الأحد 2025/05/18 الساعة 11:57 ص

قرار للمليشيا يستهدف جميع المواطنين (اعلان)

العربي نيوز:

أعلنت المليشيا الانقلابية المتمردة على الشرعية عن قرار جديد وخطير، يستهدف جميع المواطنين في العاصمة ومحافظات سيطرتها، وينتهك مزيدا من حقوقهم المكفولة بموجب الدستور والقوانين النافذة، بعد اعتداء عناصرها المسلحة وقمعها تظاهرة احتجاجية حاشدة، خرجت السبت، رفضا لتدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية.

جاء هذا في بيان صادر عن "اللجنة الامنية في العاصمة المؤقتة عدن"، والخاضعة لسيطرة مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بعد اعتداء المليشيا على تظاهرة احتجاجية جديدة خرجت مساء السبت (17 مايو) في ساحة العروض بمديرية خور مكسر، للمطالبة بالخدمات الاساسية والرواتب وكبح انهيار العملة وغلاء الاسعار.

وزعمت المليشيا في البيان، أنها "امنت مواقع التجمعات ووفرت الحماية للمشاركين فيها"، وقالت: "إلا أنه، وفي ختام التظاهرة التي شهدتها ساحة العروض عصر اليوم، قامت مجموعة من العناصر المندسة بين صفوف المتظاهرين بمحاولة الاعتداء المباشر على الأطقم الأمنية وأفراد قوات الأمن، إضافة إلى إثارة أعمال الشغب، وإغلاق الطرقات".

مضيفة في تبرير اعتداء مسلحيها على المتظاهرين: "في تصرفات خارجة عن إطار السلمية، تهدف إلى تعكير صفو الأمن واستغلال الحريات المكفولة لأغراض تتنافى مع القيم المدنية والنظام العام، تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن المواطنين واستقرار العاصمة، ولا تخدم سوى الأجندات التخريبية التي تسعى لزعزعة السلم الأهلي وجهود ترسيخ الامن".

وكشفت المليشيا عن غايتها من الاعتداء، بقولها: "وعليه نعلن منع تنظيم أي تظاهرات أو فعاليات جماهيرية في الوقت الراهن، إلى حين التأكد من توافر الظروف التي تضمن سلميتها والتزام منظميها بالضوابط القانونية، حرصا على سلامة المواطنين، وحماية الممتلكات". متوعدة بأنها "لن تتهاون في التصدي لأي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار".

مختتمة بيانها المنشور على موقع ما يسمى "القوات المسلحة الجنوبية"، بإصدار اوامر قمعية للمواطنين بـ "التعاون مع الأجهزة الأمنية، والإبلاغ عن أي عناصر مشبوهة، حفاظًا على أمن العاصمة واستقرارها، وتفويت الفرصة على كل من يسعى لنشر الفوضى والخراب". حسب تعبيرها. ما أثار موجة سخط عامة بين اوساط المواطنين ضاعفت نقمتهم.

شاهد .. قرار قمعي جديد للمليشيا في عدن (اعلان)

وخرجت عصر السبت (17 مايو) تظاهرات حاشدة للمواطنين من مختلف مديريات العاصمة المؤقتة عدن، باتجاه ساحة العروض في مديرية خور مكسر، تطالب بـ "بحقوقهم الأساسية، من خدمات الكهرباء والمياه، وصرف المرتبات، وإعادة فتح المدارس المتوقفة منذ أشهر". بالتزامن من انطلاق حملة الكترونية تحت وسم " #الانتقالي_لا_يمثلني " .

شاهد .. خروج حاشد للمواطنين يرعب المليشيا (فيديو)

لكن مليشيا "الانتقالي الجنوبي" هالها الغضب الشعبي وهتافات المحتجين المطالبة بـ "اسقاط سلطات الانتقالي الجنوبي والحكومة الفاشلة"، وقامت بتفريق المتظاهرين في ساحة العروض بخور مكسر بالقوة، مستخدمة الرصاص الحي لفض الاحتجاجات المطالبة بتحسين الخدمات وإسقاط السلطات الفاسدة والفاشلة في توفير الخدمات الاساسية.

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تقمع المحتجين بالرصاص (فيديو)

ولم تكتف مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بترويع المحتجين بالرصاص الحي، بل عمدت إلى اختطاف عدد من المواطنين المحتجين سلميا في ساحة العروض، واقتادتهم بقوة السلاح وعلى متن أطقم عسكرية إلى جهة مجهولة. ما اعتبره مراقبون "اعتداء غادرا يؤكد أن عدن ترزح تحت سلطة عصابات مسلحة لا تؤمن بحرية ولا قانون". 

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تختطف محتجين سلميين (فيديو)

بالمثل، فعلت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في محافظة ابين، قمعت بالرصاص الحي تظاهرة حاشدة للمواطنين خرجوا للمطالبة بحقوقهم الأساسية، من خدمات الكهرباء والمياه، وصرف المرتبات، وإعادة فتح المدارس المتوقفة منذ أشهر، بالتزامن مع دعوة وجهتها نساء المحافظة الاسبوع الماضي، الى الخروج لرفض الظلم والمعاناة.

