الجمعة 2025/04/25 الساعة 03:46 ص

انقلاب مفاجئ داخل رئاسة

العربي نيوز:

شهدت رئاسة "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، انقلابا مفاجئا لكثير من المراقبين المحليين والاقليميين والدوليين للشأن اليمني، ينذر بتصعيد كبير للاحداث في اليمن، وبخاصة جنوب البلاد، التي تشهد تصاعد التوتر وصراع النفوذ بين السعودية والامارت، والقوى التابعة لهما ومليشياتها.

جاء هذا بتجديد نائب رئيس "الانتقالي" ومحافظ حضرموت سابقا، اللواء احمد بن بريك، ما كان اعلنه رئيس "الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، في اجتماع جمعية "الانتقالي" العمومية المنعقد في المكلا (مايو 2023م) بشأن خيارات تسمية الدولة الجنوبية التي يسعى لفرضها، وبينها اسم "دولة حضرموت الفيدرالية".

وقال بريك، في فعالية حشد الالاف من منتسبي مليشياته في عدن والضالع ولحج، طوال اسبوع، لاقامتها في مدينة المكلا باسم "حضرموت اولا" وبمناسبة "الذكرى السنوية لتحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة": "إن المرحلة الحالية تستوجب تصحيح المفاهيم السياسية وتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية".

مضيفا: "إن حضرموت تمتلك كل المقومات التاريخية والجغرافية والسياسية التي تؤهلها لتكون نواة الدولة القادمة". وأردف: "دولتنا القادمة لا نريد أن تُسمى جنوب اليمن أو الجنوب العربي بل دولة حضرموت العربية المتحدة". معتبرا أن اطلاق هذا الاسم "يعكس تطلعات أبناء الجنوب وهويتهم"، حد زعمه.

وتابع: إن "حضرموت لا تستحق هذا العبث والنقص الكبير في الخدمات فهي غنية بمواردها وثرواتها، لكنها تُنهب". مؤكدا وصاية "الانتقالي" على جنوب اليمن وحضرموت، بقوله: إن إطلاق اسم دولة حضرموت المتحدة "يأتي في سياق مشروع سياسي متكامل يسعى لتجسيد إرادة الناس على الأرض".

مخاطبا قوى ومكونات حضرموت القبلية والسياسية الرافضة وصاية "الانتقالي" على حضرموت، بقوله: "القوى التي تحاول أن تَظهر كممثلة للتغيير بلون داعش والقاعدة يُحرَّم عليها مسّ حضرموت". وأضاف مهددا باستخدام القوة المسلحة معها: "قوات النخبة الحضرمية ستنتشر قريباً في وادي حضرموت".

شاهد.. محاولة التفاف "الانتقالي" على حضرموت

ويتوافق اعلان احمد بن بريك، ما مع سبق ان اعلنه عيدروس الزبيدي في اجتماع جمعية "الانتقالي" العمومية في المكلا (مايو 2023م)، عن ان "حضرموت عمود الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة"، وثلاث خيارات لاسم هذه الدولة: الجنوب العربي، دولة حضرموت الاتحادية، وجمهورية اليمن الديمقراطية". 

يأتي هذا بعدما استدعت السعودية، الثلاثاء (22 ابريل) الى الرياض، مسؤولين يمنيين في حضرموت، بجانب رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي، عقب صدور قرار امريكي عاجل ومفاجئ بشأن اليمن وتطورات الحملة العسكرية الامريكية ضد الحوثيين وتصاعد التوتر والصراع في حضرموت.

تفاصيل: السعودية تستدعي مسؤولين للحسم باليمن

فاجأت امريكا الجميع، الأحد (20 ابريل) بقرار غير متوقع بشأن اليمن والتطورات المتسارعة لحملتها العسكرية المتواصلة على جماعة الحوثي الانقلابية، وتصاعد التوتر والصراع في محافظة حضرموت بين السعودية والامارات والقوى والمليشيات التابعة لكليهما، تضمن امرا مباشرا لجميع هذه القوى، للتنفيذ قورا.

تفاصيل: قرار امريكي مفاجئ بشأن اليمن !

وتصاعد التوتر في حضرموت ومعه نذر اندلاع حرب طاحنة ودامية، بدأت فعليا تعزيزاتها وتحشيداتها، ويراد لها ان تكون قاصمة وحاسمة، بين مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابعة للامارات، والمكونات القبلية والسياسية لمحافظة حضرموت، بقيادة "حلف قبائل حضرموت" و"مؤتمر حضرموت الجامع".

تفاصيل: رسميا.. بدء الحرب خلال ساعات (اعلان)

جاء التصعيد عقب اعلان "حلف قبائل حضرموت" تمكنه من اسقاط ما سماه "مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي"، وتأكيده "نهاية الانتقالي الجنوبي"، في ختام "لقاءعام لقبائل حضرموت"، نظمه الحلف السبت (12 ابريل)، بمشاركة حاشدة لمشايخ حضرموت، واصدر اعلانا من 10 بنود اولها "تطبيق الحكم الذاتي لحضرموت بدعم سعودي".

