العربي نيوز:
بدأت السعودية وسلطنة عمان، تنسيقا عسكريا غير مسبوق، بعد لقاء جمع سلطان عمان هيثم بن طارق، الثلاثاء (23 ديسمبر)، وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في قصر البركة بالعاصمة مسقط كرس "لمناقشة الملفات الساخنة في المنطقة"، في مقدمها التطورات الاخيرة في اليمن، وتصعيد الامارات على حدود البلدين.
أكدت هذا وكالة الانباء العمانية، وذكرت ابلاغ سلطان عمان موقف السلطنة من التطورات، وقالت: "جرى خلال اللقاء استعراض آفاق التعاون الثنائي بين البلدين وجهود تعزيز المصالح المشتركة.كما ناقش الجانبان التطورات الإقليمية والدولية، ورؤية السعودية تجاه عدد من الملفات الساخنة في المنطقة وعرض وجهة نظر السلطنة حيالها".
وعلى صعيد متصل، ذكرت الوكالة، في خبر اخر، أن "قائد سلاح الجو السلطاني العماني، اللواء الركن طيار خميس بن حماد الغافري، استقبل الثلاثاء (23 ديسمبر) في مكتبه بمعسكر المرتفعة، قائد القوات الجوية الملكية السعودية، صاحب السمو الملكي الفريق الركن تركي بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، والوفد العسكري المرافق له".
موضحة ان "الغافري رحب بالضيف السعودي، بحضور عدد من كبار الضباط بسلاح الجو العماني " وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول عدد من الموضوعات العسكرية ذات الاهتمام المشترك". بالتوازي مع استمرار التصعيد الاماراتي على حدود البلدين عبر حشد مليشياتها (الانتقالي الجنوبي) الى محافظتي حضرموت والمهرة.
وسجلت المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، الاثنين (22 ديسمبر) أول رد عملي على تصعيد الامارات في المحافظات اليمنية الشرقية الحدودية معهما، واجتياح مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، ورفضه الانسحاب منها، ضمن ما سماه "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب واستعادة دولته".
تفاصيل: رد سعودي عماني على الامارات
في المقابل، استفزت الامارات غضب المملكة العربية السعودية، بإعلان رسمي هو الاول من نوعه، أكد دعمها "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع لأبوظبي وسعيه المسلح الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة مستقلة، بزعم أنها "إرادة أهالي الجنوب"، ووصف المملكة أنها غشيمة، محذرا من مخالفتها رؤية الامارات.
تفاصيل: الامارات تستفز السعودية (اعلان)
وفقا لتسريبات غربية، امريكية وبريطانية متلاحقة، فإن دعم الامارات لمليشيا "الدعم السريع" الانقلابية في السودان، ومليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية في اليمن، فجر ازمة اقليمة جديدة، توصف بالكبرى، ويتوالى تصاعد حدتها، على نحو ينذر بانفجار الصراع في اليمن وامتداد تداعياته الى المنطقة.
تفاصيل: المليشيا تفجر ازمة اقليمية كبرى!
والخميس (18 ديسمبر)، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن "المجلس الانتقالي الجنوبي تلقى تحذيراً باحتمالية شنّ القوات السعودية غارات جوية مباشرة عليه". معتبرة أن هذا "يُهدد مواقع المجلس ويزيد من احتمالية وقوع اشتباكات مستقبلية بين قواته والقوات الموالية للمملكة العربية السعودية".
يترافق هذا مع تنفيذ سلاح الجو السعودي في وقت سابق من الاسبوع الفائت، طلعات جوية بسماء حضرموت، وتصعيد السعودية اعلاميا، عبر حملة انتقاد واسعة و"عقلنة" لـ "الانتقالي الجنوبي"، تتضمن بيان عواقب تحديه ورفضه سحب مليشياته من حضرموت وشبوة والمهرة، بما في ذلك توعده ومليشياته بالدفن.
تفاصيل: طلعات جوية لردع "الانتقالي"! (فيديو)
تفاصيل: السعودية تتوعد "الانتقالي" بالدفن !
والخميس (11 ديسمبر)، اصدرت السعودية اعلانا جديدا وحازما، اكدت فيه رفضها القاطع تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد وسيطرة مليشياته محافظتي حضرموت والمهرة، وتمسكها بالدفاع عن وحدة اليمن، محذرة من "انزلاق حضرموت والمهرة لحرب لا طاقة لها بها".
تفاصيل: اعلان سعودي خطير بشأن اليمن
جاء هذا بعدما التقى الرئيس العليمي، بمقر اقامته في الرياض، الاثنين (8 دسمبر) سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، واطلعهم على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".
تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.

