الاربعاء 2025/05/21 الساعة 06:04 ص

استهداف عيدروس الزُبيدي في عدن (فيديو)

العربي نيوز:

التقطت كاميرات هواتف ناشطين، مشاهد فيديو، توثق انفجار غضب المواطنين المحتجين على تردي الاوضاع المعيشية والخدمية في العاصمة المؤقتة عدن، بوجه رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزٌبيدي، والقائهم عليه وابلا من الحجارة.

ونشرت منصة "ابناء عدن" مشاهد فيديو، توثق سخط المواطنين في عدن على تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء وتدهور الاوضاع، وتفريغ غضبهم بالقائهم الحجارة على صور رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي".

مضيفة: "في يومٍ ساخط من أيام عدن المشتعلة، خرج شبابها ورجالها وقد ضاقوا ذرعًا بالانتظار، ووقفوا أمام لوحة مستفزة لعيدروس الزبيدي. رمقوها بنظرات الغضب، ثم أمطروها بما تبقّى في صدورهم من حجارة الاحتجاج".

وتابعت المنصة تعليقها على المشاهد بقولها: "⁠انطلقت حجارة الأحرار من أياديهم كقذائف رمزية، تحمل في طياتها وجع السنوات، سنواتٍ من الجوع والتيه والخوف، من عسكرة المدينة وتحويلها إلى جدارٍ أصمّ لا يسمع صوت أبنائه". 

مختتمة تعليقها على مشاهد الفيديو، بتأكيدها استمرار المواطنين في البحث عن حقوقهم، وقالت: "⁠ستسقط الصورة، لكن العيون ستظل شاخصة نحو الأفق، تبحث عن وطنٍ لا يُعلّق على جدار، ولا يُباع في مزاد السلاح والسلطة".

شاهد .. المواطنين في عدن يقذفون الزبيدي بالحجارة (فيديو)

ويواصل المواطنون في عدن كسر قرار مليشيا "الانتقالي الجنوبي" حظر الاحتجاجات على تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية، بقطع الطرقات الرئيسة، واشعال النيران في الاطارات التالفة، مرددين "لا صوت يعلو فوق صوت الشعب". بالتزامن من انطلاق حملة الكترونية تحت وسم " #الانتقالي_لا_يمثلني " .

شاهد .. رفض شعبي لمنع الاحتجاجات بانتفاضة ليلية (فيديو)

يأتي هذا بعدما قمعت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بالقوة السبت (17 مايو) تظاهرات شعبية حاشدة خرجت من مختلف مديريات عدن، باتجاه ساحة العروض في مديرية خور مكسر، تطالب بـ "حقوقهم الأساسية، من خدمات الكهرباء والمياه، وصرف المرتبات، وإعادة فتح المدارس المتوقفة منذ أشهر".

شاهد .. خروج حاشد للمواطنين يرعب المليشيا (فيديو)

لكن المليشيا هالها الغضب الشعبي وهتافات المحتجين المطالبة بـ "اسقاط سلطات الانتقالي الجنوبي والحكومة الفاشلة"، وقامت بإطلاق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين في ساحة العروض بخور مكسر، لتفريقهم بالقوة، وقمع الاحتجاجات المطالبة بالخدمات وإسقاط السلطات الفاسدة والفاشلة.

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تقمع المحتجين بالرصاص (فيديو)

ولم تكتف مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بترويع المحتجين بالرصاص الحي، بل عمدت إلى اختطاف عدد منهم، واقتادتهم بقوة السلاح وعلى متن أطقم عسكرية إلى جهة مجهولة. ما اعتبره مراقبون "اعتداء غادرا يؤكد أن عدن ترزح تحت سلطة عصابات مسلحة لا تؤمن بحرية ولا قانون". 

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تختطف محتجين سلميين (فيديو)

مع ذلك، لم يهب المواطنون في عدن بطش مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، واستطاعوا طرد عناصرها الراجلة من ساحة العروض بخور مكسر، رداً على إطلاقهم النار بوجه الحراك الشعبي السلمي. وهتف المواطنون ضد الظلم والفساد، مطالبين بـ "إسقاط الانتقالي وكل من يقف في وجه إرادة الشعب".

شاهد .. المواطنون يقاومون مليشيا "الانتقالي" (فيديو)

بالمثل، فعلت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في محافظة ابين، قمعت بالرصاص الحي تظاهرة حاشدة للمواطنين، خرجوا للمطالبة بحقوقهم في خدمات الكهرباء والمياه، وصرف المرتبات، وإعادة فتح المدارس، بالتزامن مع دعوة نساء المحافظة الاسبوع الماضي، الى الخروج لرفض الظلم والمعاناة.

