، وتصعيد السعودية اعلاميا، عبر حملة انتقاد واسعة و"عقلنة" لـ "الانتقالي الجنوبي"، تشنها وسائل اعلام المملكة، وتتضمن بيان عواقب تحديه ورفضه سحب مليشياته من حضرموت وشبوة والمهرة، بما في ذلك توعده ومليشياته بالدفن.

تفاصيل: طلعات جوية لردع "الانتقالي"! (فيديو)

تفاصيل: السعودية تتوعد "الانتقالي" بالدفن !

وتأتي هذه المستجدات بعدما اطلقت الامارات، الجمعة (12 ديسمبر) اعلانا يجاهر بتحدي السعودية في اليمن، ويرد على رفض الرياض اجتياح "الانتقالي الجنوبي" حضرموت وشبوة والمهرة، وتأكيدها "الالتزام بالحفاظ على وحدة اليمن واستقراره"؛ بتأكيد دعم ابوظبي لانفصال جنوب اليمن، والدعوة للاعتراف بدولته.

تفاصيل: الامارات تتحدى السعودية في اليمن!

جاء هذا عقب اصدار السعودية، الخميس (11 ديسمبر)، اعلانا جديدا وحازما، اكدت فيه رفضها القاطع تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد وسيطرة مليشياته محافظتي حضرموت والمهرة، وتمسكها بالدفاع عن وحدة اليمن، محذرة من "انزلاق حضرموت والمهرة لحرب لا طاقة لها بها".

تفاصيل: اعلان سعودي خطير بشأن اليمن 

والاثنين (8 ديسمبر) أطلع الرئيس العليمي في اجتماع بمقر اقامته بالرياض، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".

تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب 

تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.

تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !

وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.

تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!

يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.