الأحد 2025/05/11 الساعة 10:31 ص

فضيحة تعذيب وحشي للمليشيا (صور)

العربي نيوز:

وقعت المليشيا الانقلابية المتمردة على الشرعية، في فضيحة جديدة مدوية، بعد انكشاف ارتكابها جريمة تعذيب وحشية مروعة، لأحد الناشطين الحقوقين المعتقلين في سجونها، بالعاصمة المؤقتة عدن.

كشف هذا بيان صادر عن "تنسيقية القوى المدنية الحقوقية"، أكد تعرض الناشط الحقوقي وسيم فضل العقربي، لتعذيب وحشي من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، المسماة "الحزام الامني" في عدن.

ونقلت التنسيقية عن معتقلين اطلق سراحهم من سجون مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في عدن، قولهم: إن الناشط وسيم فضل العقربي الذي اعتقل مطلع مايو الجاري، "يتعرض لتعذيب وحشي بسجون الحزام الامني".

مؤكدة في المقابل، أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم، وستعمل بكافة الوسائل المشروعة لوقف هذه الانتهاكات، وستواصل التصعيد في حال عدم الإفراج الفوري عن المعتقل وتوقف التعذيب بحقه".

وحذّرت أجهزة الامن الخاضعة لمليشيا "الانتقالي" في عدن، من عواقب "الاستمرار في ممارسات القمع والإرهاب ضد النشطاء المدنيين والحقوقيين". وقالت: إن "الشعب لن يظل صامتاً أمام هذه الممارسات الوحشية".

مضيفة بمخاطبة المليشيا: "إن حقوق الإنسان ليست قابلة للتفاوض أو التلاعب، وعليه فإننا سنواصل النضال بكل قوة ووسيلة مشروعة لضمان حماية الحقوق والحريات لكافة المواطنين في عدن وغيرها من المناطق".

واختتمت تنسيقية القوى المدنية الحقوقية، بيانها بقولها: "كما نؤكد أن هذه الحملة من القمع لن تزيدنا إلا إصراراً على تحقيق أهدافنا السامية في الدفاع عن الحق والعدالة والحرية، ولن تُخضعنا أو تفت في عضدنا".
 

شاهد .. مليشيا الانتقالي تعذب الناشط العقربي

جاء اعتقال مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الناشط العدني وسيم فضل العقربي، ضمن حملة اعتقالات طالت نشطاء ومواطنين اخرين لمشاركتهم بتنظيم احتجاجات على تدهور الاوضاع بسبب سيطرة "الانتقالي" على مؤسسات الدولة في عدن.

وتزامنت هذه الجريمة مع تنفيذ مسلحين بمليشيا حزام "الانتقالي الجنوبي" في ابين، السبت (10 مايو) مداهمة مسلحة لمصنع اسمنت الوحدة في محافظة ابين، واختطافها ستة من موظفي المصنع ومديريه، تحت تهديد السلاح.

تفاصيل: هجوم يستهدف مصنع اسمنت ثالث (صور)

يأتي هذا في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني في عدن ومدن المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة وجرائم الاختطافات والاغتيالات خارج القانون.

وتتوالى انتهاكات واعتداءات مليشيا "الانتقالي" حتى بعد إضطرار رئيس "دائرته الامنية" أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء ارتكابه سلسلة جرائم مروعة بحق مئات المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة

كما تتواصل الانتهاكات بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.

تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير

ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.

فضيحة تعذيب وحشي للمليشيا (صور)فضيحة تعذيب وحشي للمليشيا (صور)