قابلت مليشيا "الحزام الامني"، التظاهرة الشعبية السلمية، بالعنف، وأطلقت الرصاص الحي تجاه المتظاهرين، وأعدمت أحد المواطنين بدم بارد أمام الحشود، في جريمة هزت الشارع بأكمله، وأكدت استبداد مليشيا "الانتقالي الجنوبي" والحاجة لتحرك شعبي وحقوقي لوقف انتهاكاتها ومحاسبتها.

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تعدم مواطنا في ابين (فيديو)

وأعلنت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية المتمردة على الشرعية  حظر اي تظاهرات او احتجاجات، وتوعدت المخالفين بـ "اجراءات رادعة" بحقهم. زاعمة أن قرار حظر الاحتجاجات "يأتي للحفاظ على سلامتهم والممتلكات العامة والخاصة" وتفويت مخططات تستهدف امن واستقرار عدن".

تفاصيل: قرار للمليشيا يستهدف جميع المواطنين (اعلان)

جاء قرار المليشيا حظر الاحتجاجات السلمية، بعد ايام على قرار مماثل لها يستهدف النساء في عدن ومحافظات جنوب البلاد، ضمن سلسلة قراراتها القمعية، بعدما فاجأتها نساء عدن بخروج حاشد حمل اسم "ثورة النسوان"، وأكد مقدرة النساء على اسقاط سلطات المليشيا الانقلابية الفاشلة والفاسدة والمستبدة.

تفاصيل: المليشيا تتخذ قرارا صادما ضد النساء !

والسبت (10 مايو) شهدت عدن، أول خروج حاشد للنساء، ملأ ساحة العروض بمديرية خور مكسر، وضج بالهتافات المناؤة لـسلطات "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، وسيطرتها على مؤسسات الدولة ومواردها منذ انقلابها على الشرعية في اغسطس 2019م، وتسببها في تدهور الاوضاع والعملة المحلية.

تفاصيل: قوة جديدة تباغت المليشيا وسط العاصمة (فيديو)

تطالب احتجاجات المواطنين المتصاعدة في عدن المحافظات المحررة، السلطات "القيام بواجباتها وتنفيذ حلول سريعة ونهائية لأزمة الكهرباء، وتحسين الخدمات العامة الاساسية، ووضع حل لتأخر صرف الرواتب وارتفاع اسعار السلع وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال وتجاوزه 2550 ريالا للدولار".

كما تطالب هتافات ولافتات وبيانات وقفات ومسيرات الاحتجاجات بـ "تقديم الفاسدين لمحاكمات علنية". وتشدد على ان تدهور الاوضاع ناتج عن "الفساد وحماية شركاء السلطة للمفسدين". متهمة التحالف ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي بأنهم "شركاء في تدهور الاوضاع والخدمات".

يترافق هذا مع تصاعد ساعات انقطاعات الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة لحج، مع بدء دخول الصيف اللاهب، واستمرار انهيار قيمة العملة المحلية وتجاوزه سقف 2500 ريالا مقابل الدولار، واستمرار ارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية، وتفاقم تدهور الاوضاع المعيشية للمواطنين.

ويتزامن هذا التدهور المتصاعد للأوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية مع بوادر أزمة عجز الحكومة الشرعية عن دفع رواتب موظفي الدولة في عدن والمحافظات المحررة، بعد تأخر صرف رواتب المعلمين والعسكريين والحوافز والعلاوات، في ظل نُذر امتداد الازمة لرواتب الاشهر المقبلة.

تفاصيل: اعلان رئاسي بشأن صرف الرواتب (بيان)

من جانبهم، يشير سياسيون واقتصاديون إلى أن تفاقم تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية في عدن والمحافظات الجنوبية سابق لتوقف تصدير النفط، ويرجعونه الى "اتساع الاختلالات في المالية العامة للحكومة وصرف رواتب كبار موظفيها بالعملة الصعبة بجانب تبادل اتهامات الفساد". حسب تعبيرهم.

ويتهم "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع الى الامارات، وسياسييوه، الحكومة بـ "صفقات فساد تتجاوز عدم ايداع ايرادات الدولة في البنك المركزي اليمني إلى نهب المساعدات والمنح المالية وانشاء شركات استثمارية خاصة خارج البلاد، بجانب المضاربة على العملة". حسب زعمه.

في المقابل، يتهم مسؤولون في الحكومة "الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي في اغسطس 2019م.

مؤكدين أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي الجنوبي‘ على الشرعية واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة المحلية وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".

وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.