الأحد 2025/08/17 الساعة 05:12 م

يحدث الان حرب بين المليشيا والمواطنين

العربي نيوز:

وردت للتو، معلومات وصور اولية عن مواجهات مسلحة وصفت بالعنيفة اندلعت بمختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، بين المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية والقبائل على مشارف العاصمة المؤقتة عدن، وأوقعت حتى الان قتلى وجرحى، من الجانبين.

أكدت هذا مصادر محلية متطابقة في محافظة لحج، أفادت بأن "مواجهات عنيفة اندلعت في منطقة رأس العارة، غرب محافظة لحج، بين قوات الحملة الأمنية بقيادة العميد حمدي شكري، ومسلحين من قبيلة الصبيحة موالين للقائد الصبيحي المُقال فاروق الكعلولي".

موضحة أن "المواجهات اندلعت صباح السبت (16 اغسطس) بعد أيام من هجوم تعرض له معسكر الكعلولي في منطقتي الحرز ورأس عمران غربي العاصمة المؤقتة عدن، وقد استخدمت فيها أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأدت لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين".

وذكرت المصادر المحلية أن "عناصر قبيلة الصبيحة سيطرت على إحدى نقاط الحملة التي يقودها قائد اللواء الثاني عمالقة جنوبية حمدي شكري". منوهة إلى "تدفق تعزيزات كبيرة لطرفي المواجهات مساء السبت بعد استدعاء حمدي شكري تعزيزات من طور الباحة".

يأتي هذا بعد اشتباكات بين مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الشيخ السلفي حمدي شكري، التابعتين للامارات، اندلعت الجمعة (8 اغسطس) على طول الخط الساحلي الرابط بين عدن وباب المندب؛ مع قوات القائد المُقال لما يسمى اللواء التاسع صاعقة، فاروق الكعلولي الصبيحي.

تفاصيل: العاصمة تشتعل باشتباكات كثيفة

وفجر الخميس (24 يوليو)، استيقظ ملايين المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن، فزعين خائفين، على دوي انفجارات واطلاق كثيف لنيران رصاص، اشتباكات وصفت بالعنيفة اندلعت بين فصيلين من مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، سقط خلالها جرحى.

تفاصيل: اشتباكات تشعل العاصمة (محصلة)

يترافق هذا مع تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، دون ضبط الجناة.

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.

وتبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.

تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.

يحدث الان حرب بين المليشيا والمواطنين