العربي نيوز:
استفزت الامارات غضب المملكة العربية السعودية، بإعلان رسمي هو الاول من نوعه، أكد دعمها "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع لأبوظبي وسعيه المسلح الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة مستقلة، بزعم أنها "إرادة أهالي الجنوب"، ووصف المملكة أنها غشيمة، محذرا من مخالفتها رؤية الامارات.
جاء هذا في تصريح ادلى به المستشار الدبلوماسي لرئيس الامارات، الدكتور أنور قرقاش، نشره في تدوينة على منصة إكس (توتير سابقا) الاثنين (22 ديسمبر)، انتقد الحملة السياسية والاعلامية السعودية ضد الامارات ودعمها "الانتقالي الجنوبي".
وقال قرقاش: "ليست الإمارات من تدعو إلى حق تقرير المصير في الجنوب، بل هي إرادة أهله". وأردف قائلا: "لا تسعى الإمارات إلى زعامة ولا إلى نفوذ، بل تعمل مع شركائها من أجل منطقة مستقرة ومزدهرة وخالية من التطرف." حسب زعمه.
مضيفا: "تابعتُ الحملات الشرسة على بلدي، بعضها من مصادر متوقعة، وأخرى من أطراف لم أتوقعها. حملاتٌ تجاهلت في غالبها الظروف الداخلية للحالات التي تتناولها، لتبرّر تقصيرها وهروبها إلى الأمام، فبقيت في مجملها معدومة النتائج".
وتابع مستشار رئيس الامارات، متحديا السعودية وسلطنة عُمان، بقوله: "مع الإمارات… الشراكة تُبنى على الثقة والوضوح والتكافؤ"، مؤكدًا استمرار الامارات في "دعم الاستقرار والسلام والحكم المدني في المنطقة وفق الأطر الدولية والإقليمية".
من جانبه، نشر نائب رئيس شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، تدوينة على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، الاثنين (22 ديسمبر)، انتقادا مباشرا للمملكة العربية السعودية بصيغة نظم شعري شعبي، يحذر السعودية من مخالفة رؤية الامارات.
وقال خلفان: "اذا صاحبك ما يسمع القول خله، واعطه نصيحه لأجل ربك ودله، وان طاح لا تخليه ع الكتف شله، فالرجل يستأهل تعدل وقوفه،..". إلى أن يقول: "فالمرء يوقف معتدل في صفوفه، واللي يجلك قدره ثم جله، ولو زل اصبر بالزلل لا تمله".
مضيفا: "اسمع كلامه لين ينهيه كله، لعل عنده ما يبرر لخوفه، لكل فعل ردة ضد فعله، والعاقل اللي ما يصرقعه غله، مديم يتهيد ويصبر بمهله، لكل انسانٍ تحده ظروفه". وأردف في تدوينة اخرى: "اللهم جنبنا اصحاب الظن السئ، واجعل صحبتنا مع الأخيار".
والسبت (20 ديسمبر)، نشر ضاحي خلفان، المقرب من رئيس وحكام الامارات والمتحدث غير الرسمي بمواقف الامارات، على حسابه بمنصة إكس؛ انتقادا مباشرا لرؤية السعودية في المنطقة، قائلا في تدوينة: "الرؤية التي لا تكون لمستقبل أفضل، تركها أفضل".
قوبلت تدوينة خلفان، بردود غاضبة من سياسيين وناشطين سعوديين، ادانوا اساءته إلى "رؤية المملكة 2030"، واعتبروها "غيرة وعقدة نقص". مؤكدين في ردودهم "مضي رؤية المملكة اقتصاديا وسياسيا نحو الريادة اقليميا وعالميا، رغم انف الحاسدين".
يترافق هذا مع تنفيذ سلاح الجو السعودي في وقت سابق، طلعات جوية بسماء حضرموت، وتصعيد السعودية اعلاميا، عبر حملة انتقاد واسعة و"عقلنة" لـ "الانتقالي الجنوبي"، تتضمن بيان عواقب تحديه ورفضه سحب مليشياته من حضرموت وشبوة والمهرة، بما في ذلك توعده ومليشياته بالدفن.
تفاصيل: طلعات جوية لردع "الانتقالي"! (فيديو)
تفاصيل: السعودية تتوعد "الانتقالي" بالدفن !
والخميس (18 ديسمبر)، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن "المجلس الانتقالي الجنوبي تلقى تحذيراً باحتمالية شنّ القوات السعودية غارات جوية مباشرة عليه". معتبرة أن هذا "يُهدد مواقع المجلس ويزيد من احتمالية وقوع اشتباكات مستقبلية بين قواته والقوات الموالية للمملكة العربية السعودية".
وفقا لتسريبات غربية، امريكية وبريطانية، فإن دعم الامارات لمليشيا "الدعم السريع" الانقلابية في السودان، ومليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية في اليمن فجر ازمة اقليمة جديدة، توصف بالكبرى، ويتوالى تصاعد حدتها، على نحو ينذر بانفجار الصراع في اليمن وامتداد تداعياته الى المنطقة.
تفاصيل: المليشيا تفجر ازمة اقليمية كبرى!
والخميس (11 ديسمبر)، اصدرت السعودية اعلانا جديدا وحازما، اكدت فيه رفضها القاطع تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد وسيطرة مليشياته محافظتي حضرموت والمهرة، وتمسكها بالدفاع عن وحدة اليمن، محذرة من "انزلاق حضرموت والمهرة لحرب لا طاقة لها بها".
تفاصيل: اعلان سعودي خطير بشأن اليمن
جاء هذا بعدما التقى الرئيس العليمي، في مقر اقامته بالرياض، الاثنين (8 دسمبر) سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، واطلعهم على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".
تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.