قابلت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" المسماة "الحزام الامني"، التظاهرة الشعبية السلمية، بالعنف، وأطلقت الرصاص الحي تجاه المتظاهرين، ما أدى إلى إعدام أحد المواطنين بدم بارد أمام أعين الحاضرين، في جريمة هزت الشارع بأكمله، وأكدت استبداد مليشيا "الانتقالي الجنوبي" والحاجة لتحرك شعبي وحقوقي لوقف انتهاكاتها ومحاسبتها.

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تعدم مواطنا في ابين (فيديو)

مع ذلك، لم يهب المواطنون في عدن بطش وقمع مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، واستطاعوا طرد عناصر المليشيا الراجلة من ساحة العروض بخور مكسر، رداً على إطلاقهم النار في محاولة لقمع الحراك الشعبي السلمي. ورفع المواطنون أصواتهم عاليًا ضد الظلم والفساد، مطالبين بـ "إسقاط الانتقالي وكل من يقف في وجه إرادة الشعب".

شاهد .. المواطنون يقاومون مليشيا "الانتقالي" (فيديو)

وخرج المواطنون منتصف ليل السبت (17 مايو) في شوارع مديرية خور مكسر، غاضبين، وعبروا عن رفضهم قرار مليشيا "الانتقالي الجنوبي" منع وحظر الاحتجاجات السلمية، بقطع الطرقات الرئيسة، واشعال النيران في الاطارات التالفة، مرددين "لا صوت يعلو فوق صوت الشعب". مشعلين اولى شرارات انفجار الغضب الشعبي في عدن.

شاهد .. رفض شعبي لمنع الاحتجاجات بانتفاضة ليلية (فيديو)

جاء قرار مليشيا "الانتقالي الجنوبي" حظر الاحتجاجات السلمية، بعد ايام على قرار مماثل يستهدف النساء في العاصمة والمؤقتة ومحافظات جنوب البلاد، ضمن سلسلة قراراتها القمعية، بعدما فاجأت نساء عدن المليشيا، بخروج حاشد حمل اسم "ثورة النسوان" واكد مقدرة النساء على اسقاط سلطات المليشيا الانقلابية الفاشلة والفاسدة والمستبدة.

تفاصيل: المليشيا تتخذ قرارا صادما ضد النساء !

والسبت (10 مايو) شهدت عدن، أول خروج حاشد للنساء، ملأ ساحة العروض بمديرية خور مكسر، وضج بالهتافات المناؤة لـسلطات "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، وسيطرتها على مؤسسات الدولة ومواردها منذ انقلابها على الشرعية في اغسطس 2019م، وتسببها في مفاقمة تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية.

تفاصيل: قوة جديدة تباغت المليشيا وسط العاصمة (فيديو)

تطالب احتجاجات المواطنين المتصاعدة على تدهور الاوضاع في عدن المحافظات المحررة، السلطات "القيام بواجباتها وتنفيذ حلول سريعة ونهائية لأزمة الكهرباء، وتحسين الخدمات العامة الاساسية، ووضع حل لتأخر صرف الرواتب وارتفاع اسعار السلع وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال وتجاوزه 2550 ريالا للدولار".

كما تطالب هتافات ولافتات وبيانات وقفات ومسيرات الاحتجاجات المتلاحقة بـ "تقديم الفاسدين لمحاكمات علنية". وتشدد على ان تدهور الاوضاع ناتج عن "الفساد وحماية شركاء السلطة للمفسدين". متهمين التحالف ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي بأنهم "شركاء في تدهور الاوضاع والخدمات".

يترافق هذا مع تصاعد ساعات انقطاعات الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة لحج، مع بدء دخول الصيف اللاهب، واستمرار انهيار قيمة العملة المحلية وتجاوزه سقف 2500 ريالا مقابل الدولار الامريكي، وتبعا استمرار ارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية، وتفاقم تدهور الاوضاع المعيشية للمواطنين.

ويتزامن هذا التدهور المتصاعد للأوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية مع بوادر أزمة عجز الحكومة الشرعية عن دفع رواتب موظفي الدولة في عدن والمحافظات المحررة، بعد تأخر صرف رواتب المعلمين والعسكريين والحوافز والعلاوات، في ظل نُذر امتداد الازمة لرواتب الاشهر المقبلة.

تفاصيل: اعلان رئاسي بشأن صرف الرواتب (بيان)

من جانبهم، يشير سياسيون واقتصاديون إلى أن تفاقم تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية في عدن والمحافظات الجنوبية سابق لتوقف تصدير النفط، ويرجعونه الى "اتساع الاختلالات في المالية العامة للحكومة وصرف رواتب كبار موظفيها بالعملة الصعبة بجانب تبادل اتهامات الفساد". حسب تعبيرهم.

ويتهم "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع الى الامارات، وسياسييوه، الحكومة بـ "صفقات فساد تتجاوز عدم ايداع ايرادات الدولة في البنك المركزي اليمني إلى نهب المساعدات والمنح المالية وانشاء شركات استثمارية خاصة خارج البلاد، بجانب المضاربة على العملة". حسب زعمه.

في المقابل، يتهم مسؤولون في الحكومة "الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي في اغسطس 2019م.

مؤكدين أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي الجنوبي‘ على الشرعية واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة المحلية وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".

وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.