تفاصيل: حلف حضرموت يعلن نهاية "الانتقالي"

وسددت السعودية، رسميا، نهاية مارس، طعنة عسكرية قاتلة لـ "الانتقالي الجنوبي" ورئيسه عيدروس الزبيدي ومليشياته الممولة من الامارات، عبر اعلان التزامها رسميا بتعزيز "قوات حماية حضرموت"، من اطماع الامارات عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته في السيطرة على محافظة حضرموت وثرواتها.

تفاصيل: السعودية تسدد طعنة قاتلة لـ "الانتقالي" !

سبق هذا كسر السعودية، رسميا "الانتقالي الجنوبي" الجمعة (21 مارس) باستقبال وزير الدفاع السعودي ومسؤول ملف اليمن خالد بن سلمان لرئيس "حلف قبائل حضرموت"، ردا على تهديدات الزُبيدي خلال زياراته للمحافظات الجنوبية، في تطور اعتبره مراقبون "صفعة قوية تعيد تحجيم الزُبيدي ومجلسه بعد تجاوزه حده".

تفاصيل: السعودية تكسر "الانتقالي" بهذا الاجراء !

وهبطت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية السعودية، بمطار سيئون، الثلاثاء (18 مارس) وأقلت رئيس "حلف قبائل حضرموت" الشيخ عمرو بن حبريش العليي، وقائد قواته المستحدثة مبارك العوبثاني، إلى المملكة العربية السعودية. في زيارة بدعوة رسمية تهدف لبحث المستجدات في حضرموت، ومناقشة آليات تنفيذ مطالب وحقوق أبنائها".

جاءت الزيارة عقب اطلاق رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي لدى زيارته المكلا، منتصف مارس الفائت، تهديدا مباشرا إلى "حلف قبائل حضرموت" و"مؤتمر حضرموت الجامع" بـ "التصدي الحازم لهم واستخدام القوة لحماية حضرموت، بوصفها عماد الدولة الجنوبية الفيدرالية" حسب تعبيره.

شاهد .. الزُبيدي يتعهد بفصل جنوب اليمن

قوبلت زيارة الزُبيدي الى حاضرة حضرموت الساحل، مدينة المكلا، والخاضعة لسيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المسماة "النخبة الحضرمية"، باحتجاجات المواطنين وهتافات اطلقوها لدى عبور موكب الزُبيدي رددت "برع يا سرق"، وعبرت عن رفض استقبال الزُبيدي ومليشياته بحضرموت.

شاهد .. استقبال مُهين للزبيدي في المكلا (فيديو)

ونفذ عيدروس الزُبيدي، منذ بداية شهر رمضان (مارس الفائت) زيارات إلى المحافظات الجنوبية، وسط احتجاجات شعبية على زيارته، والقى في كل محافظة خطابا، تعمد في جميعها تسويق نفسه رئيسا لما يسميه "دولة الجنوب" وتقديم وعود بالخدمات وانهاء انتهاكات مليشياته بزعم "بسط الامن والاستقرار".

تفاصيل: اهانات شعبية تطارد الزُبيدي (فيديوهات)

بدورها، وجهت السعودية، الاثنين (17 مارس) تحذيرا جديدا اعتبره مراقبون "تحذيرا أخيرا" إلى رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، عقب خطابه التحريضي لمليشياته الممولة من الامارات، بالبدء في اسقاط محافظة حضرموت بزعم "حمايتها من قوى الارهاب والحفاظ على ثرواتها".

تفاصيل: تحذير سعودي اخير لـ "الزُبيدي" (وثيقة)

جاء التحذير السعودي، بعدما أعلن زعيم مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، عيدروس الزُبيدي أن "حضرموت عمود الدولة الجنوبية القادمة، ولن نفرط بها وسندافع عنها" أمرا مليشياته باستكمال السيطرة على كامل حضرموت.

تفاصيل: صدور امر اسقاط هذه المحافظة !

وتتزامن هذه التطورات المتسارعة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا، على تردي الاوضاع العامة وتدهور الخدمات والظروف المعيشية واستمرار انهيار الريال، ومطالبات الموالين لحلف قبائل حضرموت" بتنفيذ مطالب الحلف التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي في يناير الفائت، أو "مباشرة السيطرة على حضرموت".

تفاصيل: الرئاسي يحسم مصير حضرموت (قرار)

لكن حضرموت تشهد بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.

تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)

وبدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".

مشيرين إلى ان مجريات الاحداث تشي بـ "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".

وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".

بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.

وظلت السعودية تجاهر بمساعيها، منذ ما قبل بدء الحرب وتدخلها العسكري في اليمن بعمليات "عاصفة الحزم"، إلى مد انبوب إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م وقابلتها القوات السعودية بإطلاق الرصاص الحي موقعة قتلى وجرحى.

شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة 

بقيت محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى بعيدات عن الانقلاب الحوثي العفاشي. لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.