الثلاثاء 2025/12/09 الساعة 11:10 ص

الرئيس العليمي يعلن الحرب

العربي نيوز:

حسم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الجدل الدائر بشأن التطورات المتسارعة في اليمن، واستمرار تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، انقلابه الجديد على الشرعية اليمنية واجتياحه محافظتي حضرموت والمهرة واسقاط معسكرات ومؤسسات الدولة فيهما، وأكد "إن الشعب وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة".

جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس رشاد محمد العليمي في العاصمة السعودية الرياض مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، الاثنين (8 ديسمبر) بحضور رئيس الحكومة سالم صالح بن بريك، لإطلاعهم على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على الامن والاستقرار وتعذر دفع رواتب الموظفين وغيرها من التداعيات الكارثية.

ونقلت وكالة الانباء اليمنية الحكومية (سبأ) عن السفراء أنهم "جددوا التزامهم الكامل بدعم مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، ووحدة اليمن واستقراره، وسلامة أراضيه". وقالت: "كما أكد السفراء، أهمية وحدة مجلس القيادة الرئاسي، ووفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه المجتمعين الإقليمي والدولي لضمان استمرار الدعم على كافة المستويات".

موضحة أن الرئيس العليمي اكد أن اجراءات تصعيد "الانتقالي" في المحافظات الشرقية "تمثل خرقا صريحا لمرجعيات المرحلة الانتقالية، وتهديدا مباشرا لوحدة القرار الأمني والعسكري، وتقويضا لسلطة الحكومة الشرعية، وتهديدا خطيرا للاستقرار، ومستقبل العملية السياسية برمتها، ولها تداعيات اقتصادية ابرزها تعذر دفع رواتب الموظفين".

وقالت الوكالة الحكومية: إن الرئيس رشاد العليمي "حذر خلال اللقاء من تداعيات اقتصادية ومعيشية خطيرة لأي اضطراب في محافظتي حضرموت والمهرة، موضحا أن ذلك يعني تعثر دفع مرتبات الموظفين، ونقص الوقود لمحطات الكهرباء، وتفاقم الأزمة الإنسانية، ونسف كل ما تحقق من إصلاحات اقتصادية، وإضعاف ثقة المانحين بالحكومة الشرعية".

مطالبا السفراء بإدانة اجتياح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" حضرموت والمهرة، بقوله: إن "الرياض بذلت جهدا للتوصل إلى اتفاق يضمن عمل المنشآت النفطية، ومنع انزلاق المحافظة إلى مواجهات مفتوحة، معربا عن أسفه لتعرض هذه الجهود لتهديد مستمر نتيجة تحركات عسكرية أحادية الجانب، أبقت مناخ التوتر، وعدم الثقة قائما على نطاق أوسع".

وتابع قائلا: إن "مسارات التهدئة تتمثل بموقف دولي موحد، واضح وصريح، يرفض الإجراءات الأحادية، ويؤكد الالتزام الكامل بمرجعيات المرحلة الانتقالية، ويدعم الحكومة الشرعية باعتبارها الجهة التنفيذية الوحيدة لحماية المصالح العليا للبلاد". وأكد في المقابل على أن "أن الشعب اليمني وحكومته قادرين على ردع أي تهديد، وحماية المركز القانوني للدولة".

محذرا من "إن سقوط منطق الدولة في اليمن لن يترك استقرارا يمكن الاستثمار فيه، لا في الجنوب ولا في الشمال". ودعا إلى "تحمل المسؤولية الجماعية، لمنع انزلاق البلاد إلى مزيد من التفكك والفوضى". كما "دعا المجتمع الدولي إلى ضغط علني لعودة القوات الوافدة من خارج حضرموت والمهرة، ودعم السلطات المحلية في حماية المنشآت السيادية، ومنع تكرار التصعيد"،

يأتي هذا بالتزامن مع مسارعة الامارات الى اصدار اعلان استفز غضب اليمنيين وسياسيي السعودية ودول الخليج، اشهر اعترافها بما سمته "دولة الجنوب العربي" التي يسعى ذراعها السياسي والعسكري في اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي) الى فرضها بقوة مليشياته، عقب اجتياح الاخيرة محافظتي حضرموت والمهرة.

تفاصيل: الامارات تثير غضب اليمنيين (اعلان)

والسبت (6 ديسمبر)، اعلنت السعودية رسميا، رفضها اجتياح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، المحافظة والسيطرة على معسكراتها ومؤسسات الدولة فيها، وانتهاك اتفاق التهدئة الذي رعته السعودية، واصدرت اعلانا تضمن امرا مباشرا لـ "الانتقالي الجنوبي" بسحب مليشياته من حضرموت، وعودة الاوضاع لما كانت عليه.

تفاصيل: رسميا: أمر سعودي عاجل لـ "الانتقالي"

تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.

تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !

وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.

تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!

يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.